ذوالفقار ضاهر
يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة تقترب لحظة الهزيمة الصهيونية المدوية في قطاع غزة، كل ما يحاول العدو الاسرائيلي فعله هناك مدعوما من الادارة الاميركية وحشد من الانظمة الاوروبية والغربية وأيضا العربية المتخاذلة، هو تأجيل الإعلان الفاضح عن انكساره امام المقاومة في القطاع المحاصر منذ العام 2005، علما انه قبل ذلك كان محتلا كما بقية الارض الفلسطينية.
يحاول العدو البحث عن أي صورة لانتصار شكلي لرفع الصوت وتفعيل وسائل الاعلام الغربية الخادمة له للقول إنه حقق المطلوب في غزة، ولكن مجريات الميدان تظهر مع مرور الوقت التخبط الاسرائيلي في المعركة وفي الساحات الخلفية لا سيما في الجبهة الداخلية والسياسية وبالتحديد داخل حكومة بنيامين نتانياهو، فالانقسامات الصهيونية تتزايد مع تسجيل الخيبات بمواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة والصمود الشعبي في الضفة المحتلة، وثبات المقاومة الاسلامية في الجبهة الشمالية ومع تزايد المساندة اليمنية والعراقية للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وبالسياق، قال الباحث في الشأن الصهيوني أيمن علامة في حديث لموقع المنار “منذ إقرار الكنيست الإسرائيلي التعديلات القضائية وبدء التظاهرات المنددة لها، بدأ المحللون والخبراء التحذير من تداعيات هذا الانقسام المجتمعي الذي حصل وانعكاسه على مؤسسات الدولة في الكيان والقطاع الإقتصادي فيه، ولكن الخطر الاكبر هو في وصول ذلك الى المؤسسة العسكرية وبداية تمرد قوات الاحتياط والقوات الجوية بالأخص”. وتابع “ثمة تقديرات وتحليلات رأت ان في ظل هذا الانقسام فإن محور المقاومة سيرى ان إسرائيل ضعيفة وسيقوم بضربها وهذا ما ظهر في معركة سيف القدس”.
وأوضح علامة انه “مع بداية حرب طوفان الأقصى والاخفاقات التي ظهرت حتى اليوم، بدأ تحميل نتنياهو المسؤولية المباشرة عن الحدث وتبادل الاتهامات بينه وبين الأجهزة الامنية والعسكرية عن سبب الاخفاق”. واعتبر ان “أحد أسباب ذلك هو ما ينتظر الكيان من لجان تحقيق بعد انتهاء الحرب”. واضاف ان “المحللين الصهاينة يعتبرون ان من أحد أسباب ٧ اكتوبر هو مشروع التعديلات القضائية التي أثّرت وأضرت بالجيش الإسرائيلي وجهوزيته، عدا عن أداء حكومة نتنياهو المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني”. ولفت الى انه “منذ معركة سيف القدس مرورا بالتعديلات القضائية وتأثيرها على الجيش خاصة، وصولا إلى طوفان الأقصى، ثمة إجماع وإقرار أن أعداء إسرائيل يرونها ضعيفة ومفككة داخليا”. وأشار الى انه “خلال الاشهر الماضية أظهرت الدراسات والاستطلاعات في الكيان المؤقت عدم وجود المناعة الوطنية وعدم الثقة بالجيش، بالإضافة الى الإتهامات المتبادلة بين الأمن والعسكر والسياسيين في الكيان”.
ولفت علامة الى ان “نتنياهو يحاول الهروب من تحميله وحده مسؤولية الإخفاق والفشل بعد إنتهاء الحرب أمام لجان التحقيق”. وأشار الى ان “عدم تحمّل القادة للمسؤولية بالاضافة لكل ما جرى ويجري منذ 7 اكتوبر، يدفع ببعض المحللين للحديث للقول إن إسرائيل قبل هذا السبت الأسود (يوم 7 تشرين الاول/اكتوبر 2023) مختلفة عن إسرائيل ما بعده.. وانه في ٧ اكتوبر انهار الحلم الإسرائيلي بالشعور بالأمن، وانهار معه مفهوم أن إسرائيل تستطيع حماية حدودها وهزيمة عدوها”.
وبالتوازي، عن الصدمة الصهيونية مما حدث في ٧ اكتوبر والتعبير عن العجز وسوء التقدير في أجهزة صنع القرار في الكيان، رأى الكاتب حاييم ليفينسون في صحيفة “هآرتس” الصهيونية ان “كل ما تفعله إسرائيل من الان فصاعدا لن يكون له أي معنى، حتى لو عثرت على محمد الضيف قائد كتائب عّز الدين القسام التابعة لحماس وقدمته للمحاكمة، فلن يكون لذلك أي معنى، إذ إن الخسارة اكتملت مع الصفعة الاولى، وكل ما يأتي بعد ذلك كلام فارغ”.
وبالاضافة الى كل ذلك، بدأت الخسائر الاسرائيلية بالارتفاع خلال المعارك مع المقاومين في غزة، خاصة ان الالتحامات باتت في الكثير من الأحيان من مسافة صفر، ويتم اصطياد الغزاة الصهاينة سواء الجنود او الآليات والدبابات، بالقنص تارة وبالعبوات والقذائف المتنوعة تارة اخرى، ما يؤكد ان الخسائر البشرية كبيرة جدا ناهيك عن الخسائر المالية الباهظة خاصة اذا ما أضيف لها مجمل الخسائر الاقتصادية التي تكبدها كيان العدو منذ بدء العدوان.
المصدر: موقع المنار