الرئيسية / المرأة في الإسلام / 101 نصيحة لسعادة الزوجين

101 نصيحة لسعادة الزوجين

6- الزواج المبكر:

وإذا كان الزواج مطلوباً غريزيّاً وفطريّاً وإسلاميّاً، فينبغي للإنسان المسلم أو المسلمة المبادرة إلى الزواج في حال الشباب، ليدرأ عن نفسه ضغط الرغبة، وليسدَّ باباً كبيراً من أبواب الشيطان.

ويقول سماحته دام ظله:

“كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد على الشباب الزواج المبكر – سواء الشابّات أم الشباب – وطبعاً برغبتهم واختيارهم لا أن يُقرِّر لهم الآخرون. ونحن لا بُدَّ أن نعمل على ترويج ذلك في مجتمعنا. يجب أن يتزوّج الشباب في السنّ المناسبة قبل أن يخرجوا من فترة الشباب، وفي حال النشاط والرغبة، وهذا خلاف فهم الكثير من الأفراد الذين يظنّون أنّ الزواج في فترة الشباب زواج غير ناضج ولا ثابت، لكنَّ العكس هو الصحيح، وليس الأمر كما يدّعون، فإذا تمّ الزواج بصورة صحيحة فسيكون زواجاً ثابتاً وحسناً، وستكون العلاقة بين المرأة والرجل حميمة جدّاً في هكذا عائلة “2.

ويقول دام ظله:

“هناك إصرار في الإسلام على أن تتمّ عمليّة الزواج في أوانها، أي عند الإحساس بالحاجة إليها، وهذه من مختصّات الإسلام، فكلّما كان أسرع كان أفضل، ونعني بقولنا أسرع: الوقت الذي يشعر فيه الولد: الابن والبنت بالحاجة إلى الزواج، فكلّما تمّ ذلك بسرعة كان أفضل، والسببُ الكامن وراء ذلك هو:


1-خطبة العقد المؤرخة 9/11/1376 هـ.ش.

2-خطبة العقد المؤرخة 29/4/1379 هـ.ش.

18


11

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

 أوّلاً: إنّ للزواج بركات وخيرات تحصل للمتزوِّج في أوانها أي قبل أن يمضي الزمان، وينقضي عمره”.

ثانياً: إنّه يمنع ثورة الغريزة الجنسيّة؛ لذلك قيل “من تزوّج أحرز نصف دينه”. فيتّضح بحسب هذه الرواية أنّ نصف الأخطار التي يتعرّض لها دين الإنسان تأتي من ثورة الغريزة الجنسيّة، وهذا الرقم كبير جدّاً”1.
7- تسهيل الزواج:
وإذا كان الاسلام مُحبِّذاً للزواج المبكّر، فعلى المجتمع الإسلاميّ السعي لتسهيل الزواج على الشباب والشابّات. 
ويقول دام ظله:
“إذا نظرتم إلى مراسم الزواج عند الشعوب المختلفة، فسترون أنّ مراسم الزواج في الإسلام سهلة ويسيرة. طبعاً لا بأس بالاحتفال والسرور وما شاكلهما، فكلٌّ وما يشتهي، لكنّ هذا ليس من الآداب والتشريفات الرسميّة والدينيّة للزواج.
فبإمكان أيِّ أحدٍ أن يقوم بذلك متى شاء أو لا يقوم به، أمّا أنّه يجب أن يذهبا إلى أحد المعابد وينحنيا أمام شخصٍ ما، ويفعلا ما يفعلان، أو المراسم الموجودة في الأماكن الأخرى، فإنّ هذا غير موجود في الإسلام. ما هو موجود في الإسلام هو صيغة شرعيّة يجب قراءتها”2.
8- القيوُد الجاهليّة؟
“أزال الشرع الإسلاميّ المقدّس القيود الجاهليّة والشروط المتعارفة بين الجهلاء في مسألة الزواج، وأرسى سلسلة من الأمور والشروط والسنن الجديدة. ونحن، إذا تصرّفنا بطريقة يكون فيها الزواج والعقد عندنا بعيداً ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً 

1-خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش.
2-خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش.
19

12

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

 ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً في عقد الزواج، فعندها سيكون عقدنا عقداً جاهليّاً، فنحن مسلمون، لكنّ عملنا عمل الجاهليّة، أو إذا لم نراعِ الأمور التي أسّسها الإسلام في مسألة الزواج، فإنّ عقدنا أيضاً سوف لن يكون عقداً إسلاميّاً كاملاً.

وإذا كان العقد إسلاميّاً ومطابقاً للسنن القرآنيّة التي وضعها الإسلام، فإنّ الحياة ستكون جميلة، وسيعيش الزوج والزوجة حياة طيّبة “1
9- هوِّنوا الأمور، يكفكم الله:
 
“عندما يجري الحديث مع الشباب، يقولون: إنّنا إذا تزوّجنا ماذا سنفعل بعد ذلك؟ هذه هي القيود التي تُعرقِل دائماً الأعمال الأساسيّة والمهمّة. يقول تعالى: ﴿ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ﴾2 أي أنّ الله تعالى سيتولّى كفاية أمورهم إذاً تزوّجوا، فالزواج لا يُوجِد مصاعب خاصّة في وضعكم المعاشيّ، وإنّما العكس، فالله تعالى سيُغنيكم من فضله، الله تعالى يقول هذا. نعم، فنحن، وكما يُقال: نعمل بالتبذير بدل التدبير، ونخترع احتياجات وهميّة وأموراً زائدة، وطبعاً سوف تبرز هناك مشاكل، ومنْ المُقصِّر؟ المُقصِّر بالدرجة الأولى هم الأغنياء.
فهؤلاء المتمكِّنون ماديّاً يرفعون مستوى الطموحات والميول والاحتياجات الكاذبة إلى أعلى مستوى. وكذلك بعض المسؤولين مُقصِّرون أيضاً، حيث يجب عليهم أن يطرحوا الأمور وأن يوفِّروا الامكانيّات، لكنّهم لا يقومون بذلك. لا أُريد أن أقول: إنّ الحكومات لا دور لها تجاه الشباب وتجاه مسألة زواجهم، ولكن

1- خطبة العقد المؤرخة 22/1/1374 هـ.ش.
2- سورة النور، الآية 32.
20

13

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

 يجب أن تتّضح هذه القضيّة للمجتمع الإسلاميّ، وهي أنّ الزواج أمرٌ ضروريٌّ يجب أن يتمّ ويتحقّق.

إنّ ما تقوله الفتيات من أنّهنَّ غير مُهيَّئات للزواج لحدّ الآن، أو ما يقوله الشباب من أنّهم لا يملكون ما يكفي من النضج العقليّ إلى الآن، هو كلام غير منطقيّ إلى حدٍّ ما، حيث نُلاحظ وفي الكثير من أمور الحياة أنّ الأمر ليس كذلك، فالشباب ممتازون جدّاً ويملكون الاستعداد الكافي ويفهمون، غير أن الزواج هو تحمُّل للمسؤوليّة، ولذلك فإنّ إحساس الهروب من المسؤوليّة، يحول نسبيّاً دون القيام بهذا العمل”1
10- شكليّات تبلغ الإسراف:
“الشكليّات أمر مُضرٌّ بالمجتمع، والذين يُعارضون الشكليّات ليس معنى هذا أنّهم يجهلون لذّاتها ومُتعها، كلاّ…! بل هم يعتبرونها عملاً مُضرّاً بالمجتمع مثل دواء أو شراب مُضرّ، فالمجتمع يلحقه الضرر بسبب هذه الشكليّات الزائدة، نعم، لا بأس إذا كانت ضمن حدود المعقول والمتعارف أمّا عندما تدخل في باب المنافسة هكذا، فإنّها تخرج عن حدّها وتذهب في اتجاهات أخرى”2.
“بعض الناس يُسرفون ويهدرون ويُبذّرون، وفي هذا الزمان الذي يوجد فيه فقراء في المجتمع، أولئك الذين لا تتوفّر لديهم أوّليات الحياة، فإنّ مثل هذه الأعمال تُعتبر تبذيراً وإسرافاً، وأعمالاً غير مسؤولة وكلّ من يقوم بذلك فهو مخطئ3
البعض من الناس يكسبون الإثم من العمل الذي يُمكن أن ينالوا به الثواب، من خلال ما يقومون به من إسراف، والمحرَّمات التي يرتكبونها. وخلط هذا العمل الحسن بالأعمال المحرَّمة التي يرتكبونها، فالحرام ليس فقط مسألة

1- خطبة العقد المؤرخة 28/6/1379 هـ.ش.
2- خطبة العقد المؤرخة 20/4/1370 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 11/6/1372 هـ.ش.  
21

14

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

  الاختلاط بين الأجنبيّ والأجنبيّة وما إلى ذلك، طبعاً هذا محرَّم، لكنَّ الإسراف أيضاً حرام، التبذير حرام، إحراق قلوب الناس الفقراء في بعض الحالات هو حرام حقّاً، الإفراط، التحليل والتحريم، لكي يستطيع الأب أن يُهيِّئ أثاث العرس لإبنته، كلّ هذا حرام”1.

“أنا لست راضياً عن أولئك الذين يُصعِّبون الأمور على الآخرين بسبب النفقات الباهظة والإسراف في أمر الزواج. طبعاً نحن نقبل بالاحتفال والفرح، لكنّنا نُعارض الإسراف2. فكم من الشباب والشابّات الذين حتى لو تزوّجوا فإنّهم وبسبب لا مبالاة الأثرياء يشعرون بالنقص والألم وتتولّد لديهم عقدة، حيث يُحسّون أن شيئاً ما ينقصهم، ويوبّخون أنفسهم”3
11- الفنادق والصالات المُكلِفة:
“دعوا هذه الفنادق والصالات والحفلات المُكلِفة. طبعاً من الممكن أن يكون هناك من يُقيم احتفالاً عاديّاً في إحدى الصالات، لا بأس بذلك، أنا لا أُريد الجزم، لأنّ بعض الناس لا تتّسع بيوتهم أو ليس لهم تلك الإمكانيّة، ولكنْ تجنّبوا الإسراف، فالفرح والاحتفال ودعوة الأصدقاء والأقارب والأصحاب أمرٌ حسنٌ، لكنَّ الإسراف أمرٌ سيِّئ لا يليق بشعبنا المسلم”4.
“والعقد والزواج والفرح شيء جيّد، حتّى النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد أقام حفل زواج لابنته المُكرّمة عليها السلام، وفرح وأنشد الناس الشِّعر وصفّقت النساء واحتفلن. ولكنْ لا ينبغي أنْ يكون هناك إسراف في مجالس العقد والزواج. وأحد مظاهر هذا الإسراف هو مراسم العقد والزواج الباهظة التكاليف، حيث يُقيمون المراسم في الفنادق والصالات الفارهة والمُكلفة، وتُهدَر أموالٌ كثيرة على الحلويات

1-خطبة العقد المؤرخة 9/11/1376 هـ.ش.
2- خطبة العقد المؤرخة 24/5/1374 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 5/10/1375 هـ.ش.  
4- خطبة العقد المؤرخة 27/10/1373 هـ.ش.
22

15

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

  والفواكه والمأكولات التي تُتلف أو تُرمى على الأرض وتضيع، من أجل ماذا؟ من أجل المنافسة، ومن أجل أن لا يتخلّفوا عن قافلة الإسراف”1

“لا ينبغي أن يكون هناك إسراف، وإذا حصل فقد ألحقتم الضرر بأنفسكم، بالشباب والشابّات، وأيضاً أسقطتم أنفسكم من عين نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم، ومن عيني الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، فالإسراف والإفراط يُعدّ عملاً مُحرّماً”2
“الزواج السعيد هو ليس الزواج الذي يكثر فيه الإنفاق ويكثر فيه الإسراف. الزواج السعيد هو الزواج الحميم، فإذا كان الزواج حميماً يُصبح سعيداً حتّى ولو كان بسيطاً. فعندما يجتمع الأصدقاء والأقارب في واحدة أو اثنتين من غُرَف البيت، فهذه هي مراسم الزواج، أما المراسم الكبيرة والصالات الكذائيّة أو الفنادق والتكاليف الباهظة والسلع الغالية الثمن لتلك المراسم فهذه كلُّها ليست مناسبة أصلاً، لا أقول: إنّها تبطل الزواج، كلاّ، الزواج صحيح، لكنَّها تُعكِّر أجواء المجتمع”3.
“لم تكن هذه الصالات وهذه الأمور موجودة في الماضي. لقد كانوا يحتفلون في غرفة أو اثنتين، ويأتي الضيوف ويتناولون الحلوى، فهل كانت تلك الزيجات أقل بركة من زيجات هذه الأيام؟
وهل كانت عِزّة البنات أقلّ منها اليوم، بحيث يجب أن يذهبن اليوم إلى تلك الصالات الكبيرة؟ لا بأس، أنا لا أرفض تلك الصالات، وإنَّما أرفض التشريفات الزائدة، فذهاب بعض الناس إلى الفنادق هو من الأعمال الخاطئة التي لا داعي لها”4
“كلّما أقمنا المراسم ببساطة واختصار كان أفضل. دعوا ذوي الإمكانات المحدودة يتشجّعون للزواج، ولا تدعوهم يصابون باليأس”5

1- خطبة العقد المؤرخة 15/1/1372 هـ.ش.
2- خطبة العقد المؤرخة 1/11/1371 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 12/9/1377 هـ.ش.  
4- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1371 هـ.ش. 
23

16

الفصل الأول: الزواج ناموس الطبيعة ودستور الشريعة

 12- اشتباه بعض المسؤولين:

“من المعروف حالياً أنّ هناك احتفالات تُقام في الفنادق ويجري ما يجري في النوادي، وهذا لا يليق أصلاً بشأن أهل العلم ولا الناس المؤمنين والمتّقين. هذا شأن الماضين. وللأسف فإنّ بعض الناس اليوم تشتبه عليهم الأمور، فيتصوّرون أنّه وبما أنّ المسؤولين وحُكّام البلاد السابقين كانوا يتصرّفون بطريقة مُعيّنة، فإنّهم وبعدما صاروا حُكَّاماً يجب أن يتصرّفوا بنفس الطريقة!

كلّا، أولئك كانوا طاغوتيّين، هم كانوا أهل دنيا، أما نحن فرجال دين، ومن هم ليسوا رجال دين فهم من أهل الدين، حياتنا شيء آخر، سلوكنا شيء آخر، طبيعتنا شيء آخر، أخلاقنا شيء آخر، هدفنا يختلف عن هدفهم في الأساس، ولا ينبغي أن نُقلِّدهم، يجب أن نتصرّف بطريقة تناسبنا، بحيث يُقلِّدُنا الناس” 1.

شاهد أيضاً

القوات اليمنية تعلن استهداف مطار “رامون” ومنطقة النقب بـ 4 طائرات مسيّرة

أعلن القوات المسلحة اليمنية، أن سلاح الجو المسيّر نفذ عملية عسكرية جديدة بأربع طائرات مسيّرة، ...