الرئيسية / تقاريـــر / اليمن ينصر غزّة: مسيَّرة “يافا” تقوِّض مفهوم “تل أبيب” “الآمنة”

اليمن ينصر غزّة: مسيَّرة “يافا” تقوِّض مفهوم “تل أبيب” “الآمنة”

د حيدر

ينبغي الحذر من بعض التحليلات المغرضة التي تحاول أن تقارن بين حجم النتائج المادية والبشرية لعملية استهداف “تل أبيب” بمسيّرة “يافا” وبين حجم الرد “الإسرائيلي”. فهذا الأسلوب في التوهين واكب كلّ مراحل المقاومة في لبنان، وفي مواجهة أي احتلال في أي ساحة. ولأن الحدث لا يزال في ذروة تفاعلاته ولا تزال تتردّد أصداؤه في الأجواء، ينبغي التوقف عند أهم الرسائل والأبعاد في هذا المجال.

تتعدد أبعاد استهداف “تل أبيب” عبر مسيّرة “يافا” من زوايا متعددة، الهدف والسياق والقدرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية الإقليمية و”الإسرائيلية”. نتيجة ذلك، يتجاوز هذا الحدث مجرد كونه حدثًا تكتيكيًا، ولذلك تم التعامل معه من كلّ الأطراف على أنه نقطة تحول ذات أبعاد استراتيجية. وتعزَّز هذا التقدير بعد إعلان قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن أن مسيرة “يافا” تشكّل افتتاحًا للمرحلة الخامسة.

أبرز ما يُميِّز هذه العملية أنها استهدفت عاصمة كيان العدوّ التي تمثل عمقه الاستراتيجي. وضمن نفس السياق، تشكّل “تل أبيب” عاصمة الكيان الاقتصادية والإدارية وقاعدته الاجتماعية النخبوية. لذلك فإن نقطة الارتكاز في تبلور أبعاد هذا الحدث الأمني تنبع من هذه الميزة للهدف.

في نفس السياق، يشكّل استهداف “تل أبيب” اختراقًا للمنطقة الآمنة التي يُنظر إليها على أنها الأكثر تحصينًا، ويُعتبر الحفاظ عليها ضرورة استراتيجية من أجل إدارة ناجعة للمواجهة في مواجهة حزب الله وقطاع غزّة. على أمل أن يُوفِّر له ذلك هامشًا أوسع في مواصلة سياساته العدوانية ضمن أفق زمني مفتوح. إلا أن استهداف “تل أبيب” بعد الدخول في الشهر العاشر، بمسيّرة تقطع نحو ألفي كيلومتر، شكَّل ضربة نوعية أقلقت مؤسسات الكيان الأمنية والسياسية من أن تُشكِّل معادلة جديدة في سياق الحرب.

إذا كانت إقامة “إسرائيل” تجسد في جانب أساسي من فلسفة وجودها، الملجأ الآمن لليهود في العالم، فإن “تل أبيب” هي خط الدفاع الأخير لهذا الملجأ في مواجهة أي تقويض لهذا المفهوم التأسيسي.

كلّ هذه المزايا والأبعاد التي تتسم بها “تل أبيب”، جعلت قيادة العدوّ تتعامل مع استهدافها على أنه حدث استثنائي وينبغي التعامل معه بطريقة مغايرة وهذا ما حصل حتّى الان.

السياق والتوقيت

بُعدٌ آخر أضفى على استهداف “تل أبيب” طابعًا استراتيجيًا، تمثل بسياقات الحرب ومآلاتها. حيث أتى هذا الحدث في محطة مفصلية على المستويين الميداني والسياسي. من الواضح أن توقيت العملية مرتبط بقرار تصعيد محور المقاومة لضرباته ضدّ كيان العدوّ والارتقاء إلى مستويات أشد. وذلك في مواجهة الخيار الذي تعمل قيادة العدوّ على التمهيد له، الذي يهدف إلى مواصلة العدوان ضدّ أهل غزّة ومقاومتها. وخلاصة هذه الاستراتيجية هي الاستفراد بحماس وغزّة، ووضعهما أمام خيارين: إما الاستسلام، أو استمرار الحرب مفتوحة وفق تكتيكات ووتيرة مختلفة.

في مقابل هذا المخطّط، ارتقت جبهتا لبنان واليمن في ضغوطهما العسكرية. فإلى جانب مسيَّرة “يافا”، صعَّد حزب الله أيضًا من ردوده على اعتداءات جيش العدوّ التي تؤدي إلى إصابة مدنيين، فعمد في مقابل ذلك، إلى توسيع نطاق الاستهداف لمستوطنات جديدة وهكذا فرض مسارًا تصاعديًا يفاقم من الضغوط التي يتعرض لها العدو.

من زاوية أخرى، كشف نجاح المسيّرة في استهداف “تل أبيب” عن امتلاك الجيش اليمني قدرات تكنولوجية متطورة، إضافة إلى كفاءة نوعية في إدارة هذا المستوى من الأدوات القتالية. وبذلك تكون عوامل التهديد قد اكتملت على كيان العدو، القدرة والإرادة السياسية والشجاعة إضافة إلى قدر من التقدم التكنولوجي يسمح بإحداث اختراقات في منظومة الاعتراض الصاروخي “الإسرائيلي”.

في الخلاصة، على وقع الضربة التي تلقتها “تل أبيب”، ساد نوع من الذهول في كيان العدوّ بفعل المفاجأة التي كوت وعي قادة العدوّ ومؤسساته. خاصة وأنها طرحت أمام مؤسسة القرار مخاطر وسيناريوهات مرعبة إزاء ما ينتظر هذا الكيان من مستقبل مظلم. ولذلك، بدأ جيش العدوّ يروج لروايات تتصل بالعملية، تهدف إلى محاولة احتواء التداعيات النفسية والسياسية لهذا الإنجاز. ولذلك أيضًا، تميّز الرد العدواني في ميناء الحديدة بكثير من الاستعراض. إلا أن الأهم أن هذا الاعتداء هو خطوة اليائس الذي يدرك أن ضربته لن تحقق أهدافها السياسية الردعية.

وإذا ما كان السيد عبد الملك الحوثي هبَّ لنصرة فلسطين وغزّة، إلا أن اليمن انتصر بهم أيضًا، وتحول إلى قوة إقليمية لا يستطيع أي طرف دولي أو إقليمي تجاوزه في أي ترتيب لمستقبل المنطقة. وستؤسس المعادلات التي أرساها اليمن لواقع جديد يصب في اتّجاهين: تعزيز محور المقاومة من أجل تحرير فلسطين، وشق الطريق نحو مستقبل مشرق لشبه الجزيرة العربية.

إقرأ المزيد ..

الشباب البلجيكي يبعث برسالة الى قائد الثورة الاسلامية

نداءات الإمام الخامنئي إلى الشباب الغربي: نحو تشييد جبهة المقاومة العالميّة

الإمام الخامنئي يوجه رسالة إلى الطلاب الجامعيين في أمريكا المدافعين عن غزة

الإمام الخامنئي: الإعلام أكثر تأثيراً على العدو من الصواريخ والمسيّرات

السيد نصر الله: الكيان الصهيوني في أسوأ أيامه… يتحدثون عن خراب “الهيكل الثالث”

نحن قوم لا نخاف الحرب.. و”إسرائيل” ستزول على أيدي الأجيال الحاضرة في غزة والضفة وجبهات الإسناد

السيد نصر الله: سنخرج جميعًا من معركة طوفان الأقصى منتصرين شامخين

السيد الحوثي للنظام السعودي: التورط مع أميركا و”إسرائيل” فيه خسارة.. ولن نقبل بالتصعيد العدواني ضدّ اليمن

السيد الحوثي: دخول صاروخ “حاطم” في خط العمليات سيكون له تأثيرات كبيرة

السيد الحوثي: على الجميع أن يتجه للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف جرائمه في غزة

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

 هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

في رحاب الملحمة الحسينية القسم 3 – 4 عبد الستار الجابري

 شلون تفرض احترامك – Ali Jaafar

الشهيد والشهادة – واجباتنا تجاه الشهداء

 القرآن ربيع القلوب

 أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

شبهات وردود – السيد سامي البدري -2

أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

مكيال المكارم – ميرزا محمد تقي الأصفهاني 

آداب الأسرة في الإسلام

 قصص الأنبياء – الراوندي

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

عزاء طويريج دراسة تاريخية

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

الآداب الشرعية (معلومة)

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

 مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 3

 آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره

 قارون (الثري الإسرائيلي البخيل)

شاهد أيضاً

اجوبة الاستفتاءات ولي أمر المسلمين

س 35: أحد الأشخاص قلد مرجعا معينا بعد وفاة الإمام الراحل (قدس سره) ويريد الآن ...