الرئيسية / زاد الاخرة / أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

من آداب التعقيب وفضله

قال الميرزا القمي رحمه الله تعالى في غنائم الأيام : ج ٣ ص ٩٣ : قيل : ويستحب أن يكون جلوسه في التعقيب كجلوسه في التشهد ، متوركاً ، مستقبل القبلة ، ملازماً لمصلاه ، مستديماً طهارته ، متجنباً كل ما يبطل الصلاة أو ينقص ثوابها ، فقد روي (أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب).

وقال الشيخ الحر العاملي رحمه الله تعالى : استحباب البقاء على طهارة في حال التعقيب ، وفي حال الانصراف لمن شغله عن التعقيب حاجة ، واستحباب ترك كل ما يضر بالصلاة حال التعقيب.

ومما أورده من الروايات في ذلك :

ما روي عن هشام قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني أخرج في الحاجة وأحب أن أكون معقباً ، فقال عليه‌السلام : إن

٣٣
كنت على وضوء فأنت معقب.

قال : وقال الصادق عليه‌السلام : المؤمن معقب ما دام على وضوئه.

وروي عن حماد بن عثمان ـ في حديث ـ أنه قال لأبي عبد الله عليه‌السلام : تكون للرجل الحاجة يخاف فوتها؟ فقال عليه‌السلام : يدلج ، وليذكر الله عزوجل فإنه في تعقيب مادام على وضوئه.

وقال الشيخ البهائى رحمه الله تعالى في مفتاح الفلاح : وروي أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب (وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ح ١ ـ ٤).

التعقيب والدعاء عقيب الصلوات ، والأذكار المنقولة في ذلك كثيرة جداً ، ونذكر هنا جملة منها ، وهي قسمان :

القسم الأول : التعقيبات الخاصة للفرائض الخمس.

القسم الثاني : التعقيبات العامة للفرائض الخمس.

٣٤
القسم الأول

التعقيبات الخاصة بالفرائض الخمس

٣٥
٣٦
فضل تعقيب صلاة الفجر

قال السيد اليزدي عليه الرحمة في العروة الوثقى : ج ١ ص ٧٠٣ : مسألة ٢١ : يستحب في صلاة الصبح أن يجلس بعدها في مصلاه إلى طلوع الشمس مشتغلاً بذكر الله.

وقد ذكر الشيخ الحر العاملي رحمه الله تعالى في وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٥٨ ، (باب تأكد استحباب الجلوس بعد الصبح حتى تطلع الشمس) ومن الروايات في ذلك ما يلي :

روى الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى في الأمالي : ص ٦٧٢ ، بسنده عن عمير بن مأمون العطاري ، قال : رأيت الحسن بن علي عليه‌السلام يقعد في مجلسه حين يصلي الفجر حتى تطلع الشمس ، وسمعته يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من صلى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عزوجل حتى تطلع الشمس ، ستره الله عز وجل من النار ،

٣٧
ستره الله عزوجل من النار ، ستره الله عز وجل من النار.

وفي وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٥٩ ـ ٤٦١ ح ٣ و ٦ و ١١ ، روي عن إمامنا الصادق عليه‌السلام قال : الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض.

وعن عبد الله بن أبي يعفور أنه قال للصادق عليه‌السلام : جعلت فداك يقال : ما استنزل الرزق بشيء مثل التعقيب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس؟ فقال عليه‌السلام : أجل.

وعن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لجلوس الرجل في دبر صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر .. الحديث.

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : من صلى الفجر ومكث حتى تطلع الشمس كان أنجح في طلب الرزق من الضرب في الأرض شهراً.

وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان يقول : والله إن ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب

٣٨
الرزق من الضرب بالسيف في الأرض.

وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن إبليس إنما يبث جنوده جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى وقت الشفق ، ويبث جنود النهار من حين طلوع الفجر إلى مطلع الشمس.

وذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : أكثروا ذكر الله في هاتين الساعتين ، فإنهما ساعتا غفلة.

وروي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنه قال : نومة الغداة مشؤومة تطرد الرزق ، وتصفر اللون وتقبحه وتغيره ، وهو نوم كل مشؤوم ، إن الله تعالى يقسم الأرزاق مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإياكم وتلك النومة.

وفي بحار الأنوار ، للمجلسي : ج ٨٣ ص ١٢٩ ـ ١٣٠ ، روي عن الإمام الرضا عليه‌السلام أنه قال في قول الله عزوجل : (فالمقسمات أمرا) (سورة الذاريات ، الآية : ٤). قال : الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه.

٣٩
وروى معمر بن خلاد قال : كان أبو الحسن الرضا عليه‌السلام وهو بخراسان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس ، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحداً بعد واحد ، ثم يؤتى بكندر فيمضغه ، ثم يدع ذلك ويؤتى بالمصحف فيقرأ فيه.

وفي (عيون أخبار الرضا عليه‌السلام الشيخ الصدوق : ج ١ ص ١٩٤) عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان الرضا عليه‌السلام إذا أصبح صلى الغداة ، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى تطلع الشمس .. الحديث.

وفي مسند زيد بن علي عليه‌السلام : ص ١٦٠ ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قعد في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله سبحانه يسبحه ويحمده حتى تطلع الشس كان كالحاج إلى بيت الله وكالمجاهد في سبيل الله عزوجل.

٤٠
تعقيب صلاة الفجر

هذا وقد ذكروا جملة من التعقيبات بعد صلاة الفجر فمنها ما يلي :

الأول : قراءة سورة القدر ، عشر مرات

في مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٩٢ ح ١٢ و ١٣ ، عن كتاب الأنوار والأذكار عن الإمام الصادق ، عن أبيه الإمام الباقر عليهما‌السلام ، أنه من قرأ القدر بعد الصبح عشراً ، وحين تزول الشمس عشراً ، وبعد العصر عشراً ، أتعب ألفي كاتب ، ثلاثين سنة.

وروي عن الإمام الصادق عليه‌السلام : ما قرأها ـ أي سورة القدر ـ عبد سبع مرات بعد طلوع الفجر ، إلا صلى عليه سبعون صفاً من الملائكة ، سبعين صلاة ، وترحموا عليه سبعين رحمة.

الثاني : قراءة سورة التوحيد إحدى عشرة مرة

وفي ثواب الأعمال ، الصدوق : ص ١٢٩ ، عن عبدالله

٤١
بن حي قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه‌السلاميقول : من قرأ قل هو الله أحد ، إحدى عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان.

وفي دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٦٨ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال : من صلى الفجر وجلس في مجلسه ، فقرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات ، قبل أن تطلع الشمس ، لم يتبعه ذلك اليوم ذنب ، ولو حرص الشيطان.

الثالث : الاستغفار ، سبعون مرة

في وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٨٠ ح ١٥ ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه. وفي رواية سبعمائة ذنب.

الرابع : قراءة خمسين آية بعد التعقيب

قال الميرزا القمي رحمه الله تعالى في غنائم الأيام : ج ٣ ص ٩٣. : وأن يقرأ كل يوم بعد صلاة الصبح خمسين آية من

٤٢
القرآن ، لصحيحة معمر بن يحيى.

وهي رواية معمر بن (خلاد) وهي : عن محمد بن أحمد ابن يحيى ، عن معاوية بن حكيم ، عن معمر بن خلاد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية. (التهذيب ، للشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٣٨ ح ٣٠٥).

الخامس : من الأدعية الواردة عنهم صلوات الله عليهم

من أدعية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

الأول : للمعافاة من العمى والجنون

من كتاب روضة الواعظين للفتال النيسابوري : ص ٤٧٥ ، روي عن الباقر عليه‌السلام قال : أتى رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال له شيبة الهذلي فقال : يا رسول الله إني شيخ قد كبر سني وضعفت قوتي من عمل كنت عودته نفسي من صلاة وصيام وحج وجهاد ، فعلمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله به ، وخفف عليَّ يا رسول الله ، فقال : أعدها فأعادها ثلاث مرات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حولك شجرة ولا مدرة

٤٣
إلا وقد بكت من رحمتك ، فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ. فإن الله عزوجل يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.

الثاني : دعاء اللهم أصلح لي ديني

عن الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في الأمالي : ص ١٥٨ ح ١٧ ، بإسناده عن أبي بردة الأسلمي ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذا صلى الصبح رفع صوته حتى يسمع أصحابه ، يقول :

اللّهُمَّ أصْلِحْ لِيْ دِيْنيَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ لِيْ عِصْمَةً (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ أَصلِحْ لِيْ دُنْيَايَ الَّتِيْ جَعَلْتَ فيهَا مَعَاشِي (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِيْ آخِرَتِيَ الَّتِي جَعَلْتَ إليْهَا مَرْجِعيْ (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ نَقِمَتِكَ (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنكَ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ

٤٤
لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

الثالث : دعاء التهليل والتكبير

في مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٨٨ ح ٢ ، عن كتاب جعفر بن شريح الحضرمي عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أكثروا من التهليل والتكبير ، ثم قال : إن رجلاً ذات يوم صلى خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الغداة فلما سلّم ، قال الرجل :

لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من القائل؟ فقيل له : فلان الأنصاري ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده ، لقد استبق إليه ثمانية عشر ملكاً ، أيهم يرفعها إلى الرب.

وفي وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٧٧ ح ٦ ، عن عمر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صلى الغداة فقال قبل أن ينفض ركبتيه ، عشر مرات :

٤٥
لاَ إله إلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَيُمِيَتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.

وفي المغرب مثلها ، لم يلق الله عزوجل عبد بعمل أفضل من عمله إلا من جاء بمثل عمله.

وعن المجازات النبوية للشريف الرضي رحمه الله تعالى : ص ٣٩٤ قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات. كتب الله له بكل واحدة قالها ، عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفعه بها عشر درجات ، وكنَّ له مسلحة من أول نهاره إلى آخره ، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن.

ومما جاء في ثواب هذا الدعاء مارواه الكليني في الكافي : ج ٢ ص ٥١٨ ح ١ ، عن عبدالكريم بن عتبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها :

٤٦
لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِى ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. كانت كفارة لذنوبه ذلك اليوم.

الرابع : دعاء اللهم متعني بسمعي

عن القطب الراوندي في مهج الدعوات : ص ٣٠ : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا صلى الغداة قال :

اللَّهُمَّ مَتِّعنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلهُمَا الْوَارِثَيْنِ مِنِّي ، وَأَرنِي ثَأْرِي في عَدُوِّي.

الخامس : دعاء يوجب المغفرة

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤٠٩ : ويقول أيضاً ، بعد صلاة المغرب ، وبعد صلاة الفجر :

سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إِلّا أَنْتَ ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميْعَاً ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ كُلَّها جَميْعَاً إِلاَّ أَنْتَ.

جاء في الحديث : إن العبد إذا قال ذلك ، قال الله عزوجل

٤٧
للكتبة : اكتبوا لعبدي المغفرة ، بمعرفته أنه لايغفر الذنوب كلها جميعاً إلا أنا.

من أدعية أمير المؤمنين عليه‌السلام

الأول : الدعاء المعروف بدعاء الصباح

جاء في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي رحمه الله تعالى : ص ٦٠ ، وكذلك البحار للعلامة المجلسي رحمه الله تعالى : ج ٨٤ ص ٣٣٩ ح ١٩ ، عن كتاب الاختيار للسيد ابن الباقي رحمه الله تعالى : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا الدعاء :

بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ يَا مَنْ دَلَعَ لِسَانَ الصَّبَاح بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ ، وَسَرَّحَ قَطَعَ اللَّيلِ المُظْلِمِ بغَيَاهِبِ تَلَجلَجِهِ ، وَاتقَنَ صُنْعَ الفَلَك الدَّوَّارِ في مَقَادِيرِ تَبَرُّجِهِ ، وَشَعْشَعَ ضِيَاءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ ، يَا مَنْ دَلَّ عَلَى ذَاتِهِ بِذاتِهِ ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِهِ ، وَجَلَّ عَنْ مُلاَئَمَةِ كيْفيَّاتِهِ ، يَا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَرَاتِ الظُّنُونِ ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظَاتِ العُيُونِ ، وَعَلِمَ بِمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ، يَا مَنْ أَرْقَدَنِي في مِهَادِ أمنِهِ وَأَمَانِهِ ، وَأيقظَنِي

٤٨
إلى مَا مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسَانِهِ ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوْءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطَانِهِ ، صَلِّ اللهُمَّ عَلَى الدَّلِيلِ إِليْكَ في اللّيلِ الأليلِ ، وَالمَاسِكِ مِنْ أَسبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الأطوَلِ ، وَالنَّاصِعِ الحَسَبِ في ذِرْوَةِ الكَاهِلِ الأعْبَلِ ، وَالثَّابتِ القَدَمِ عَلَى زَحَالِيفِهَا في الزَّمَنِ الأَوَّلِ ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ ، المُصْطَفَيْنَ الأَبرَارِ ، وَافتَحِ اللَّهُمَّ لَنَا مَصَارِيعَ الصَّبَاحِ ، بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ ، وَأَلْبسنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَع الهدَايَةِ وَالصَّلاحِ ، وَأَغْرِسِ اللَّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ في شِرْبِ جَنَانِي يَنَابيعَ الخُشُوعِ ، وَأَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ أمَاقِي زَفَرَاتِ الدُّمُوعِ ، وَأدِّبِ اللَّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأزِمَّةِ القُنُوع.

إلهي إِنْ لَمْ تبتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوفِيقِ ، فَمَنِ السَّالِكُ بِي إلَيْكَ في واضِحِ الطّرِيْق ، وَإنْ أَسْلَمَتْنِي أَنَاتُكَ لِقَائِدِ الأَمَلِ وَالمُنَى ، فَمَنِ المُقِيْلُ عَثَرَاتِي مِنْ كَبَوَاتِ الهَوَى ، وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ وَالشّيْطانِ ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلاَنُكَ إِلَى حَيْثُ النَّصَبِ وَالْحِرْمَان.

إِلَهِي أَتَرَانِي مَا أَتيتُكَ إِلاَّ مِنْ حَيْثُ الآمَالُ ، أَمْ عَلِقْتُ

٤٩
بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ إِلّا حِينَ بَاعَدَتْنِي ذُنُوبي عَنْ دَار الوِصَالِ ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسِي مِنْ هَوَاهَا ، فَوَاهَاً لَهَا لِمَا سَوَّلَتْ لَهَا ظُنُونُهَا وَمُنَاهَا ، وَتَبَّاً لَهَا لِجُرأتِهَا عَلَى سَيِّدِهَا وَمَوْلاَهَا.

إِلَهي قَرَعْتُ بَابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجَائِي ، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاَجِئَاً مِنْ فَرْطِ أهْوَائِي ، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ أَنَامِلَ وَلاَئِي ، فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا كُنْتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطَآئِي وَأَقِلنِي مِنْ صَرْعَةِ ردَائِي ، فَإِنَّكَ سَيِّديْ وَمَوْلاَيَ وَمُعْتَمَدِي وَرَجَائِي ، وَأَنْتَ غَايَةُ مَطْلُوبِي وَمُنَايَ في مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ.

إِلَهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيْنَاً الْتَجَأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هَاربَاً ، أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُستَرْشِدَاً قَصَدَ إِلَى جَنَابِكَ سَاعياً ، أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمْآنَ وَرَدَ إِلَى حِيَاضِكَ شَارِبَاً ، كَلاَّ وَحيَاضُكَ مُتْرَعَةٌ في ضَنْكِ الْمُحُولِ ، وَبَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالوُغُولِ ، وَأَنْتَ غَايَةُ الْمَسْئُولِ ، وَنِهَايَةُ المَأمُولِ.

إِلهي هَذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُهَا بِعِقَالِ مَشِيَّتِكَ ، وَهَذِهِ أَعْبَاءُ ذُنُوبي دَرَأتُهَا بِعَفوكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَهَذِهِ أَهْوَآئِيَ الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُهَا

٥٠
إِلَى جَنَابِ لُطْفِكَ وَرَأفتِكَ ، فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ صَبَاحِي هَذَا نَازِلاً عَلَيَّ بِضِيَاءِ الهُدَى ، وَالسَّلامَةِ في الدِّيْنِ وَالدُّنْيا ، وَمَسَائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدَى ، وَوِقَايَةً مِنْ مُرّدِيَات الْهَوَى ، إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى مَا تَشَاءُ ، تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ ، تُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ ، وَتُوْلِجُ النَّهَارَ في اللَّيلِ ، وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب.

(لا إله إلّا أنتَ) سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ مَنْ ذَا يَعْرفُ قَدْرَكَ فَلاَ يَخَافُكَ ، وَمَنْ ذَا يَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلاَ يَهَابُكَ ، ألَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الفِرَقَ ، وَفَلَقْتَ بِلُطفِكَ الْفَلَقَ ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَيَاجِيَ الغَسَقِ ، وَأنْهَرْتَ المِيَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّيَاخِيدِ عَذْبَاً وَأُجَاجَاً ، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجَاً ، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِرَاجَاً وَهَّاجَاً ، مِنْ غَيْرِ أَنَ تُمَارِسَ فيمَا ابْتَدَأتَ بِهِ لُغُوبَاً وَلاَعِلاَجاً.

فَيَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالْبَقَاءِ ، وَقَهَرَ عِبَادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ ، صَلِّ

٥١
عَلَىِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتقِيَآءِ ، وَاسْمَعْ نِدَائِي ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجَائِي ، يَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِّ ، وَالمَأْمُولِ لِكُلِّ يُسْرٍ وَعُسْرٍ ، بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِي ، فَلاَ تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ مَوَاهِبكَ خَائِبَاً ، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ ، (بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِيْنَ) ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

ثم يسجد ويقول :

إِلَهي قَلْبِي مَحْجُوبٌ ، وَنَفْسِي مَعْيُوبٌ ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ ، وَهَوَآئِي غَالِبٌ ، وَطَاعَتِي قَلِيلةٌ ، وَمَعْصِيَتي كثيرةٌ ، وَلِسَانِي مُقِرٌّ بِالذُّنُوبِ ، فَكَيْفَ حِيْلَتِي يَاسَتَّارَ الْعُيُوبِ ، وَيَا عَلاَّمَ الغُيُوبِ ، وَيَا كَاشِفَ الْكُرُوِبِ ، اغْفِرْ ذُنُوبِي كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد ، يَا غَفَّارُ يَا غَفَّارُ يَا غَفَّارُ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ.

الثاني : للحفظ من الشرور

في مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٩٠ ح ٧ ، عن السيد ابن الباقي رحمه الله تعالى في اختياره : عن سلمان الفارسي ،

٥٢
قال : رأيت على حمائل سيف أمير المؤمنين عليه‌السلام كتابة ، فقلت : يا أميرالمؤمنين ، ما هذه الكتابة على سيفك؟ فقال : هذه إحدى عشر كلمة ، علمنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفتحب أن أعلمك إياها؟ فتُحفظ في سفرك وحضرك ، وليلك ونهارك ، ومالك وولدك ، فقلت : نعم ، فقال عليه‌السلام : إذا صليت الصبح ، وفرغت من صلاتك ، فقل :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَاعَالِمَاً بِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، يَامَنِ السَّمَاءُ بِقُدْرَتِهِ مَبْنِيَّةٌ ، يَا مَنِ الأَرْضُ بِقُدْرَتِهِ مَدْحِيَّةٌ ، يَا مَنِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِنُورِ جَلاَلِهِ مُضِيْئَةٌ ، يَا مَنِ الْبِحَارُ بِقُدْرَتِهِ مَجْرِيَّةٌ ، يَا مُنْجِيَ يُوسُفَ مِنْ رِقِّ العُبُودِيَّةِ ، يَا مَنْ يُصْرِفُ كُلَّ نَقِمَةٍ وَبَليِّةٍ ، يَا مَنْ حَوَائِجُ السَّائِلينَ عِنْدَهُ مَقْضِيَّةٌ ، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُخْشَى ، وَلاَ وَزِيرٌ يُرْشَى ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْنِي في سَفَرِي وَحَضَرِي ، وَليْلِي وَنَهَارِي ، وَيَقَظَتِي وَمَنَامِي ، وَنَفْسِي وَأهْلِي ، وَمَالِي وَوَلَدِي ، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ.

الثالث : لدفع البلاء

في مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ١٠١ ح ٧ ، روي عن

٥٣
إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن ـ يعني الرضا عليه‌السلامقال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : من قال :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، سبع مرات. وهو ثاني رجله بعد المغرب قبل أن يتكلم ، وبعد الصبح قبل أن يتكلم ، صرف الله تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان.

الرابع : بعد الانصراف من الفريضة

في مسند زيد بن علي : ص ١٦٠ ، عن علي أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان يقول إذا انصرف من الفريضة في الفجر بعد ما يدعو :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ في قَلْبِي نُوْرَاً ، وَفِي بَصَري نُوْرَاً ، وَفي سَمْعِي نُوْرَاً ، وَعَلَى لِسَاني نُوْرَاً ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُوْرَاً ، وَمِنْ خَلْفِي نُوْرَاً ، وَمِنْ فَوْقِي نُوْرَاً ، وَمِنْ تَحْتِي نُوْرَاً ، وَعَنْ يَمِيْنِي نُوْرَاً ، وَعَنْ شِمَالِي نُوْرَاً ، اللَّهُمَّ أعْظِمْ لِىَ النُّوْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاجْعَلِ لِّيْ نُوْرَاً أَمْشِي بِهِ في النَّاسِ ، وَلاَ تَحْرِمْنِي نُوْرِيْ يَوْمَ أَلْقَاكَ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ.

٥٤
من أدعية الإمام الباقر عليه‌السلام

الأول : للحاجة

في قرب الإسناد للحميري : ص ٢ ، عن ابن صدقة ، عن مولانا الإمام الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلي الغداة بعد التشهد فقل :

اللَّهُمَّ إِنِّي غَدَوْتُ الْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَمَا أَمرْتَنِي ، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقَاً حَلاَلاً طَيِّبَاً ، وَأَعْطِنِي فيمَا تَرْزُقُنِي العَافِيَةَ. تقول ذلك ثلاث مرات.

الثاني : يَا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إِليَّ

قال الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه من لايحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٣٦ ح ٩٨٢ ، روى عدة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : كان أبي عليه‌السلام يقول إذا صلى الغداة :

يَا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إِليَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلَى ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، يَا أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَوْسَعَ مَنْ

٥٥
أَعْطَى ، وَيَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَيَا أَفْضَلَ مَرْجُوٍّ ، وَيَا أسْمَعَ السَّامِعِيْنَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِيْنَ ، وَيَا خَيْرَ النَّاصِرِيْنَ ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبيْنَ ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَيَا أحْكَمَ الْحَاكِمِيْنَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأوْسِعْ عَلَيَّ في رِزْقِي ، وَامْدُدُ لِي في عُمْرِي ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِيْنِكَ وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقِي وَرِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ فَأوْسِعْ عَلَيَّ وَعَلَى عِيَالِي مِنْ رزْقِكَ الْوَاسِع الحَلاَلِ ، وَاكْفِنَا مِنَ الْفَقرِ. ثم يقول :

مَرْحَبَاً بالحَافِظَيْنِ ، وَحَيَّا كُمَا اللهُ مِنْ كَاتِبَيْنِ ، اكْتُبَا رَحِمَكُمَا اللهُ ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ الدِّيْنَ كَمَا شَرَعَ ، وَأَنَّ الإسلامَ كَمَا وصَفَ ، وَأَنَّ الكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ ، وَأَنَّ القَوْلَ كَمَا حَدَّثَ ، وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبيْنُ ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَفضَلَ التَّحِيَّةِ ، وَأَفْضَلَ السَّلاَمِ ، أَصْبَحْتُ وَرَبِّي مَحْمُودٌ ، أَصْبَحْتُ لا أُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً ، وَلاَ أَدْعُو مَعَ اللهِ أَحَدَاً ، وَلاَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً ، أَصْبَحْتُ عَبْدَاً مَمْلُوكَاً لاَ أَمْلِكُ

٥٦
إِلّا مَا مَلَّكَنِي رَبِّي ، أَصْبَحْتُ لاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَى نَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو ، وَلاَ أَصْرِفَ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ ، أَصْبَحْتُ مُرْتَهَنَاً بِعَمَلِي ، وَأَصْبَحْتُ فَقِيِرَاً لاَ أَجِدُ أَفْقرَ مِنِّي ، بِاللهِ أُصْبِحُ ، وَبِاللهِ أُمْسِي ، وَبِاللهِ أحْيَا ، وَبِاللهِ أَمُوتُ ، وَاِلَى اللهِ النُّشُورُ.

الثالث : التهليل والتكبير

روي عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلامعن التسبيح فقال : ما علمت شيئاً موظفاً غير تسبيح فاطمة عليها‌السلام وعشر مرات بعد الغداة تقول :

لاَ إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. ولكن الإنسان يسبح ما شاء تطوعاً. (عن وسائل الشيعة : ج ٤ ص ١٠٤٨ ، الكافي ، الكليني : ج ٢ ص ٥٣٣ ح ٣٤).

الرابع : لطلب الولد

عن ابن سابور الزيات في كتاب طب الأئمة عليهم‌السلام : ص ١٢٩ ، عن مولانا الإمام الباقر عليه‌السلام أن رجلاً شكا إليه

٥٧
قلة الولد ، وأنهَ يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له ، وهو ابن ستين سنة ، فقال عليه‌السلام : قل ثلاثة أيام في دبر صلاتك المكتوبة صلاة العشاء الآخرة ، وفي دبر صلاة الفجر : (سُبْحَانَ اللهِ) سبعين مرة وِ (أَسْتَغْفِرُ اللهَ) سبعين مرة وتختمه بقول الله عزوجل : (استَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّارَاً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَاً ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارَاً) ثم واقع امرأتك الليلة الثالثة فإنك ترزق بإذن الله ذكراً سوياً ، قال : ففعلت ذلك ولم يحل الحول حتى رزقت قرة عين.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...