كان التحرر من سلطة الاجانب وتحقيق الوحدة العربية الاسلامية من اهم اهداف تشكيل الجامعة العربية لكن من يراقب اداء هذه الجامعة يرى انها لم تتوفق في تحقيق هذه الاهداف بل انها منعت في بعض الحالات وحدة الدول العربية كما حصل للوحدة بين مصر وسوريا وليبيا واليمن واذا اضفنا الى ذلك الخلافات الموجودة بين اعضائها فعندئذ يجب القول ان الجامعة العربية تحولت الى منظمة عاجزة وضعيفة.
ومن اهم عوائق التكاتف والتعاون بين الدول العربية وجود انظمة دكتاتورية مثل نظام آل سعود في السعودية الذي ليس قادرا حتى على فهم مصالحه الذاتية ناهيك عن مصالح الامة العربية، ويضاف الى ذلك وجود انظمة دكتاتورية اخرى في الدول العربية والتي اندلعت الثورات العربية بسببها.
ان الجامعة العربية وبدلا من اسناد ثورات الشعوب العربية تحولت الى اداة بيد الانظمة العربية وامريكا والكيان الاسرائيلي والجميع يتذكرون كيف تحولت الجامعة العربية الى اداة بيد حلف الناتو عندما هاجم هذا الحلف ليبيا وفي المقابل احجمت عن دعم ثورة البحرينيين.
ان الجامعة العربية تتآمر على الشعوب العربية والدليل على ذلك هو اصدارها بيانات دعم لآل خليفة الحاكمين في البحرين وتبرير جرائم هذا النظام الدموي والقمعي وكذلك موقف هذه الجامعة من العدوان السعودي الوحشي على الشعب اليمني وتعليق عضوية سوريا في الجامعة والخطوة الاخيرة في تصنيف حزب الله منظمة ارهابية.
ان الامعان في اداء الجامعة العربية منذ نشأتها وحتى الان يثبت ان سياسات هذه المنظمة هي مواجهة الشعوب العربية وآمالها وطموحاتها وتطلعاتها خدمة للكيان الاسرائيلي والغرب وامريكا تماما كما جرى في الملف السوري والذي اثبت سيطرة دول مجلس التعاون الرجعية على قرارات الجامعة العربية.
ومن يراقب اداء وزير الخارجية القطري جاسم بن حمد الذي قدم الكثير من الخدمات للكيان الاسرائيلي يرى ان الجامعة العربية تتأثر بشكل كبير ببصمات ومواقف وسياسات هذا الوزير.
وفيما كان من المفترض ان تتخذ الجامعة العربية مواقف جادة وصائبة ازاء الاحتلال السعودي العسكري للبحرين نجد انها تقاعست عن القيام بهذا الواجب وفي المقابل اختارت مواكبة وتأييد الهجوم العسكري الامريكي الغربي على ليبيا، ان الجامعة العربية التي تمولها الدول الخليجية تنقاد دوما الى هذه الدول وتأتمر بأمرها وتحمي هذه الدكتاتوريات وتدعم سياساتها.
لكن السؤال المطروح الان هو كيف تقوم الجامعة العربية بتصنيف حزب الله ضمن المنظمات الارهابية في وقت كان هدف واصل وجود هذه الجامعة هو مواجهة الكيان الاسرائيلي؟ اليس حزب الله هو من اذاق الاسرائيليين مرارة الهزيمة في عام 2000 وكذلك في عام 2006 وحرر لبنان من دنس الاحتلال؟ فماذا تجيب الجامعة العربية الشعوب العربية التي تفتخر بوجود حزب الله وتعتبره حامل لواء العزة والنصر؟