الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون) كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله . (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض)  بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله: (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها) 

العدد 013

الغلاف الجوّي المحيط بالأرض، حارس الحياة:
من بين الإكتشافات الحديثة: إنه في كل يومٍ وليلة ينفصل ما يقرب من عشرين مليون شهابٍ من الكواكب الأخرى وتتجه مباشرة نحو كوكب الأرض بسرعة تعادل مئة ألف كيلومتر في الساعة لكلٍّ منها، أي أنه في الساعة الواحدة يقطع مسافة مئة ألف كيلومتر، هذا الشهاب إذا اصطدم بكوكب الأرض بهذه السرعة ماذا سيحل بالأرض؟ إن أي قنبلة ذرية ليست لها هذه القدرة التي لمثل هذه الشهب.

إن قدرته تعادل قدرة عدة قنابل ذرية. فلو تعرضت الأرض لمثل هذه الشهب على مدى ساعة واحدة فقط هل يبقى حينئذٍ أثر لبيت؟ وهل يسلم من شرّها آنذاك إنسان أو حيوان؟ كل ما على الأرض يدمّر؛ بل إن كوكب الأرض يتلاشى من الأساس يا له من نظامٍ!

إن إله هذا العالم هو المنظم والمسيّر والمدبّر لهذا الفضاء، وهو الذي أحاط كوكب الأرض بغلافٍ جوّي يبلغ قطره مضافاً إلى سماكته مئة كيلو متر، فهو ذو تأثير مذهل على الحياة فوق هذا الكوكب.

إنّ واحداً من تأثيرات هذا الغلاف تلطيفه لحرارة الشمس، فهي تتجمّع في هذا الجزء من الجوّ ولا تتجه مباشرة نحو الأرض لأنها لو توجّهت مباشرة نحو الأرض ولم تتجمّع في الجوّ لما أمكن تخفيفها. هل تعلم ماذا كان حلّ بالأرض؟… كانت ستغلي البحار برُمّتها، ولكانت إرتفعت حرارة الأرض إلى ما فوق المئة درجة، ولغلى حتى الدّم داخل جسمك والحليب في أثداء الأمهات، ثم إنه لو بلغت هذه الحرارة كوكب الأرض، لما وجد فوقها قطرة ماء واحدة بل لكان تبخّر جميعه وإفتقد.

ثم إنه لو إفتقد ذلك الجزء من الكون، وكانت الحرارة تبلغ مباشرة كوكب الأرض، لكانت هبطت درجة الحرارة أثناء الليل إلى مئة وستين تحت الصفر، ولكانت إبتليت الأرض بتجمد يحيل كلّ ما عليها إلى جليد. في النهار حرارة كتلك، وفي الليل برودة كهذه. في هذه الحالة هل يبقى للحياة أثر على وجه الأرض؟

لذا فإن هذا الجزء من الكون مهمّته أنّ يختزن في داخله حرارة الشمس ويعمل على تلطيفها وإيصالها إلى الأرض على مدى أربعٍ وعشرين ساعة حتى لا تحدُث تلك الحرارة في النهار، وفي نفس الوقت تتم الإفادة من الحرارة التي تم تخزينها داخل الغلاف الجوِّي أثناء النهار، وذلك حتى لا تحدث تلك البرودة.

مضافاً إلى ذلك فإن الحرارة المرتفعة تلك التي تمّ تخزينها داخل الغلاف الجوي للأرض، تعمل على تحليل وإذابة الشهب المتوجهة نحو الأرض.
إن هدفي من كل هذا هو تبيان النظام القائم في الكون. أما الآن فلنترك الإنسان متحيراً بأيِّ جزءٍ منه يتفكّر. إذاً فكل أفعال الله تصدر عن حكمة.

إذا أدركت هذا القدر من النظام أفلا تستيقن أنّ أفعال الله كلها قائمة على النظام وعلى الحكمة. إذاً فإذا كانت أفعال الله كلها قائمة على الحكمة فلا يجب حينئذٍ الظن بالله فتقول مثلاً على سبيل الإعتراض: واحدٌ تعطيه العديد من النعم وآخر تعطيه قرص شعير معجون بالدم. أو تقول:

إن الله ـ روحي لحكمته الفداء ـ يرمي بالزعفران أمام الحمار أي أنه ـ والعياذ بالله ـ لا يدري ما يفعل فليأت وليسألني أنا، فيا ربي إن كنت تريد أنّ تعطي المال فأعطه لي أنا ولا تعطِ فلاناً. إن هذه الإعتراضات كلّها هي سوء ظن به تعالى بمعنى أنّ أفعاله تعالى لا تتصف بالحكمة. إذا مات له عزيز يسوء ظنه بنظام الخلقة بل ويصرح علناً في بعض الأحيان بأنه لو كان السيد عزرائيل يرى بالعين وكان بالإمكان الوصول إليه فأنهم لن يتركوه يخرج سالماً من البيت الذي يدخله لقبض الروح بل كانوا سيقطعونه إرباً.
إن عزرائيل في إعتقاد اليهود أعور.

من خرافات اليهود قصة قبض روح موسى بن عمران. فهم يدعون أنه عندما أتى عزرائيل ليقبض روح سيدنا موسى بن عمران(ع)، ضربه موسى كفّاً قوية على أذنه مما أدّى إلى أنّ تفقد إحدى عينية بصرها ولهذا فهم يعتقدون بأن عزرائيل أعور ولا بدّ أنهم يتمنون أنّ تفقد عينه الأخرى بصرها حتى ينجو الجميع.

إنّ هذا كله منشأه الجهل فالملك ليس ذو جسم كالإنسان. إن الكف والضرب هما من شأن البدن المكوّن من اللحم بينما الملك ليس بذي لحم وجلد. الملك من جنس النور وهو ليس بمادّة أو جسم يمكن ليد الأنسان أنّ تصل إليهما. الجسم الترابي هو ميزة لحم وجلد الجسد الحيواني. إن قصدي هو تبيان قضية الإعتراض والحنق على نظام الخلقة.

 

https://t.me/wilayahin

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني50

22 وقد قال رسول الله (ص) لبعض أصحابه وهو يشير إلى علي (ع): ( والِ ...