الشهيد محمدكاظم راضي العبودي من مواليد محافظة بغداد عام1963م، انتقلت أسرته للسكن في مدينة كربلاء جوار سيد الشهداء الحسينعليهالسلام، لينهل من فيض نوره الإيماني، ويستلهم منه الإيثار والفداء والتضحية. تربى وترعرع في أحضان أسرة مؤمنة، غذته الإيمان وأرضعته الإسلام.
انتفض وهو في عمر الشباب ثائرا ضد صدام وزمرته المجرمة، وكانت له نشاطات إسلامية .
وتحركات ثورية مع ثُلة من أصدقائه. تعرضت أسرته لمضايقات السلطة الجائرة أدت إلى اعتقال أحد أبنائها وهو علي الأخ الأڪبر لمحمد، وبقي رهن الاعتقال ولم يعرف مصيره.
التحق بالخدمة الإلزامية للجيش العراقي، أثناء الحرب الظالمة التي شنها صدام المجرم المقبور ضد الجمهورية الإسلامية، ولم يخدم فيه إلا ثلاثة أيام ثم تركه لِئَلا يكون أداة طيعة بيد النظام لتنفيذ مآربه.
هاجر إلى الجمهورية الإسلامية بصحبة اثنين من رفاق دربه هما أبوحيدر الكاظمي والشهيد لطيف شريف مجيد (أبومقداد الشيباني) وذلك بتاريخ18/3/1983م، سالكين طريق كردستان في رحلة شاقّة.
التحق في قوات بدر ضمن الدورة الرابعة بتاريخ30/10/1983م، وخلال فرضية الدورة استشهد صديقه ورفيق دربه الشهيد أبومقداد الشيباني، وتأثر لذلك تأثرا شديدا، وكان يدعوا الله دائما أن يلحقه به، وقد ارتدى قميصه حتى آخر لحظات حياته.
كان مؤمنا ملتزما شجاعا لايهاب الظالمين، يُرْبي بنفسه إلى الموت في سبيل الله، وإقامة حكم الإسلام، وتحكيم القرآن في أرض الرافدين. تواضع لإخوته المؤمنين فرفعه الله بينهم وأحبوه لما يتمتع به من أخلاق سامية وأدب رفيع.
كان كثير العبادة في ليله ونهاره، تاليا للقرآن قارئا للأدعية الطويلة، وتسبيحه لم ينقطع.
طالما ذكر أخاه المعتقل في سجون البعث الرهيبة، والذي انقطعت أخباره عنه ولايدري عن مصيره شيئا، هل استشهد أم ما زال تحت سياط الجلادين؟ ولم يكن يتوقع خروجه من السجن لأن تهمته جمع وتوزيع الأموال على أسر الشهداء والمعتقلين، وتلك جريمة لاتغتفر في قاموس البعثيين!!.
لأبي حسن مشاركات عديدة في الفعاليات والواجبات الجهادية التي كانت تقوم بها قوات بدر، كان آخرها عمليات القدس في هور الحويزة، والتي نفّذها المجاهدون لدك حصون العدو الصدامي واقتحام معاقله واحدا بعد آخر في النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج، حتى سقط شهيدا مضرّجا بدمه الطاهر يوم23/7/1985م، وارتفعت روحه الزاڪية إلى بارئها راضية مرضية لتفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومن وصيته رحمهالله (أوصيكم ياإخواني ويا أحبتي بتقوى الله ونظم أمركم، والتمسك بدينه المحمدي الوجود، الحسيني البقاء، وتأدية حقوق الأمة الإسلامية عليكم وأن واجبكم الشرعي يفوق كل الأعمال، والأهم من ذلك هو الاستمرار على هذا الطريق… وأنا أرجو من الله أن يقتل بي عدوه، وأنا كم أتمنى أن يكون موتي شهادة في سبيله…).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا
هور الحويزة عام 1985م، صورة يظهر فيها الشهداء:
1- أبو حسن الكاظمي 2- أبومحمد الطيب 3- أبو عمار الناصح.