اللهوف في قتلى الطفوف
9 نوفمبر,2025
زاد الاخرة
34 زيارة
قام مسلم بن عمرو الباهلي فقال: أصلح الله الأمير خلنى وإياه حتى أكلمه فقام فخلى به ناحية وهما بحيث يراهما ابن زياد ويسمع كلامهما إذا رفعا أصواتهما، فقال له مسلم: يا هاني أناشدك الله أن لا تقتل نفسك ولا تدخل البلاء على عشيرتك فوالله إني لأنفس بك عن القتل إن هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا قاتليه ولا ضاربيه فأدفعه إليه فإنه ليس عليك بذلك مخزاة ولام منقصة وإنما تدفعه إلى السلطان، فقال هاني:
والله إن على بذلك الخزي والعار أنا أدفع جارى وضيفي ورسول ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا صحيح الساعدين كثير الأعوان والله لو لم أكن إلا واحد، وليس لي ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه فأخذ يناشده وهو يقول: والله لا أدفعه أبدا فسمع ابن زياد ذلك، فقال ابن زياد:
ادنوه منى فأدنى منه فقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك… فقال هاني: إذن والله تكثر البارقة حول دارك… فقال ابن زياد: وا لهفاه عليك أبالبارقة تخوفني! وهاني يظن أن عشيرته يسمعونه ثم قال: أدنوه منى فأدنى منه فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى انكسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خده وجبينه على لحيته فانكسر القضيب، فضرب هاني بيده إلى قائم سيف شرطي
(٣٢)
فجاذبه ذلك الرجل، فصاح ابن زياد: خذوه: فجروه حتى القوة في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه، فقال: اجعلوا عليه حرسا ففعل ذلك به فقام أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد وقيل إن القائم حسان بن أسماء. فقال أرسل غدر سائر القوم أيها الأمير أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتى إذا جئناك به هشمت وجهه وسيلت دماء على لحيته وزعمت إنك تقتله فغضب ابن زياد، وقال: وأنت ها هنا ثم أمر به فضرب حتى ترك وقيد وحبس في ناحية من القصر. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إلى نفسي أنعاك يا هاني.
قال الراوي: وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قد قتل وكانت رويحة بنت عمرو هذا تحت هاني بن عروة فأقبل عمرو في مذحج كافة حتى أحاط بالقصر ونادى عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة وقد بلغنا أن صاحبنا هانيا قد قتل، فعلم عبيد الله باجتماعهم وكلامهم فأمر شريحا القاضي أن يدخل على هاني فيشاهده، ويخبر قومه بسلامته من القتل ففعل ذلك وأخبر هم فرضوا بقوله وانصرفوا.
قال وبلغ الخبر إلى مسلم بن عقيل فخرج بمن
(٣٣)
2025-11-09