الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

44- جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وشرف محلكم وثبات مقامكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بابي انتم وامي واهلي ومالي واسرتي اشهد الله تعالى واشهدكم اني مؤمن بكم

(جلالة امركم وعظم خطركم) خطر الرجل بالتحريك قدره ومنزلته. (وكبر شأنكم) بالهمزة الامر والحال. (وتمام نوركم وصدق مقاعدكم) اي انكم صادقون في هذه المرتبة وانها حقكم ولعله اشارة الى قوله تعالى (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (1). (وشرف محلكم وثبات مقامكم) اي مقام مرضي قيامكم في طاعة الله ومرضاته ومعرفته. (ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي انتم) اي أفديكم أو انتم مفديون بأبي. (وامي واهلي ومالي واسرتي) الاسرة بالضم من الرجل الرهط الادنون. (اشهد الله تعالى واشهدكم اني مؤمن بكم) اي بامامتكم ووجوب طاعتكم وفضلكم.
(1): سورة القمر الاية الاخيرة.
[159]

وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم وموال لكم ولاوليائكم مبغض لاعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم
(وب‍) اي بجميع. (ما آمنتم به) مجملا وان لم اعلم تفصيله. (كافر بعدوكم وبما كفرتم به) مجملا وان لم اعرف تفصيلة وفيه اشاره الى ان الايمان بهم لا يتم الا مع الكفر بعدوهم والبراءة منه وان حبهم لا يجتمع مع حب اعدائهم فان الحب من يحب اولياء المحبوب ويبغض اعدائه وقد اشار الله تعالى الى ذلك بقوله (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) (1). (مستبصرا بشأنكم) اي طالب للبصيرة بمعرفة امركم وحالكم وفيه اشارة الى الاعتراف بالعجز عن ادعاء البصيرة في معرفة مرتبتهم فان القوة البشرية لا تطيق الاحاطة بمعرفتها إذ هم انوار الله جل جلاله ومظاهر صفاته ويمتنع الاحاطة بمعرفة كنه صفاته تعالى (وبضلالة من خالفكم موال لكم ولاوليائكم مبغض لاعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم) السلم بالكسر =
(1) سورة البقرة آية 256.
[160]

وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما ابطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بأيابكم =
المصالحة والانقياد اي اني منقاد لمن انقاد لكم ومصالح من صالحكم أو اني محب لمن احبكم. (وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم) اي اعتقد ان ما حققتموه حق أو اسعى في بيان حقيته وكذا قوله: (مبطل لما ابطلتم مطيع لكم) في الجملة أو معترف بوجوب اطاعتكم وان صدر مني مخالفة في بعض الاحيان. (عارف بحقكم) الواجب علي. (مقر بفضلكم محتمل لعلمكم) اي لا ارد ما ورد عنكم وان لم يحتمله عقلي القاصر واعلم انه حق وان لم يصل إليه فكري الفاتر. (محتجب بذمتكم) اي مستتر من المهالك بدخولي في ذمتكم وامامتكم بأن اجعل الدخول في حجابكم وأمانكم مانعا من دخول النار ومن وسوسة الشياطين أو اني مستتر وداخل في الداخلين تحت امانكم. (معترف بكم) بامامتكم وفضلكم. (مؤمن بأيابكم) اي معتقد برجوعكم في الدنيا لاعلاء =

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...