الحمد لله ربِّ العالمين، وأشرف الصَّلاة التامَّة والتسليم على خير المرسلين، والمبعوث رحمة للعالمين، سيِّدنا ومولانا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الكرام البررة، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. قال الله تعالى في محكم آياته:
)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون( 1.
1- البقرة:185
إنَّه شهر العبادة، وهو شهر التقرب إلى الله تعالى في سائر الأوقات حتى في أوقات الغفلة والنَّوم، هو الفرصة التي منحنا الله تعالى إيَّاها للعودة لصراطه المستقيم، والرجوع عن الذنوب، والإنضمام لركب المعتوقين من النَّار، فكيف نتقرَّب لله تعالى في هذا الشهر، وما هي الأعمال التي وردت في استثماره، والآداب التي علينا أن نتحلَّى بها في أيامه ولياليه؟
هذا ما سنضيء عليه في هذه الوقفات من سلسلة الآداب والسنن، ونسأل الله تعالى أن لا ينقضي عنَّا شهر رمضان إلاَّ وقد اعتقنا من النَّار، ووفَّقنا لإغتنامه بالطاعة، إنَّه سميع مجيب الدعاء.
جمعية المعارف الاسلامية الثقافية