الوقت– بعد ساعات من الانتظار المقلقة لشعب لبنان ومحبي السيد حسن نصر الله الأمين العام الراحل لمقاومة لبنان الإسلامية، أعلنت حركة حزب الله مساء السبت استشهاد سيد المقاومة في لبنان في هجوم لمقاتلات الكيان الصهيوني على الضاحية الجنوبية في بيروت، ليحقق حامل الراية الشجاع وبعد أن أمضى عمراً من النضال والتضحية والجهاد في سبيل الله، وقائد المقاومة حلمه الذي طال انتظاره والتحق برفاقه الشهداء.
جرح خبر استشهاد السيد حسن قلوب الملايين من محبي ومريدي ومتابعي هذا المجاهد المقاوم الذي لا غنى عنه في كل المنطقة والعالم، وأثار ردود فعل واسعة، وخاصة في محور المقاومة؛ وكان القاسم المشترك بينها جميعا هو التأكيد على عدم توقف طريق النضال والجهاد والاستمرار بشكل أقوى في طريق المقاومة بعد السيد حسن والاستعداد الكامل لمحور المقاومة لدعم حزب الله ولبنان بشكل كامل في الحرب مع الكيان الصهيوني.
قائد الثورة الإسلامية: دماء الشهيد السيد حسن لن تبقى على الأرض
وكان رد الفعل الأهم بين شخصيات بارزة في محور المقاومة، هو المرشد الحكيم للثورة الإسلامية آية الله خامنئي، الذي قدم في رسالة تهنئة وتعزية بهذا الاستشهاد إلى عائلة الشهيد نصر الله وجبهة المقاومة والأمة الإسلامية جمعاء، معلنا الحداد العام خمسة أيام وقال: “إن المجاهد الكبير حامل راية المقاومة في المنطقة والعالم ذي الفضيلة الدينية والقائد السياسي الحكيم سماحة السيد حسن نصر الله حقق هدف نعمة الاستشهاد في أحداث الليلة الماضية في لبنان، ونال السيد العزيز أجر عشرات السنين من الجهاد في سبيل الله ومصاعبه خلال الجهاد المقدس، فاستشهد وهو منهمك في التخطيط للدفاع عن لاجئي ضواحي بيروت وبيوتهم المدمرة وأحبائهم، كما كان يخطط ويناضل منذ عقود للدفاع عن شعب فلسطين المظلوم ومغتصبي المدن والقرى وبيوتها المدمرة وأحبائها المذبوحين وكانت نعمة الاستشهاد حقه المسلم بعد كل هذا الجهد.
وفي استمرار لهذه الرسالة أوضح المرشد الأعلى للثورة أن “حجة الإسلام شخصية عظيمة؛ وفقدت جبهة المقاومة حامل علم بارز، وخسر حزب الله زعيماً لا مثيل له، لكن بركات جهاده الذي دام عقوداً لن تضيع أبداً، والأساس الذي أسسه في لبنان ووجهه إلى مراكز المقاومة الأخرى، لن يختفي بفقده فحسب، بل سيكتسب قوة بفضل دمائه وشهداء هذه الحادثة الآخرين، وإن ضربات جبهة المقاومة لجسد الكيان الصهيوني المتهالك والمتحلل ستكون أكثر سحقا، كما أن الطبيعة الشريرة للكيان الصهيوني لم تنتصر في هذه الحادثة، فسيد المقاومة لم يكن شخصا، بل كان طريقا ومدرسة، وسيستمر هذا الطريق، وكما أن دماء الشهيد السيد عباس موسوي لم تبق على الأرض، فلن تبقى دماء الشهيد السيد حسن على الأرض.
مواقف أنصار الله اليمنيين الداعمة لحزب الله
وكان رد فعل مهم آخر من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله في اليمن، الذي قال في كلمته بمناسبة استشهاد السيد حسن نصر الله: خالص التقدير لعائلة ذلك الشهيد، إخواننا في حزب الله، شعب لبنان، قائد الثورة الإسلامية في إيران، شعب فلسطين، وأتقدم بالتعازي إلى أبناء الأمة الأحرار.
وقال: السيد حسن نصر الله كان نجما ساطعا في سماء المجاهدين وقائدا عظيما وتجسيدا للقيم الإسلامية الأخلاقية.
كما قال القيادي في أنصار الله في اليمن: السيد حسن نصر الله معروف للصديق والعدو، وقد حقق الله على يديه ورفاقه في حزب الله انتصارات عظيمة.
وأضاف: “إن أنصار المقاومة يعلمون جيداً أن طريق الجهاد هو طريق الشهادة، والتضحية في سبيل الله جزء من الجهاد”.
وقال القيادي في أنصار الله في اليمن: إن قادة وكوادر ومقاتلي حزب الله وأنصاره تحلوا بالروح الإيمانية الحسينية في ميدان الجهاد منذ اليوم الأول.
وقال الحوثي: المقاومة في الوقت الحاضر تعني السير في طريق الله؛ الصبر والثبات والثقة بالله وأن التضحية لا تضيع أبداً وسيجمعها الله بالنصر.
وأشار إلى أن القضية الأهم في الوقت الحاضر هي تحييد مؤامرات الكيان الصهيوني ومجرميه في مجال محاولة كسر المعنويات وإضعاف جبهة حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني.
وقال الحوثي: كما تبددت طموحات الكيان الصهيوني بعد اغتيال إسماعيل هنية زعيم حماس الراحل، فإن طموحاتهم في استهداف السيد حسن نصر الله ستتبدد أيضاً.
كما أعلن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني وأحد أبرز شخصيات أنصار الله، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام بمناسبة استشهاد السيد حسن نصر الله، كما سيتم تنكيس الأعلام في هذا البلد بهذه المناسبة.
لكن مواقف أنصار الله في اليمن لم تبق قاعدة كلامية، ونفذت هذه الجماعة هجمات صاروخية دقيقة في عمق الأراضي المحتلة، كما أفادت وسائل إعلام صهيونية بإطلاق صافرات الإنذار في مناطق متفرقة من تل أبيب وضواحيها.
وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي، عُرضت في ضواحي القدس المحتلة، صور بقايا معزز صاروخ باليستي يمني أطلق في عمق الأراضي المحتلة.
كما أفادت بعض المصادر الصهيونية الأخرى بسماع دوي عدة انفجارات في مدينة إيلات الساحلية جنوب الأراضي المحتلة، ودوت أجراس الإنذار في نهاريا ورأس الناقورة وشلومي إثر اختراق طائرات المقاومة المسيرة.
تأثر الشعب اللبناني برحيل سيد المقاومة
وفي لبنان، خرج العديد من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد إلى شوارع بيروت بعد إعلان خبر استشهاد السيد حسن نصر الله وبدؤوا في الحداد، وانتشرت صور واسعة من اليوم الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي لأجواء الحزن والأسى التي يعيشها اللبنانيون في حزن استشهاد سيد المقاوم.
وفي لبنان، أعلنت الحكومة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وأدان العديد من الشخصيات السياسية البارزة في هذا البلد استشهاد السيد حسن في هجوم الكيان الصهيوني.
وأكدت حركة أمل في بيان لها: أننا سنبقى ثابتين على وعدنا مع “السيد حسن نصر الله”.
كما أعلن سعد الحريري، رئيس الوزراء الأسبق وأحد الشخصيات السياسية السنية البارزة في لبنان، في رسالة أن “هذا العمل الجبان ندينه كليا وجزئيا”، وحذر الحريري من أن اغتيال نصر الله أدخل لبنان والمنطقة إلى مرحلة جديدة من العنف.
وحسب موقع المنار اللبناني، قال “نبيه بري”، رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل، في رسالة بمناسبة استشهاد سيد الطساس: “يا أخي يا مجاهد، هل هذه هي المرة الأولى التي تغادرنا فيها من دون موعد ووقت؟”
وأضاف: أكتب إليك والدموع ملأت عيني وبصري، أنا من تمنيت لقائك لكن اللسان واللهيب منعني من لقائك.
أكتب لأودعك ولكن الكلمات تضيع بين السطور، أنا من اضطر للرحيل بشهادتك.
هل تحققت أمنيتك هكذا يا من كانت أمنيته القصوى أن ينال هذا الشرف… الشهادة…؟
كما كتب رئيس لبنان ميشال عون على المنصة العاشرة: باستشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فقد لبنان قائدا بارزا وصادقا قاد المقاومة الوطنية على طريق النصر والحرية.
عراق موحد بلون حزب الله
كما كانت موجة ردود الفعل المتعاطفة مع استشهاد السيد حسن نصر الله بين العراقيين مثيرة للإعجاب، لدرجة أنه بالإضافة إلى التصريحات المختلفة للقادة السياسيين والدينيين العراقيين، خرج كثير من الناس إلى الشوارع وهتفوا ضد هذا العمل الإجرامي، وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحداد العام في عموم العراق لمدة ثلاثة أيام على استشهاد السيد حسن نصر الله ورفاقه.
واحتج العراقيون بالقرب من الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء في بغداد ونددوا باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وحمل المتظاهرون أعلام لبنان والعراق وفلسطين وصور السيد نصر الله وأعلام فصائل المقاومة العراقية، وتجمعوا أمام الجسر المعلق الذي يربط منطقة الكرادة بالمنطقة الخضراء في بغداد.
كما حمل المشاركون صور الشهيدين سردار قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس اللذين استشهدا في الغارة الجوية الأمريكية في العاصمة العراقية في 3 يناير 2020.
وفي أحد أهم مواقفه، أعلن آية الله السيستاني، المرجع الأعلى للشيعة العراقيين، في بيان له أن السيد حسن نصر الله ساعد العراقيين بكل ما يستطيع على تحرير بلد العراق من براثن الإرهابيين، وكان السيد حسن نصر الله نموذجا للقيادة النادرة خلال العقود الماضية وكان له دور بارز في الانتصار على الكيان الصهيوني في تحرير الأراضي اللبنانية، لقد اتخذ هذا الشهيد الكريم مواقف مهمة في مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، ففقد حياته من أجل تحقيق هذا الهدف المهم.
كما أصدرت كتائب حزب الله العراقي بيان تعزية باستشهاد السيد حسن نصر الله وأعلنت: فقدت جبهة المقاومة قائدا عظيما وشجاعا، لكن فقدان السيد حسن نصر الله وقادة محور المقاومة الشهداء يحول دون مواصلة طريق الحق، ونصرة المظلوم لن تكون من المحاربين.
وجاء في استمرار هذا البيان: إننا على يقين بأن إصرار وإرادة إخواننا في حزب الله ستزداد لمواصلة الطريق الحسيني المقاوم.
وقال رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم: ننعي العالم الإسلامي وشعب لبنان وداعميه الأبطال ومقاومته المتميزة السيد حسن نصر الله.
وكان هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر العراقية والشيخ قيس الخزعلي الامين العام لحركة عصائب اهل الحق من بين شخصيات المقاومة العراقية البارزة الذين قدموا التعزية باستشهاد السيد حسن نصر الله، وأكد بيان الخزعلي أنهم “صنعوا جيلا من عناصر المقاومة لا يقهر”.
السيد مقتدي الصدر، رئيس التيار الصدري العراقي، عزى باستشهاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، وكتب: وداعاً أيها الرفيق في طريق المقاومة.
وجاء في هذا البيان: “أسأل الله أن ألتقي بسائر شهداء المقاومة إلى جانب النبي (ص) والإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع)؛ عاش بشرف ومات بفخر”.
تقدير الفلسطينيين للداعم الكبير لقضية القدس
كما سلط الضوء على خبر شهادة السيد حسن بين الفلسطينيين، وهنأت حركات الجهاد الإسلامي وحماس وكتائب القسام الجناح العسكري للحركة وتعزية بالحادثة ردا على شهادة أمين عام حزب الله.
وبين أن الشهيد نصر الله كان على رأس قائمة المطلوبين لدى العدو الصهيوني، وقال القسام: حزب الله حقق تقدماً كبيراً خلال فترة قيادته وعززت العلاقات مع المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها فصائل المقاومة كتائب القسام، ولم يدخر أي جهد ولم يتردد في دعم المقاومة الفلسطينية.
وأضافت القسام إن المواقف التاريخية للشهيد نصر الله في نصرة الأمة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى باعتبارها أقدس المعارك دفاعا عن المسجد الأقصى ومقدساته والمعارضة الحازمة لوقف دعم جبهة غزة رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها لبنان وحزب الله، ستسجل إلى الأبد، وقد ضحى أخيراً بحياته دفاعاً عن المسجد الأقصى واختلط دمه بدماء شهداء فلسطين وقادتها المجاهدين، ليصل إلى ذروة التضامن والتلاحم والتآخي بين المجاهدين اللبنانيين والفلسطينيين على طريق تحرير القدس.
كما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نعاهد القائد الشهيد وجميع المقاومين الأحرار أن الرد على هذه الجريمة الصهيونية سيكون بقدر الجريمة نفسها.
كما خرجت، مساء السبت، مسيرات حاشدة في عدة أماكن بالضفة الغربية المحتلة تنديدا باغتيال قائد المقاومة.
وفي هذا الصدد، طالب المشاركون في المسيرة الحاشدة في مدينتي رام الله ونابلس، معبرين عن غضبهم لاغتيال السيد نصر الله، بتصعيد الحرب ضد المحتل، ومنع هذا الكيان من جرائمه المتكررة ضد المقاومة والشعب.
إعلان الحداد العام في سوريا لمدة 3 أيام
أدانت الحكومة السورية، باعتبارها الذراع الأخرى لمحور المقاومة، جريمة اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بأشد العبارات، وحملت تل أبيب المسؤولية الكاملة عن “عواقبها الخطيرة”.
وجاء في هذا البيان: بهذا العدوان البغيض يؤكد الكيان الصهيوني مرة أخرى سمات الخيانة والجبن والإرهاب التي نمت فيها، وانعدام أي قيم أخلاقية، والهمجية، والاستهتار بكل المعايير والقوانين الدولية».
وجاء في بيان الخارجية السورية: باستشهاد الأمين العام لحزب الله، فقد كل المناضلين من أجل حرية الأرض والحفاظ على السيادة والاستقلال وحمايتهما أحد أعلامهم.
ولم يقتصر إعلان التعاطف والتعبير عن الغضب الشعبي والإدانة على الدول الأعضاء في محور المقاومة، والأشخاص الذين أحبوا سيد المقاومة والجهات المسؤولة في كل أنحاء المنطقة، بما في ذلك تركيا وباكستان والبحرين، كما اتخذت عمان ودول أخرى موقفا.
الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان الذي أصبح شخصية شعبية في المنطقة والعالم الإسلامي بسبب مواقفه الشجاعة الداعمة للمقاومة الفلسطينية منذ بدء عملية طوفان الأقصى، هو واحد من هؤلاء الناس.
وقال في تصريحاته: إن الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان كان بمثابة شوكة في حلق الصهاينة في المنطقة منذ ثلاثة عقود.
وأضاف الخليلي: نسأل الله العلي القدير أن يقف كل محور المقاومة في لبنان وفلسطين وسائر بلاد المسلمين في وجه المشروع الصهيوني بما يوفر البدائل المناسبة للقادة الشهداء في كل المواقع والفترات، إن شاء الله وبعون الله، سيكون هناك رجال عظماء يتولون هذه المسؤوليات والمهام، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.
في عام 1992، عندما كان عمره خمسة وثلاثين عاماً فقط، تولى السيد حسن نصر الله دور الأمين العام المهم لحزب الله بعد استشهاد السيد عباس الموسوي، وأصبح رمزاً معروفاً لهذا الحزب.
وفي عهد أمينها العام سيد حسن، تمكنت المقاومة اللبنانية من طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وإنهاء احتلال هذا البلد الذي دام 18 عاماً.
لقد شكّل التعامل مع تهديدات الكيان الصهيوني ضد لبنان جزءاً مهماً من خطط وأعمال السيد حسن خلال هذه السنوات، وتحديداً في عام 2006، بعد الانتصار الفريد الذي حققته دولة عربية على الكيان الصهيوني، أعلن هذا النجاح “نصراً إلهياً”، وبالتالي نال مكانة واحتراماً رفيعين جداً لدى اللبنانيين والرأي العام في العالم العربي.
بعد سنوات من حرب الـ 33 يوماً، ومع اجتياح الجيش الصهيوني لغزة بعد أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله الحرب باعتباره الداعم الرئيسي للشعب المظلوم في غزة والضفة الغربية حرب اسناد ضد جرائم الكيان الصهيوني واستطاع أن يلعب دوراً مهماً في منع تنفيذ مخططات العدو في غزة.
وقال السيد حسن نصر الله في كلمته يوم 1 آب/أغسطس: إننا ندفع ثمن دعمنا لجبهة غزة والشعب الفلسطيني وقبول القضية الفلسطينية وحماية المقدسات.
وفي يوم الجمعة، وخلال الهجوم العنيف الذي شنته مقاتلات الكيان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت، حقق السيد المقاوم أخيراً حلمه الطويل بالشهادة في سبيل الله وانضم إلى مجموعة رفاقه الشهداء في رحمة الله.