خطة بايدن للخروج من العراق فخٌّ إزاء الرئيس الأميركي المقبل

خطة بايدن للخروج من العراق فخٌّ إزاء الرئيس الأميركي المقبل

الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات
الواشنطن بوست – The Washington Post
الكاتب: جوش روغن. 21-آب-2024

التلخيص:

أعلن المسؤولون العسكريون الأميركيون والعراقيون من شهور، أنهم يتفاوضون على اتفاق من شأنه أن ينهي رسميًّا عملية العزم الصلب، ومن المتوقع كذلك أن يدعو إلى خروج كل القوات الأميركية من العراق، في غضون عامين، لكن، قالت وزارة الخارجية العراقية الأسبوع الماضي، إنَّ الإعلان عن الاتفاق الذي خطط المسؤولون العراقيون والأميركيون له هذا الشهر؛ اُجِّل، بسبب «التطورات الأخيرة»، وتتضمن هذه التطورات، الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران على القوات الأميركية في العراق، وزيادة التوترات مع إيران، بعد قتل إسماعيل هنية (زعيم حركة حماس) في طهران الشهر الماضي.

إنَّ الإعلان عن خروج القوات الأميركية من العراق، حتى مع جدول زمني بوقت سنتين؛ من شأنه أن يُظهِر أنَّ أميركا تتخلى عن المنطقة، في الوقت الذي يتطلع فيه حلفاء واشنطن إليها؛ لزيادة ردع إيران. زيادة على ذلك، تعتمد القوات الكردية التي تقاتل تنظيم (داعش) في شمال شرق سورية؛ على قوات العمليات الخاصة الأميركية، والدعم الجوي الأميركي. كما تعتمد القوات الأميركية في سورية على القوات الأميركية في العراق، للحصول على المعلومات الاستخبارية والتموين، وخروج هذه القوات من العراق؛ من شأنه أن يخلق فراغًا يملؤه تنظيم (داعش)، ووكلاء إيران.

إنَّ الجدول الزمني الذي يمتد سنتين، ويبدأ من الإعلان عن نهاية مهمة التحالف حتى عودة كل القوات إلى الوطن؛ يهدف إلى منح الجانبين وقتًا كافيًا لتعديل خطتهما إذا تعاظم تهديد (داعش)، أو إذا لم تتمكن قوات الأمن العراقية من تحمل مسؤوليتها في مكافحة الإرهاب، لكن التعتيم المتعمد على المفاوضات، أدى ربكًا كبيرًا في التصريحات، مثلًا: قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، إنَّ أميركا لا تفاوض على خروج القوات الأميركية من العراق، بل على (الانتقال) إلى ترتيب أمني ثنائي بين البلدين.

أخبرني بعض المسؤولين الأميركيين، أنَّ الترتيب الأمني الثنائي بين أميركا والعراق؛ ربما يبقي معظم القوات الأميركية هناك في نهاية المطاف، للاستمرار بمكافحة تنظيم (داعش)، وربما يخفف هذا –نظريًّا- من خطر حل التحالف المناهض للتنظيم.

مع ذلك، لابد أن يفاوض الرئيسُ الأميركي المقبل على اتفاق جديد، وإذا لم ينجح؛ فيتعيَّن على كل القوات الأميركية أن تخرج من العراق، كما حدث عام 2008، حينما وقع جورج دبليو بوش (الرئيس الأميركي آنذاك) اتفاقًا مع الحكومة العراقية لخروج كل القوات الأميركية من العراق، ثم سعى خليفته باراك أوباما إلى المفاوضات على اتفاق جديد، يفضي إلى بقاء بعضها في البلد، لكنه أخفق في مسعاه، وبعد ثلاث سنين؛ اضطر أوباما إلى إرسال آلاف العسكريين الأميركيين إلى العراق مرة أُخرى، بعد أن سيطر تنظيم (داعش) على زُهاء ثلث الأرض العراقية.

واجه بايدن المأزق نفسه عام 2021، حيث نفذ اتفاق الخروج من أفغانستان، الذي وقعه سلفه دونالد ترمب، وعندما ساءت عملية الخروج؛ سكت بايدن على مضض، ولم يذكر أنَّ الخروج من البلد كان فكرة سلفه، الآن؛ يضع بايدن خليفته في المأزق نفسه، فأما أن يلغي الرئيس الأميركي المقبل خطة بايدن للخروج من العراق، ويواجه مأزقًا سياسيًا، أو يمضي بها قدمًا، ويخاطر بكارثة أمنية.

يريد بايدن أن يكون الخروج من العراق جزءًا من إرثه السياسي، حيث يمكنه القول: أنا من أنهى هذه الحرب الطويلة. وربما تظن كامالا هاريس، أنها يمكن أن تلوم بايدن فيما بعد؛ إذا حدث خطأ ما، مع ذلك، قال كينيث بولاك (زميل بارز في معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة): «كل هذا منطقي، بالنسبة لكل واحد منهم من الناحية السياسية، لكن، من المحتمل أن تكون النتيجة على أرض الواقع؛ أسوأ مما يتصوره أي منهم».