بعد أكثر من 8 أشهر من القتال المرير، وضعت الحرب اوزارها وأعلن رئيس الوزراء العراق انتهاء القتال في الموصل ورفع علم العراق في المدينة، ولكن السعودية لا ترى النصر كما يراه العراقيون.
الخطاب السعودي تجاه العراق لطالما كان متشنجا، فالسعودية لا ترى العراق كما يراه الآخرون، ولا تسمع صوته كما يسمعه العالم، فهي تنطلق نحو العراق من منظور طائفي ضيق لا تستطيع تجاوزه حتى عندما تدعي يد الصداقة نحو العراق.
منذ أن حطت طائرة رئيس الوزراء العراقي الرحال في الموصل، والقى كلمة النصر، انهالت التهاني على العراق من جميع الاطراف، إلا أن السعودية التزمت الصمت حيال ذلك، وبعد أربعة أيام من اعلان النصر نقل الاعلام السعودي عن مصدر في وزارة الخارجية مباركته النصر للشعب العراقي، من دون أن يسمي هذا المصدر، مما يشير الى أن المباركة لم تكن ببيان رسمي، بل مجرد نقل عن مسؤول لم يكشف عن هويته، وفي هذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن مصدرا مسؤولا في وزرة الخارجية السعودية صرح عن تهنئة المملكة العربية السعودية بمناسبة استعادة مدينة الموصل وتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي.
هكذا بارك السعوديون النصر العراقي بعد أربعة أيام من اعلانه؛ ولكن القصة لم تنتهِ هنا، فكان للسعوديين جولة أخرى في محاولة لسرقة النصر لا على طريقة الأمريكان الذين يسرقون النصر ليسجلوه بأسمهم، بل عبر نسخة مشوهة من “روبن هود” حيث لعبوا من حيث يعلمون او لا يعلمون دور رجال شريف نوتينغهام، فبدلا من جعل النصر إسلاميا او عربيا أو عراقيا، اتصل سلمان بن عبد العزيز بالقسيس ترامب ليبارك له النصر وفي هذا الصدد كتبت صحيفة المدينة السعودية:
“أجرى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفيًّا لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هنأه فيه بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل ، مثمنًا دور الولايات المتحدة الأمريكية في قيادتها للتحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، ومنوها – حفظه الله – بما تحقق من إنجازات كبيرة في محاربة الإرهاب في وقت وجيز منذ تولي فخامته مهام منصبه في البيت الأبيض”.
الدعم الأمريكي او دعم ما يُسمى بالتحالف الدولي اقتصر على الدعم الجوي لمعركة الموصل وهو ما لم يرحب به العراقيون، وارتكب طيران التحالف عدة مجازر ضد المدنيين، راح ضحية احداها قرابة 120 مواطن عراقي في الموصل الجديدة في آذار الماضي، بينما تولى العراقيون القتال على الأرض وقدموا عشرات الشهداء وغاب عنهم الدعم الجوي كلما تقدموا وفقا للخط العراقية، بل تطور الامر الى منع الطيران الأمريكي نظيره العراقي من تقديم الدعم للقطعات البرية؛ رغم كل ذلك ادعي ترامب ان القوات العراقية “أسندت جهود التحالف”، وهكذا رأت السعودية المعركة.
وركز الاعلام السعودي بالدرجة الأولى على الاتصال السعودي بالولايات المتحدة، في محاولة لاظهار النصر على أنه نصر أمريكي وليس عراقي، فعلى الرغم من أن الملك سلمان اتصل برئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ليهناه بالنصر هو الآخر، إلا أن مانشيت الصحف السعودية أهمل الاتصال بالعبادي وركز على الاتصال بترامب.
الولاية الاخبارية