بعد ما سببه ارهابيو “داعش” من انتشار الامراض والاوبئة في قضاء ابو غريب بعد غرقه نتيجة اغلاق سدة الفلوجة خلال المدة الماضية، جاء الدور حاليا على الموصل، اذ ابدت منظمة الصحة العالمية قلقها الكبير من خطر تعرض النازحين من المدينة الى الاصابة بالامراض الانتقالية، لا سيما الكوليرا والاسهال.
واوضح تقرير صادر من المنظمة تلقت”الصباح” نسخة منه، ان الازمة الحالية في العراق تشكل تحديا كبيرا امام مكافحة فاشيات الامراض، اذ ادت اعمال العنف الاخيرة الى نزوح اكثر من 300 الف شخص الى منطقة اقليم كردستان، ما يشجع على زيادة احتمال انتشار الامراض بسبب الضغوط المفروضة على السكن وامدادات المياه والصرف الصحي، لا سيما ان دخول موسم الصيف مع انعدام المياه المأمونة في المخيمات التي تضم النازحين داخليا يسهم في زيادة وقوع امراض الاسهال الوبائية.
وتخوفت المنظمة من اعادة تسجيل حالات الكوليرا على وجه الخصوص، لأنها متوطنة في الجزء الشمالي من العراق ويمكن ان تسبب وفيات ومراضة على نطاق واسع، لافتة الى انه تم الابلاغ عن فاشيات الكوليرا في كردستان خلال الاعوام 2007 و2008 و 2012، ونظرا لهذا التهديد طلبت وزارة الصحة الدعم من منظمة الصحة العالمية في تقويم مخاطر الكوليرا في العراق، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية لموظفي الصحة على ادارة الحالات ومكافحة امراض الاسهال، مع التركيز بوجه خاص على المخيمات.
المنظمة اكدت ارسال ثلاثة خبراء الى اقليم كردستان منهم خبيران في ادارة حالات الكوليرا واختصاصي مختبر، وانضم اليهم خبراء الأمراض المعدية من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط والمكتب القطري للمنظمة في العراق، اذ ستكون ابرز اهدافهم رصد مخاطر الكوليرا وتفشي أمراض الإسهال الوبائية الأخرى في مخيمات النازحين داخليا وتقييم الترصد والاستعداد والقدرة على الاستجابة للفاشيات وتقديم التوجيه والمشورة لوزارة الصحة بشأن تحديث وتنقيح خطة التأهب للكوليرا استنادا الى تقييم المخاطر.وبينت المنظمة ان الفريق الطبي اجرى حلقة تدريب عملي على ادارة امراض الاسهال لـ 23 عاملا صحيا في اربيل، فضلا عن حلقة عمل “لتدريب المدربين” لكبار العاملين الصحيين في جميع انحاء كردستان مع اجراء حلقتي عمل اضافيتين في دهوك والسليمانية لضمان بناء قدرات الموظفين الصحيين الوطنيين على ادارة امراض الاسهال، مؤكدة ان المنظمة تشعر ببالغ القلق ازاء خطر الامراض المعدية وبخاصة الكوليرا. وكانت منظمة الصحة العالمية قد اكدت قبل ايام ان اكثر من 25 الف شخص في الموصل يبحثون عن المأوى في المدارس والمساجد مع عدم تمكنهم من الحصول على مياه للشرب بعد تدمير محطة المياه الرئيسة في المدينة.
من جهته، قال المستشار الاعلامي في وزارة البلديات والاشغال العامة جاسم محمد سالم لـ”الصباح”: ان ارهابيي “داعش” قطعوا مياه الشرب بعد سيطرتهم على عدد منها في مجموعة من الاحياء السكنية في مدينة الموصل ضمن خططهم الهادفة الى ابادة الحياة في تلك المدينة واشاعة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي، وبالتالي من المحتمل ان تؤدي هذه الخطوة الى انتشار الامراض فيها.
واضاف ان الوزارة تفعل ما في وسعها لايصال الماء الصالح للشرب الى المناطق التي نزحت اليها الاسر من مدينة الموصل من خلال نقله بالسيارات الحوضية من المدن والمحافظات القريبة منها كمحافظة كركوك، مشيرا في الوقت نفسه الى احتمالية نفاذ مواد تعقيم المياه في المشاريع المائية في مدينة الموصل اذا استمرت هذه الازمة لمدة اطول