تدخلت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف يوم الجمعة ، و دعت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، الى ان يكون اكثر جرأة و شجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اتخذها مؤخرا بشان مطالب الشعب لمحاربة الفسادر الاداري والمالي والتصدي للفاشلين والمتورطين في تدني الخدمات للمواطنين ، فيما اعلن العبادي التزامه بتوجيهات المرجعية ، و تعهد بخطة شاملة للإصلاح .
وياتي هذا التدخل المباشر من المرجعية الدينية في النجف الاشرف ، لاصدار التعليمات والاوامر الى رئيس مجلس الوزراء العراقي ، بمثابة دعم للغضب الشعبي الذي تشهده العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب والوسط والتظاهرات المطالبة باقالة وزير الكهرباء فورا ومحاسبة المفرطين واضاعة وسرقة الميارات من الدولارات من ميزانية وزارة الكهرباء والتي بلغت 36 مليار دولار منذ عام 2003 وحتى الان .
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي القاها ظهر اليوم في الصحن الحسيني بكربلاء المقدسة التي القاها معتمد المرجعية السيد احمد الصافي ، الذي طالب العبادي باتخاذ قرارات مهمة واجراءات صارمة لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والضرب بيد من حديد على من يعمل ضد مصالح الشعب .
كما دعا معتمد المرجعية الدينية في خطبة صلاة الجمعة ، العبادي الى العمل على ” الغاء الامتيازات والمخصصات التي منحت وتمنح لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة ” في اشارة الى رواتب رئيس الجمهورية السابقين ونوابهم ورؤساء مجالس النواب السابقين ورؤساء الحكومات السابقين .
واضافت المرجعية في خطاب يعتبر هو الاشد و الاكثر حزما و تحذيرا الذي يوجه للحكومة في عهد العبادي حتى الان ، منذ تطور تدني الخدمات العامة في الكهرباء والمياه وبقاء ظاهرة الفساد المالي والاداري وازدياد خطورة هذه التظاهرة : ”المطلوب – من رئيس مجلس الوزراء – ان يضع القوى السياسية امام مسؤولياتهم وان يشير – العبادي – الى من يعرقل مسيرة الاصلاح ايا كان وفي اي موقع كان ، وعليه ان يتجاوز المحاصصة الحزبية والطائفية في سبيل اصلاح مؤسسات الدولة ، وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وان لم يكن منتميا لاحزاب السلطة وبعض النظر عن النظر عن اي انتماء” .
وشددت المرجعية الدينية على العبادي ازاحة كل من يشغل مسؤولية غير مؤهلا لها ، وان كان مدعوما من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم ، ووعدت المرجعية – العبادي – بان يكون الشعب واقفا معه بقوة ان هو اقدم على تنفيذ هذه المطالب .
هذا و حذرت المرجعية الدينية من مخاطر الارهاب الذي يهدد امن العراق والعراقيين وواصفة الفساد المالي والاداري بانه صنو الارهاب وهو خطر كبير على استقرار الشعب ، وجاءت هذه التحذيرات من المرجعية ودعوتها رئيس مجلس الوزراء العبادي تحمل مسؤولياته بعد انتشار التظاهرات الحاشدة وتوسعها في العاصمة بغداد وفي المدن الاخرى بدعم من المرجعية الدينية العليا لهذه التظاهرات واعتبارها حقا من حقوق الشعب لرفض ظاهرة الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة .
واكد خطيب صلاة الجمعة السيد احمد الصافي ، ان العراق يمر بفترات عصيبة وكانت لها تداعيات كبيرة على معيشة الاكثر من ابناء الشعب العراقي ، مشددا على ان العراق مازال يواجه خطر الارهاب الداعشي كما انه يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقدة ونقصان كبير في الخدمات العامة ، وحمل معتمد المرجعية الحكومة السابقة مسؤولية الفساد المالي والاداري كما حمل حكومة العبادي مسؤولية استمرار هذا الفساد وانتشاره كما حمل السيد الصافي الحكومات المحلية ايضا مسؤولية هذا التفشي للفساد المالي والاداري .
هذا وبعد ساعة من خطبة صلاة الجمعة اليوم و مطالبة المرجعية رئيس الوزراء العراقي التحرك العاجل لازاحة المسؤولين عن تدني الخدمات المقدمة للمواطنين وخاصة الكهرباء حتى وان رفضت احزابهم والقوى التي تدعمهم ، اصدر مكتب العبادي بيانا اكد فيه استجابته الفورية لمطالب المرجعية و وعد بتنفيذها بدون تاخير.
و أعلن رئيس الوزراء العراقي التزامه الكامل بتوجيهات المرجعية الدينية العليا التي دعته فيها لأن يكون أكثر “جرأة وشجاعة” في خطواته الاصلاحية ، فيما تعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها . وقال العبادي في بيانه : “أعلن عن التزامي الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته” .
وتعهد العبادي بـ”الإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها” ، داعيا في ذات الوقت القوى السياسية إلى “التعاون معي في تنفيذ برنامج الإصلاح” .