أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، الخميس 27 آذار/مارس 2025، أنّ “يوم القدس يذكّر الأمة بمسؤوليتها اتجاه المقدسات والمظلوميّة الكبرى للشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أنّ “الإمام الخميني أعلن آخر جمعة في رمضان يوم القدس كيوم يقظة للشعوب”، لافتًا الانتباه إلى أنّ “يوم القدس يأتي هذا العام مع استمرار جرائم الإبادة في غزة ومع التجويع والاستباحة للشعب الفلسطيني”.
وقال السيد الحوثي، في كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي، إنّ “مناسبة يوم القدس لهذا العام تزامَنتْ مع تطوّرات غير مسبوقة في اتجاهات عدة”، مؤكدًا أنّ “التحرُّك السياسي والإعلامي المشترَك من قبل “الإسرائيلي” والأميركي بات مكشوفًا لتصفية القضية الفلسطينية واستكمال المشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات”، موضحًا أنّ “الأميركي بات يتحدّث بنفسه عن التهجير ولم يعد الحديث قائمًا حول ما يُسمّى “السلام” والتسوية.
وفي حين ذكَّر بأنّ “هناك سعيًا صهيونيًا مستمرًا إلى تهويد الأقصى واستمرار التهجير في الضفة الغربية المحتلة”، أشاد السيد الحوثي بـ”حجم الصمود الفلسطيني وثباته في غزة”، معتبرًا أنّه “تطوُّر غير مسبوق، وكانت عملية “طوفان الأقصى” نقلة في الأداء الفلسطيني”.
وأضاف أنّ “العدو “الإسرائيلي” والأميركي اتَّجها إلى التعامل بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والتدمير الشامل وليس مواجهة المجاهدين”.
ولفت إلى أن “من التطوّرات المهمّة هي جبهات الإسناد وما قدّمته من تضحيات، بدءًا بلبنان الذي قدّم فيه حزب الله أكبر التضحيات في إسناده للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة”.
وأكد السيد الحوثي أنّ “حزب الله قدّم إسهامًا عظيمًا كبيرًا مهمًا متميّزًا ومؤثّرًا في المعركة والمواجهة مع العدو “الإسرائيلي”، مبيّنًا في الوقت نفسه أنّ “اليمن كان حاضرًا بإسناده الشامل وتحرّكه على كل المستويات”.
وتابع: “اليمن تحرَّك في العمليات العسكرية ومنع الملاحة البحرية إلى العدو “الإسرائيلي”، وقصف عمق فلسطين المحتلة بالصواريخ والمُسيَّرات”.
وأشار إلى أنّ “للجمهورية الإسلامية في إيران الدور الأساسي والمحوري بدعمها الدائم للشعب الفلسطيني ومجاهديه ولاشتراكها أيضًا بعمليات “الوعد الصادق”، مذكّرًا بأنّ “لفصائل المقاومة الإسلامية في العراق دور مهم وكبير باسناد غزة”، ومنبّها إلى أنّه “في هذه الجولة مع العدو “الإسرائيلي” هناك تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق”.
وفي ما بيّن أنّ “العدو يدرك حجم دور الجمهورية الإسلامية في إيران وأهميته ويسعى إلى الضغط المستمر عليها باستخدام أسلوب الضغوط القصوى”، شدّد على أنّ “العدو “الإسرائيلي” يحارب العرب حتى على شربة الماء ويتحدّث باستمرار عن التغيير لوجه الشرق الأوسط”.
وأضاف: “برز الموقف الحر للأحرار في العالم اتجاه ما يجري في غزة، كما هو الحال في فنزويلا وجنوب أفريقيا وكولومبيا ودول وبلدان أخرى”.
ورأى السيد الحوثي أنّ “الأمم المتحدة لم تتّخذ أي خطوة عملية اتجاه ما يقوم به العدو “الإسرائيلي” من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية”، مشدّدًا على أنّ “مجلس الأمن ليس من حساباته أمن الشعب الفلسطيني وأمن شعوب المنطقة والشعوب المستضعَفة”.
بشارات قادمة في تطوير القدرات العسكرية اليمنية
وجزم بأنّ “الاتفاق لوقف العدوان على غزة أتى نتيجة للفشل الواضح للعدو “الإسرائيلي” في تحقيق الأهداف المعلَنة لعدوانه”، موضحًا أنّ “المقاومة الفلسطينية كانت حريصة جدًّا على نجاح الاتفاق وأوفت بكل ما عليها”، قائلًا: “ثبات الحاضنة الشعبية ومجتمع غزة في ظل وضعيّة صعبة جدًّا ومظلوميّة كبرى هو تطوُّر غير مسبوق حتى في تاريخ الشعب الفلسطيني”.
وذَكَر السيد الحوثي بأنّ “هناك تصدّيًا قويًّا للعدوان الأميركي واستهدافًا مستمرًّا لقطعه البحرية في البحر، وهي تهرب باستمرار إلى أقصى شمال البحر الأحمر”، كاشفًا عن “بشارات قادمة في تطوير القدرات العسكرية اليمنية”.
وقال: “العدوان الأميركي لن يؤثّر على موقفنا ولن يكسر إرادة شعبنا ولن يؤثّر على قدراتنا بل سيسهم في تطويرها أكثر وأكثر”. وأضاف “نثق بالله وبوعده، والعدو “الإسرائيلي” إلى زوال مهما بلغ إجرامه وطغيانه، ومهما كان حجم الدعم الأميركي والغربي له”.
ورأى قائد حركة أنصار الله في اليمن أنّ “لدى هذه الأمة كل المقوّمات لإفشال المشروع الصهيوني”، محذّرًا من أنّ نجاح هذا المشروع “متوقّف على خنوع وتقبُّل الأمة لهذا المشروع الكارثي”، مؤكدًا أنّ “العدو “الإسرائيلي” لا يمتلك مقوّمات ذاتية للبقاء وهو في حال احتلال”.