الرئيسية / أخبار وتقارير / ليبيا.. جبهة جديدة بالحرب على «داعش»

ليبيا.. جبهة جديدة بالحرب على «داعش»

صحيفة نيويورك تايمز ترجمة – أنيس الصفار باشرت القوات الأميركية هذا الاسبوع عمليات قصف على اهداف تعود لتنظيم «داعش» الارهابي في ليبيا فاتحة بذلك جبهة جديدة في حربها على الجماعة الارهابية.

 

وقد انطلقت هذه الحملة لمساعدة المقاتلين الليبيين المتحالفين مع الحكومة الفتية المعترف بها دولياً على طرد «داعش» من سرت، وهي مدينة ساحلية بقيت منذ العام 2014 قاعدة للتنظيم ومركزاً لمساعيه من اجل إقامة كيان له في ليبيا.

 

نظراً للوضع السياسي المشوش في ليبيا والخليط الفوضوي من الجماعات المسلحة التي انبثقت من رحم الحرب الاهلية المستعرة منذ 2011، والتي كان للولايات المتحدة دور اساسي فيها، بقيت ادارة اوباما مترددة لوقت طويل في الانزلاق عسكرياً من جديد الى هذا البلد.

 

رغم ذلك تنامى لدى المسؤولين الاميركيين شعور بالقلق حين رأوا «داعش» تشق لها مسالك ودروباً على امتداد الساحل الليبي وتفرض شرائع وقوانين اجتماعية بالغة الوحشية والقسوة وتنفذ عمليات اعدام همجية.

 

وفي الاسابيع الاخيرة تمكنت الجماعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة من تحقيق نجاحات ملحوظة إذ استعادت بعض المناطق من يد «داعش»، بيد أن هذه الجماعات منيت بإصابات كبيرة جعلت رئيس الوزراء الليبي فائز السراج يطلب من الولايات المتحدة مد يد المساعدة من خلال الضربات الجوية.

 

الولايات المتحدة لديها ايضاً اسباب قوية للتحرك. فقيام قاعدة قوية موطدة الاساس لـ «داعش» في ليبيا يمكن أن يجعل منها ارضية لانطلاق الهجمات على الدول الغربية. ومع تزايد الهجمات في مختلف انحاء العالم، المنسوبة الى «داعش» أو المستوحاة من اسلوبها، وجد الرئيس اوباما والزعماء الغربيون الاخرون انفسهم تحت وطأة ضغوط متزايدة لإجبار الجماعة الارهابية على التقهقر والانكفاء الى وضع الدفاع.

 

اضف الى هذا أن تنامي قوة التنظيم في ليبيا سوف يجعل مهمة الحفاظ على النظام وبناء دولة قادرة على الاداء أشق بكثير. آثار التصعيد الاخير في الحرب ضد «داعش»، التي تتصدى لها الولايات المتحدة، غير مؤكدة على المدى البعيد، فقد اثبتت الولايات المتحدة من خلال انغماسها في الحرب الاهلية التي اندلعت في 2011 لإزاحة العقيد معمر القذافي أن الضربات الجوية الاميركية قادرة على قلب ميزان الكسب والخسارة على ارض المعركة، غير أن واشنطن وباقي الاعضاء في حلف الناتو الذين شاركوا في ذلك الجهد لم تكن لديهم خطة مفصلة لما سيحدث في اليوم التالي، وهكذا بقيت ليبيا تدور وتدور وسط دوامة من الفوضى العارمة.

 

فإلى شهر نيسان الماضي كانت في هذا البلد حكومتان تصطرعان، أما الذين كانوا يديرون شؤونه في الواقع فهم قادة الفصائل المسلحة. هذه الخطوة الجديدة في الحرب ضد «داعش» يجب أن تكون تذكيراً بوجود حاجة لمناقشة الصلاحيات القانونية التي تمتلكها اميركا في معركتها مع هذه الجماعة. فإدارة اوباما لا تزال تعتمد الصلاحيات الممنوحة في 2001، التي كان الهدف منها هو الثأر لهجمات 11 ايلول، ذلك أن البيت الابيض والكونغرس لا يرغبان في التنازل وقبول صلاحيات جديدة تفرض معايير مختلفة في تحديد مديات وأهداف الحملة العسكرية.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...