إغتيال هنية.. كذبة الانتصار وحقيقة الانهيار

بالصوت والصورة …
أرهق البعض من المتفلسفين انفسهم هذه الايام بالدعاية لكذبة الانتصار الاسرائيلي (الكبير) بعد نجاح عملية أغتيال الشهيد القائد اسماعيل هنية في طهران عاصمة محور المقاومة.
وحقيفة انا لاأفهم ماهي الموازين التي بُنيت على اساسها  كلمة ( إنتصار ) ليقولوا ان إسرائيل قد انتصرت !
ففي ما يتعلق بعملية الاغتيال، اعتقد ان (النصر) المزعوم فيها لابد ان يعني انهيار حماس في الداخل الفلسطيني بعد استهداف رأس الهرم، ثم التسليم باعادة للاسرى الاسرائيليين وتسليم اسلحتها والقبول بكل شروط اسرائيل التي طُرحت في المفاوضات الاخيرة والخروج من غزة الى الابد عبر المنفذ البحري الذي أعدته أمريكا لذلك مسبقاً !!
نعم لو تحقق ذلك فهذا هو الانتصار الاسرائيلي وما عداه فليس اكثر من مجرد أوهام واحلام.
وهنا السؤال … هل سمعتم ان حركة حماس قد قامت بهذه (التنازلات) بعد شهادة هنية، وهل سمعتم ان محور المقاومة قد تفكك نتيجة هذه العملية او ضعفت قدراته، أو لاح في الافق أي انشقاقات في قوى المحور ؟!!
كلام بعيد عن الواقع..
فكل ما نسمعه هذه الايام هو ان الحكومة الاسرائيلية والكنيست والوزارات والعسكر الاسرائيلي في حالة انذار قصوى، وان التجارة والصناعة والاسواق تعاني من الموت السريري، وان البورصة على شفى الانهيار، وان المطارات والموانئ اصيبت بالشلل، وان اغلب المرافق العامة والمطاعم والفنادق والسياحة في اسرائيل قد توقفت.
وان المستوطنين الاسرائيليين ينامون منذ ايام في الملاجيء.
والمشكلة الاكبر أنهم لايعلمون الى متى البقاء على هذه الحال والى متى ستستمر الضربة وماهي نوعية الضربة. 
( المتى والاين والكيف والماهي )، أسئلة معلقة لايجيب عنها الا حائك السجاد ( إن صح التعبير ).
فهل هذا هو الانتصار الاسرائيلي الذي يتكلمون عنه ؟!
ام انها الكذبة الاسرائيلية التي يضحكون بها على الاغبياء من شعوبهم وذيولهم في المنطقة، من ان اغتيال هنية لم يكلف اسرائيل الا قيمة صاروخ واحد واجرة عدد من العملاء الاذربيجان ؟!!
لاتستعجلوا … فالحساب قادم..
وبعدها ستعلم اسرائيل ومن دفعها ومن طبل لها حجم الخطأ الذي اوقعوا انفسهم فيه.
ولكن هل سينفعهم الندم … لا اعتقد
فعن اي نصر يتكلمون؟!

كل ما ذكرناه سابقا عن الخسائر المادية ( الاقتصادية ) الهائلة التي تكبدها العدو الاسرائيلي لما بعد اغتيال الشهيد هنية، لايتضمن قيمة الخسائر التي ستتعرض لها اسرائيل في القدرات العسكرية والاقتصادية بسبب الضربة الايرانية المرتقبة، وهنا القائمة ستطول اكثر فأكثر.
ثم ان علينا ان نحتسب قائمة جديدة لخسائر اسرائيل وهي تكلفة التصدي لتلك الضربة من الصواريخ والمضادات الجوية والطيران الحربي وغيرها.
والاكبر من ذلك كله هو تكلفة مسح اكذوبة هيبة اسرائيل بالارض وتمريغ انفها المتعفن بالوحل والعار الذي سيلحقها الى يوم خرابها.
فهل هذا هو النصر الاسرائيلي المزعوم ؟!
كل ما ذكرناه في هذه العجالة هو ما استطعنا احصاءه لما خلّفه وسيخلفه اغتيال الشهيد هنية من خسائر لاسرائيل بعد ان اعتبرته الأخيرة نصراً عسكرياً وصيداً سهلا لم تحصل على مثله منذ سنوات. 
لكن دماء هنية أغلى، وشهادته على طريق تحرير القدس مع عظيم ما قدمه من تضحيات وجهاد ودور كبير في قيادة المرحلة رغم خطورتها الا انه لم يكلف المحور الا غياب شخص واحد من القافلة كان يردد دائما ( ان غاب سيد … قام سيد ).
كان على اسرائيل ان تفهم ذلك وتعي عاقبة فعلتها لكي لاتقع في المحذور،
فمحور المقاومة اليوم هو ولي الدم وليس الجامعة العربية واقزامها، وسيجعل اسرائيل تدفع تكلفة طيشها ورعونتها رغم انفها.
الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى..
نعم ليسوؤا وجوههم  ويخربوا بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين.
هنيئا لهنية الذي فتح بدمه الباب لنصر جديد، وضربة قاصمة على رأس اسرائيل قد لاتصحو منها الى أجل ليس مسمى.
وهذا وعد الاخرة..

       
#تبيين
https://t.me/ttabyin