؛ ، بمناسبة ليلة ميلاد السبط الأكبر للنبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ) الامام الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام )، استقبل سماحة الامام السيد علي الخامنئي جمعا من الشعراء والمثقفين والأدباء، مساء اليوم السبت.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه بمناسبة ليلة ميلاد السبط الأكبر للنبي المصطفى (صلى الله عليه وأله وسلم) الامام الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام)، استقبل سماحة الامام السيد علي الخامنئي جمعا من الشعراء والمثقفين والأدباء، مساء اليوم السبت.
وعقد هذا اللقاء الرمضاني المبارك بعد اقامة فريضتي المغرب والعشاء ، حيث القى عدد من الشعراء المخضرمين وكذلك الشعراء الشباب، وعددا من استاتذة الثقافة والادب الفارسي، وكذلك عدد من الشعراء غير الايرانيين ايضا قصائدهم وآثارهم الأدبية في هذا المحفل المبارك.
وخلال اللقاء أعرب سماحته عن سروره بنمو الشعر الملتزم والثوري، واعتبر القصائد التي تمت قراءتها في هذا اللقاء عموماً جيدة وذات جودة عالية. كما قال: “الموجة المتنامية للشعر، خاصة بين الشباب، تبعث على الأمل، والتقارير حول النشاطات الأدبية للشعراء في عام 1403 (وفق التقويم الإيراني) تشير إلى أن شعراءنا الملتزمين والثوريين اجتازوا اختباراً جيداً هذا العام”.
وأكد سماحته أن الشعر هو وسيلة إعلام وفنٌّ فريدة لم تستطع وسائل الإعلام الأخرى تقليص مكانته المرموقة، وقال: “كلما تقدم الشعر وزاد عدد الشعراء الجيدين، كان ذلك باعثًا على السرور، لكن من المتوقع أيضاً أن تترافق الزيادة الكمية مع تحسين الجودة”.
وأشار قائد الثورة إلى أن تقدم جودة الشعر والشاعر مرهون بعدم اكتفائه بتقدمه الشعري فقط، وأضاف: “عصرنا يمكن أن يكون عصرًا لإنتاج شعراء كبار على غرار سعدي وحافظ ونظامي، لأن احترام وتقدير الشعراء في المجتمع اليوم في مستوى عالٍ، على عكس فترة الحكم الطاغوتي التي لم يكن للشعراء الكبار فيها أي احترام أو مكانة. إن الاهتمام بالشعراء في وسائل الإعلام والراديو والتلفزيون يوفر بيئة مناسبة لنمو شعراء كبار”.
ووصف سماحته اللغة الشعرية الفارسية الحالية بأنها لغة غير مسبوقة تشكلت في ظل الثورة، وقال: “هذا الامتياز الفني يوفر أرضية أخرى لظهور شعراء كبار وذرى شعرية عظيمة في عصرنا”.
كما شدد آية الله الخامنئي على تأثير الباطن الأخلاقي والمعرفي للشاعر في قصيدته، وحثَّ الشعراء، لا سيما الشباب، على الالتزام بالتقوى والمبادئ المعرفية والحفاظ على الطهارة الدينية، مضيفًا: “إن السبب وراء توصية القرآن الكريم للشعراء بالإكثار من ذكر الله، هو أن صفاء ونقاء باطن الشاعر يؤدي إلى صفاء ونقاء شعره”.
وأكد سماحته على ضرورة الاستفادة من كنوز الأدب الفارسي وإرث الشعراء الكبار في إيران، وفي توصية أخرى للشعراء حول حدود الشعر والغزل العاطفي، قال: “ليس هناك مانع من كتابة شعر عاطفي يعبر عن فوران مشاعر الحب لدى الشاعر، لكن يجب أن يكون هذا الشعر ضمن الإطار العفيف والنزيه كما هو الحال في تقاليد الشعر الفارسي، لذا لا تسمحوا بأن يخرج الشعر العاطفي عن دائرة العفة والنزاهة ليصبح مبتذلاً وفاقدًا للحياء”.
واعتبر قائد الثورة أن الإبداع في المضامين والابتعاد عن استخدام العبارات الشائعة والمبتذلة في الشعر يؤدي إلى ارتقاء القصيدة، وأضاف: “إن المضامين التعليمية المصاغة بلغة بليغة وسلسة، مع إحساس شاعري رقيق وعاطفي، تجعل القصيدة متألقة ومتميزة”.
وأشار سماحته إلى أن كثرة المفاهيم الاجتماعية التي تثير الحماس في العصر الحالي تعدّ طاقة تحفيزية يمكن توظيفها في الشعر، وقال: “في هذا اللقاء، تم إلقاء قصائد عن الشهداء سليماني، رئيسي، نصر الله، والسنوار، وهذه المفاهيم الملهمة يمكن أن تبقى حيّة في أذهان الناس من خلال الشعر، كما أن تقديم المفاهيم التوحيدية والمعرفية والحكمية في القصائد يعدّ أمرًا ذا قيمة وله جمهوره الخاص”.
كما اعتبر آية الله الخامنئي تقليد بدء دواوين الشعر بحمد الله والثناء عليه تقليدًا قيّمًا يمكن للشعراء الحاليين الاقتداء به.
وأشار سماحته أيضاً إلى بعض البرامج التلفزيونية التي يجلس فيها شعراء بارزون للاستماع إلى أشعار الشباب ومناقشتها، واعتبر أن هذه الطريقة تؤدي إلى تراجع مستوى الشعر وقيمته وتحوله إلى سلعة تجارية، وأضاف: “يجب أن يُبث الشعر عبر الإذاعة والتلفزيون، لكن بطريقة تحافظ على مكانة الشاعر”.
وفي هذا اللقاء، قام 36 شاعرًا بإلقاء قصائدهم في موضوعات دينية واجتماعية وسياسية.
وقبل صلاة المغرب والعشاء، التقى بعض الشعراء بسماحة قائد الثورة الإسلامية وتحدثوا معه عن قرب، وقدّموا له أعمالهم.