ألقى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، خطاباً بمناسبة عيد النوروز، بحضور شرائح مختلفة من المواطنين وجمع من المسؤولين في حسينية الإمام الخميني (رض).
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن ببدء خطاب قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بمناسبة عيد النوروز، بحضور شرائح مختلفة من المواطنين وجمع من المسؤولين في حسينية الإمام الخميني (رض).
وكانت خطابات قائد الثورة بمناسبة عيد النوروز تقام في الأعوام السابقة في مرقد الامام علي بن موسى الرضا (ع) في مدينة مشهد، إلا أن اللقاء يقام في طهران هذا العام نظراً لتزامن بداية العام الايراني الجديد 1404 هـ.ش مع ليالي القدر وشهر رمضان المبارك.
فيما يلي مقتطفات من خطابه:
هذا العام، تزامن عيد النوروز مع الأيام والليالي المباركة، مما أضفى عليه أجواءً معنوية أكثر عمقًا. وفي كل عام، ينظر الإيرانيون إلى عيد النوروز بنظرة روحية ويولون اهتمامًا خاصًا بالتوجه إلى الله تعالى.
يعتبر الشعب الإيراني عيد النوروز عيدًا ذا طابع روحي، حيث إن الدعاء مؤثر في الحياة الشخصية وأيضًا في إنجاز الأعمال العظيمة.
أوصي هذا العام بأن يولي العاملون في المجال الثقافي اهتمامًا خاصًا بدراسة وتعليم نهج البلاغة.
خلال أحداث العام الماضي، فقدنا شخصيات عظيمة وقيمة من إيران ولبنان، وكان ذلك مصيبة لنا. كما شهد العام الماضي أيضًا كوارث طبيعية مؤلمة، من بينها حادث منجم في طبس، حيث فقد أكثر من 50 شخصًا حياتهم، وهو حادث أليم.
في الصراع بين الحق والباطل، يكون النصر حليف الحق، لكن جبهة الحق تدفع الثمن أيضًا. لا شك أن عاقبة هذا الصمود ستكون هزيمة العدو والكيان الصهيوني الخبيث والفاسد والفاسق.
في هذه الأحداث المؤلمة لعام 1403 هـ.ش (2024 م)، تجلت القوة الروحية للشعب الإيراني وصبره وصموده وشجاعته. الشعوب تنهار أمام حوادث مثل فقدان رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين، لكن الشعب الإيراني أظهر رد فعله تجاه هذه الحادثة عبر وداع مهيب وحماسي. لقد تجسدت هذه العظمة في المشاركة الجماهيرية الواسعة في تشييع رئيسهم المحبوب.
في الانتخابات الرئاسية، أظهر الشعب حيويته واستعداده لضمان استمرار إدارة شؤون البلاد، فشارك في الانتخابات، واختار رئيسًا، وشكّل الحكومة.
كانت مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية ( 10 فبراير 2025) واحدة من تلك المسيرات التاريخية.
شجاعة الشعب وحضوره ودفاعه عن النظام خلال العام الماضي جاءت رغم الصعوبات الاقتصادية التي كانت تحيط به، ورغم ذلك نزل الناس إلى الساحة ودافعوا عن النظام.
خلال العام الماضي، لم يدخر الشعب جهدًا في ميدان العمل والتقدم؛ فالإنتاج هو أحد المفاتيح الأساسية لإصلاح الوضع المعيشي.
يجب أن يدرك الأمريكيون أنهم لن يحققوا شيئًا في مواجهتهم مع إيران من خلال التهديدات؛ عليهم، كما على غيرهم، أن يعلموا أنه إذا ارتكبوا أي عمل خبيث ضد الشعب الإيراني، فسيتلقون صفعة قاسية.
يرتكب الساسة الأمريكيون والأوروبيون خطأً كبيرًا عندما يعتبرون مراكز المقاومة في المنطقة مجرد قوات وكيلة لإيران ويهينونها؛ فالشعب اليمني لديه دافع، ومراكز المقاومة في دول المنطقة لديها دافع أيضًا. إيران لا تحتاج إلى وكلاء.
اليوم، جرائم الكيان الصهيوني القاسي قد أدمت قلوب العديد من الشعوب غير المسلمة.
لم نكن أبدًا البادئين في أي صراع، ولكن إذا ارتكب أحدهم عملًا خبيثًا وبدأ المواجهة، فعليه أن يعلم أنه سيتلقى صفعات قاسية.