أكد السيد حسن النمر الموسوي على أهمية الاستغفار عن الأخطاء الفكرية وليس الخطايا السلوكية فقط مبينا أن الأفكار المنحرفة تعتبر «أخطر الذنوب». واعتبر سماحته أن الانحراف في الفكر تسبب في عودة ”الفكر الخارجي القديم“ في لباسٍ جديدٍ.
وقال: ”لذلك نحن نستغفر اللهَ إلى جانب الاستغفار عن المعاصي السلوكية نستغفر الله عن الجهلِ وقلةِ التفقه وقلة المعرفة التي تجعل كثيراً من الناس يبثون الفتنةَ، ثم يبحثون عن حلولٍ لها ولا يجدون لها حلاًّ“.
وأشار سماحته في خطبة يوم الجمعة بمسجد الحمزة بن عبد المطلب في سيهات أن المنحرفين في فهم الدين على مر التاريخ لم يكونوا يراجعون أفكارهم و”يستغفرون الله“ لذلك هم يرتكبون الخطأ ويعتقدون أنهم يفعلون ال «صواب».
وفي هذا السياق استنكر سماحة السيد الأفكار والأفعال الإرهابية في العالم الإسلامي؛ معتبراً أن التيارات المتطرفة لا تدرك أنها ألعوبة بيد الاستكبار العالمي لغرض تمزيق الأمة بالفتن المذهبية.
وقال النمر: ”هم يعتمدون على مقولات فلان وفلان، وليس على مقولات الله التي جاءت في الكتاب الكريم من أن إزهاق النفوس وقتل النفوس بمثابة قتل الناس جميعاً“.
وأدان المؤتمر الفتنوي المعقود مؤخراً في أندونيسيا للطعن في إحدى طوائف الأمة، كما أدان ممارسات الإرهاب الخارجي في نيجيريا محذراً من جرِّ الفتنة المذهبية إلى أطراف الدول الإسلامية بعد انتشارها في الوسط.
واعتبر سماحته هذه الدول من الدول المهمة من حيث عدد المسلمين فيها بالإضافة إلى ثرواتها.
وعن الاستكبار العالمي واستهدافه للوحدة الإسلامية قال سماحته: ما أسرع ما يأتون، ويزرعون الفتنة ثم يأتون ليقولوا نحن نبعث إليكم قوات حفظ السلام! هم يؤججون الحروب ثم يأتون لهذه الأمة بقرارات؛ يقال لها قرارات شرعيةٍ.
وكانت خطبة السيد حول شهر رجب وأنه موسم الاستغفار حيث أكد سماحته أن معنى الاستغفار في اللغة: ”طلب الصون والستر“، موضحاً أن هذا التعريف يشمل: ما مضى من الأخطاء، والتحصن مما يأتي.
وأوضح سماحته استخدام مفردة الاستغفار عند العرب بقوله: كان العرب يستعملون خوذةً للمقاتلين يسمونها المغفر، وهي شيء أشبه بالقلنسوة وشبيهة بالخوذة الحالية؛ توضع على الرأس حتى يتقي بها المقاتلُ ضربات الخصم. والنساء كن يضعن على رؤوسهن شيئاً من القماش يسمونه «غِفار» حتى تجنِّب المرأةُ خمارها «الستر الفوقاني» تجنبه الزيتَ الذي في رأسها.
وخلص سماحته إلى أن الاستغفار ليس أن نطلب من الله أن يغفر لنا ما مضى فقط، بل أن يعيننا على الستر والصون من أن نقع في مثل ذلك في المستقبل.
وعن مناسبة حلول شهر رجب اعتبر السيد أن هذا الشهر – لمن استثمره – هو رأسُ مالٍ كبيرٍ جداًّ موضحا أنه جاء في وصفه العديدُ من الروايات؛ التي تؤكد أنه شهرٌ عظيمٌ في ما يتعلق بصنع الإنسان الرباني.