مصادرة اميركا لملياري دولار ارصدة ايرانية “عملية سطو”

وصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قرار المحكمة الاميركية العليا بمصادرة ملياري دولار من الارصدة الايرانية المجمدة في البنوك الاميركية بانها “عملية سطو”، مؤكدا بانه فقد بذلك احترامه لجهاز القضاء الاميركي.

وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة “نيويوركر” الاميركية قال ظريف بشان ما صرح به الرئيس الاميركي حول التعاون العسكري مع دول مجلس التعاون الخليجي ضد ايران، اعتقد ان من الصعوبة ان تزول العادات القديمة.

وحول قول اوباما بانه يجب التعامل مع الفئات الاكثر عقلانية في داخل ايران للحد من تصاعد المواجهات في المنطقة، حسب قوله، قال وزير الخارجية الايراني، انني اعتقد بان تقسيم الفئات في ايران الى “عقلانية” و”غير عقلانية” بانه ليس صحيحا ولا مفيدا ولا علاقة لاحد بذلك. لقد كانت الولايات المتحدة قد جربت هذا الامر سابقا الا انها لم تحقق شيئا.

واعتبر وزير الخارجية الايراني المنطقة بانها اولوية اولى بالنسبة لايران وقال اننا نريد الاستفادة من اي فرصة للتعاون مع جيراننا في الخليج الفارسي.

واضاف، لقد طرحنا مقترحات للتعاطي والحوار علنيا وكذلك بصورة خاصة ولكن للاسف لم تكن هنالك آذان صاغية.

وفي الاشارة الى سياسة ايران تجاه السعودية نوه ظريف الى ان ايران التزمت ضبط النفس منذ امد بعيد، حينما دعمت السعودية صدام خلال حربه ضد ايران على مدى 8 اعوام ومن ثم انقلب عليهم صدام واستهدفهم انفسهم واضاف، انه خلال العامين ونصف العام الاخير حيث دخلنا المفاوضات النووية قام السعوديون بكل ما يمكنهم لعرقلة هذه المفاوضات ومنها اشباع الاسواق النفطية ونحن التزمنا ضبط النفس الا ان لكل شيء حدوده.

وحول العقبات القائمة امام الاتفاق النووي، قال، نريد ان نشهد تعامل البنوك الاوروبية مع ايران من دون خشية من الاجراءات الاميركية الانتقامية وهنالك الكثير من القضايا المتعلقة بهذا الامر ومثلما نفذنا تعهداتنا بصورة كاملة فمن حقنا ان ننتفع بصورة كاملة ايضا، وعلى الاميركيين ان يوجهوا بصورة واضحة لا لبس فيها، رسالة مفادها بان لا اشكالية للتجارة مع ايران،

واكد وزير الخارجية الايراني بان الاتفاق النووي مازال قائما لكنه حذر من انه لو لم يلتزم احد الاطراف به فانه سيكون في حكم المنتهي.

وحول مصير الاتفاق النووي في مرحلة ما بعد اوباما، اعرب ظريف عن امله بان تثمر مسيرة الاتفاق النووي في فترة حكومة اوباما واضاف، انني اعتقد بانه لو حدث هذا الامر فان الرئيسين الايراني والاميركي القادمين سيعملان على صونه ويرون بان ضمان استمراره ياتي في مسار مصالحهما لاننا نعتقد بانه اتفاق جيد.

وبشان العلاقات مع اميركا لفت الى ان فرصة التغيير قائمة مثلما قال قائد الثورة الاسلامية فيما لو اثبتت تجربة المفاوضات النووية بان اميركا غيرت نهجها تجاه ايران وانها جعلت نهجها مبنيا على اساس الاحترام المتبادل ومصالح الطرفين.

ودعا واشنطن للتخلي عن اساليبها العدائية السابقة، واعتبر الاتفاق النووي بانه يمكنه ان يشكل اساسا وليس سقفا “الا ان هذا الامر بحاجة الى ارادة سياسية ثابتة من جانب اميركا لتتخلى عن تكرار اساليبها الماضية والمسارات البالية تجاه ايران”.

وقال ظريف بشان قرار المحكمة الاميركية العليا بتسديد نحو ملياري دولار من الارصدة الايرانية في البنوك الاميركية لذوي ضحايا تفجير بيروت عام 1983، لقد فقدت كل احترامي لجهاز القضاء الاميركي.

كما وصف قرارا سابقا لمحكمة اميركية قضت بتسديد غرامة من قبل ايران لضحايا حادث 11 سبتمبر، بانه مثير للسخرية وقال، كيف يمكنكم تحميل ايران المسؤولية وتسديد الغرامة لذوي ضحايا حادث 11 سبتمبر فيما تعفون اخرين من المسؤولية وهم في الحقيقة مقصرون فيه؟.

واكد ظريف بانه حينما تدين محكمة اميركية ايران بحادث 11 سبتمبر فان مصداقية جهاز القضاء الاميركي ستتلاشى.

ووصف وزير الخارجية الايراني مصادرة ملياري دولار من الارصدة الايرانية بانها “عملية سطو كبرى”، واكد ان ايران ستسترجع هذه المبالغ وقال، كونوا على ثقة باننا سنسترجع ذلك.

وفي الشان الصاروخي اكد ظريف حق ايران في اجراء الاختبارات الصاروخية واضاف، لقد قلنا باننا لن نستخدم الصواريخ سوى للدفاع عن انفسنا وهي صواريخ لم تصنع لحمل الاسلحة النووية.