ينتظم العديد من المثقفين في صف الدخول الى المركز الثقافي البغدادي، صباح كل جمعة، في شارع المتنبي، مخلفين وراءهم، مكتبات ومطابع ومحال أطعمة وعربات دفع يدوية، معظمها ثابتة، والبعض منها تتجول في زحامه، تعرض الكرزات والعصائر والحلويات واللبن و{اللبلبي} والباقلاء، يضاف إليهن الشلغم المدبس شتاءً، لكن…
كل السابلة الذين يكتظ بهم المكان، عيونهم ترنو الى بسطات الكتب..
عافية الطباعة الورقية، التي يراد لها الإنقراض، فتقاوم القراءة الالكترونية في هذه السوق.ثمة وجوه ائتلفت جدران الـ «جفقيم» التي تحد الشارع..
تخترقها أزقة تبدأ واسعة، لتضيق على مسافة أمتار دخولاً، لتتفرع منها شُعَبٌ سكنية غير نافذة، مثل تلافيف مخ المدينة، الذي…
كلما ضاق تفاءل الناس بفقرهم.. الجميع يأمل بأن «الغد آت لا محالة». مقاه تبدأ بـ «أم كلثوم» التي تأسست مطلع السبعينيات، تليها «الزهاوي» وتقابلهما أكشاك شاي مع مصاطب تجعلها أشبه بمقاه.
تختتم السلسلة بـ «الشابندر». شارع المتنبي.. نبض الثقافة الورقية، ومايسترو سيمفونيتها الضاجة بالجمال، أدباء وأكاديميون وفنانون وإعلاميون وموسوعيون مطلقو الوعي هلاميو المعرفة، يعقدون حلقات نقاش عميق، يضيء ظلمات العقل وينير عتمات الرؤية.
لا يطيق المتذوق مكوثاً في حيز من جداول من سائرين نحو الإتجاهات كافة، مثل محيط سورة بحر من البشر، إقتراباً من المرسى وشعرائه المترقرقين رهافة، مع مياه دجلة.
الولاية الاخبارية