وقت قصير يفصل الجيش السوري عن إعلان ريف اللاذقية آمناً بشكل كامل، بعد تحرير بلدة ربيعة الواقعة في عمق جبل التركمان، إضافة إلى قرى عدة مجاورة. المسلحون الفارون إلى ريف إدلب والحدود التركية على موعد جديد من المعارك في القرى الأخيرة في اللاذقية… وفي ريف إدلب.
احتلت ربيعة في جبل التركمان واجهة الأحداث الميدانية السورية، إثر سيطرة الجيش وقواته الرديفة على البلدة التي بقيت عصية طوال سنوات طويلة، باعتبارها المعقل الأقوى للمسلحين في جبال الساحل السوري.
«الجبليّة»، الاسم القديم لربيعة الذي يعبّر عن موقعها الجبلي، وباتت معروفة خلال سنوات الحرب بمسلحيها التركمان ذوي الولاء لتركيا، أصبحت خارج الدور المُعدّ لها من قبل الدولة «الجارة».لم تأبه القوات السورية، هذه المرة، لسوء الأحوال الجوية أو وعورة الطبيعة الجبلية التي لطالما أوقعت المقاتلين في مآزق قاتلة. لم يتمسك المهاجمون بذرائع متعلقة بالعاصفة التي تزور المنطقة وتقلب دفء الساحل السوري برداً قاسياً على المقاتلين والمدنيين على حد سواء. الطيران الروسي ألهب شتاء البلدة التي كانت حتى وقت قريب حلماً صعب المنال بالنسبة إلى السوريين المنضوين تحت راية الدولة. ١٢ يوماً لم تهدأ خلالها الطائرات بتركيز القصف على مواقع تمركز المسلحين في البلدة التي تبعد عن الحدود التركية مسافة 12 كلم. مصدر ميداني مشارك في العملية العسكرية أكد لـ«الأخبار» أنّ اللاذقية تستعدّ لإعلانها آمنة وخالية من المسلحين قريباً. ويضيف أن استقدام قوات النخبة أحدث فرقاً سريعاً في تدعيم الهجوم، «ولا سيما بعد استعادة السيطرة على بلدة سلمى، ما شكّل تردياً في معنويات المسلحين، وأسهم في تساقط المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة تباعاً». أحد العسكريين يرى أنّ الحلم تحقق أسرع من المتوقع بسبب التهوّر التركي في إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني الماضي، «ما جعل التحضيرات تتسارع بهدف تحصين الساحل السوري ضد الإرادة التركية المتمثلة بمسلحين هربوا أمام أول معركة حقيقية».
«كان مسلحو ربيعة مطمئنين لأنهم بعيدون كثيراً. كان علينا أن نقطع العديد من المناطق المشتعلة قبل الاقتراب من تهديد عاصمتهم، حسب مزاعمهم»، يقول الضابط السوري. ويضيف: «٨٠٠ من قوات النخبة شاركوا في العملية المذكورة، ليقترب إعلان ريف اللاذقية خالياً من المسلحين بعد سنوات مريرة من المعارك». مدة قليلة، بحسب الضابط، تفصل الجيش عن تحرير آخر المناطق المجاورة لربيعة والخارجة عن سيطرة الدولة، لتستعد التلال والقرى الواقعة أقصى ريف اللاذقية الشرقي، والمطلة على سهل الغاب، لتكون أحد أبرز مراكز انطلاق العمليات العسكرية باتجاه جسر الشغور.
المسلحون انسحبوا، بحسب مصادر ميدانية، باتجاه الأراضي التركية، إضافة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في ريف إدلب، بما فيها جسر الشغور، بعد السيطرة على 18 بلدة وقرية على امتداد 120 كيلومتراً خلال الأيام الفائتة. وتبقى قرى أقل أهمية (من ربيعة وسلمى) تحت سيطرة المسلحين، بحسب المصادر، أهمها قرية كنسبا الواقعة في أقصى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وبداما (التابعة لمنطقة جسر الشغور)، إضافة إلى تأمين الجبال الممتدة باتجاه الشمال المحاذية للحدود التركية. كذلك، يوجد المسلحون في قرية كبانة وتلتي 1112 و1154 الواقعة في جبل الأكراد.
المصدر : صحيفة الأخبار اللبنانية