المراسلة الثانية للشيخ البهاري |
لقد آن لك الأوان لأن تخرج من سجن الظلمات إلى رحاب النور ، ولكن بشروط: الأول : أن لا تطمع في شيء حتى في راحة نفسك ، وأن لا يكون لك هدف إلا إصلاح عباد الله تعالى ولو بتحمل الأذى منهم.. وأما لو كان القصد من السعي هو المال والجاه ، فإنك لن تصل إلى السعادة أبداً ، ومن الممكن أن تحصل لك هذه الملكة ، لو جعلت الموت نصب عينك دائما وأبداً . الثاني: أن لا تستعجل في أمر من الأمور ، بل عليك بالتأمل في النفس واستشارة الغير ، فإن العجول يقع في المهالك من حيث لا يشعر. الثالث: أن تجعل قوة الغضب عندك مقهورة بالعقل ، ضرورة أن غبار الغضب يستر وجه العقل ويحجبه عن الحق .. ولهذا يحسن بك في هذه الحالة عدم مواجهة الآخرين – ولو بداعي الموعظة – إلى أن تسكن ثائرة الغضب. الرابع: أن تكون كتوماً للأسرار ، أعني ذلك الأمر الذي لو ذكرته لكان إما : لغواً ، أو موجباً لفساد العقيدة ولو في المآل ، وهذا يختلف بحسب اختلاف الأشخاص والبلاد. الخامس: أن لا ترى نفسك ناصحاً مشفقاً ، بل تكون متهما لها في كل شيء ، وخاصة فيما تصرّ عليه نفسك .. فاعلم عندئذ أن هناك خيانة ومؤامرة في البين لا بد من إبطالها. السادس: أن تكون ذا نظم في كل شؤونك وأوقاتك.. فقم بكل ما عليك في أوقاتها المناسبة ، لتجدخلوةً كافيةً مع نفسك .. فليس من السائغ أن تقوم بأي شيء في أي وقت .. فإن في ذلك مفسدةً كبرى لو التفتّ إليها . السابع: أن لا تتكل في أمر من أمورك على حولك وقوتك، بل تكون متوكلاً في كل أمورك على الحي الذي لا يموت . (حرره محمد البهاري الهمداني ) |
شاهد أيضاً
الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ
أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...