في انصار الحسين عليه وعليهم السلام ..سفر مسلم
18 نوفمبر,2016
شخصيات أسلامية
2,301 زيارة
ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
وسرح مع مسلم ، قيس بن مسهر ، وعبد الرحمن بن عبد الله وجملة من الرسل
منهم عمارة بن عبد الله ، فرحل مسلم بن عقيل من مكة ومر بالمدينة ثم خرج منها
إلى العراق ، وأخذ معه دليلين من قيس فجارا عن الطريق حتى عطشا ثم أومئا له
على السنن وماتا عطشا ، فتطير مسلم وكتب بذلك إلى الحسين ( عليه السلام ) من المضيق
وسرح بكتابه مع قيس بن مسهر ، فأجابه الحسين ( عليه السلام ) بالحث على المسير فسار
حتى دخل الكوفة ، فنزل على المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، فهرع إليه أهل الكوفة
وبايعه ثمانية عشر ألفا ، فكتب بذلك إلى الحسين ( عليه السلام ) مع قيس بن مسهر .
وكتب
الحسين ( عليه السلام ) إلى رؤساء الأخماس في البصرة وإلى أشرافها مع سليمان مولاه فكتب
إلى مالك بن مسمع البكري ، وإلى الأحنف بن قيس ، وإلى المنذر بن الجارود ، وإلى
مسعود بن عمرو ، وإلى قيس بن الهيثم ، وإلى عمرو ( 2 ) بن عبيد الله بن معمر بنسخة
واحدة : ” أما بعد فإن الله اصطفى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) على خلقه وأكرمه بنبوته واختاره
لرسالته ثم قبضه الله إليه ، وقد نصح لعباده وبلغ ما أرسل به ( صلى الله عليه وآله ) ، وكنا أهله وأولياؤه
وأوصياؤه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس فاستأثر علينا قومنا بذلك
فأغضينا كراهية للفرقة ومحبة للعافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق
علينا ممن تولاه ، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله
وسنة نبيه ، فإن السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا
أمري أهدكم بيل الرشاد والسلام ” ( 1 ) .
فأخبر بالكتاب المنذر وأتى بالرسول إلى ابن زياد ، وكان ابن زياد في البصرة
والنعمان بن بشير الأنصاري في الكوفة عاملين عليها ليزيد فتعتع الشيعة عند ورود
مسلم الكوفة بالنعمان فلم يحب الشدة وتحرج ، فكتب جماعة من العثمانية إلى
يزيد فعزله وأعطى المصرين إلى عبيد الله بن زياد ،
فلما قرأ الكتاب ونظر الرسول
قتله ، وجعل أخاه عثمان على البصرة وتوعدها ، وخرج إلى الكوفة ومعه شريك بن
الأعور ، وكان قد جاء من خراسان معزولا عن علمه عليها ، ومسلم بن عمرو
الباهلي وكان رسول يزيد إلى عبيد الله بولاية المصرين ، وحصين بن تميم التميمي
وكان صاحبه الذي يعتمد عليه ، وجعل شريك يتمارض في الطريق ليحبسه عن
الجد فيدخل الحسين الكوفة فما عاج عليه وتقدم حتى دخلها ونظم مسالحها على
ضفة الطف من البصرة إلى القادسية ( 2 ) .
ولما جاء كتاب مسلم إلى الحسين عزم على
الخروج ، فجمع أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة فخطبهم فقال : ” الحمد لله
وما شاء الله ولا قوة إلا بالله ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة ، على جيد
الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ،
فكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشا
جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضاء الله رضانا أهل البيت
نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ولن تشذ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لحمته وهي
مجموعة في حظيرة القدس ، تقربهم عينه وينجز بهم وعده ، فمن كان باذلا فينا
مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل فإني راحل مصبحا إن شاء الله ” ( 1 ) .
ثم
أصبح فسار ، فمانعه ابن عباس وابن الزبير فلم يمتنع ، ومر بالتنعيم ( 2 ) فمانعه ابن
عمر ، وكان على ماء له فلم يمتنع ، ومر بوادي العقيق ( 3 ) .
انصار الحسين 2016-11-18