أشار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى المشكلات التي تواجه اللبنانيين والمصائب التي تطرق وطننا كل يوم، مشيراً الى ان الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية هو حالة غير طبيعية توجب علينا العمل على انهائها فوراً.
وفي رسالة وجهها لمناسبة حلول شهر رمضان، قال المفتي قباني “اننا نرى وللأسف من يفرضون علينا الفراغ والتعايش معه وتكريس وجوده في حياتنا اليومية”، مشدداً على أن رئاسة الجمهورية ليست ميراثاً “يندفع الساسة الى تقاسم حظوظهم من هذا الميراث عند الفراغ وينشغل كل فريق منهم بتعزيز نصيبه من هذه التركة كما يفعلون على مشهد منا كل يوم”.
وأشار المفتي قباني الى اننا أمام واقع مرير نتخبط في أعاصيره ويدفع المواطن تكاليفه من أمنه وحياته ولقمة عيشه كل يوم، موضحاً انّ” الفراغ في رئاسة الجمهورية يفتح الباب واسعاً امام الإنفلات الامني والسياسي ويفتح الباب أمام المتربصين بلبنان شراً للتغلغل في صفوف ابنائه وزرع الفتن بينهم والتلاعب بأمنهم.
وأكد مفتي الجمهورية انّ” أول الحلول يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية مهما كانت العقبات والظروف”، قائلاً “علينا ان نقوم باستحقاقات دستورية لا بد منها بدلاً من التمديد المتتالي الذي يغتصب المؤسسات الدينية والمدنية ويعطل حق المواطن في اختيار ممثليه فيها لا سيما الانتخابات النيابية”.
وشدّد قباني على ضرورة إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التنوع والتمثيل و يمنع “الاستبداد والاستقصاء ويعيد عجلة الدولة الى دورتها الطبيعية وحصر الخلافات في اطار المؤسسات”.
واذ رأى قباني انّ” احتمال الصدام بين اللبنانيين على مستوى الافراد أو الجماعات في فتن مفاجئة أصبح وارداً ومحتملاً في أي وقت ولا يمكن قطع الطريق على الفتن الا بالتلاقي معاً في ساحة الوطن الذي يجمعنا مسلمين ومسيحيين على قواسم مشتركة ليبقى لبنان لجميع أبنائه”.
وتطرّق قباني الى موضوع انتخاب مفتٍ جديد إذ تنتهي ولايته في 16 أيلول المقبل، مشدداً على انه خلال ولايته لم يقبل بالتفريط في مؤسسات المسلمين الدينية والوقفية وصلاحياتها ووسطيتها رغم العواقب المفتعلة في طريقنا والافخاخ المنصوبة في هذا الطريق”.
ولفت قباني الى انه بذل جهده خلال ولايته للحؤول دون وقوع الفتنة بين المسلمين، داعياً الجميع الى انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية.