عبّر رئيس مجلس سياسات أئمة الجمعة في إيران، الشيخ “محمد جواد حاج علي أكبري”، عن شكره وتقديره لاتحاد علماء المسلمين العالمي لإصداره فتوى جهادية ضد الكيان الصهيوني، مؤكدًا على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية.
وكالة أنباء الحوزة –في رسالة توجّه بها إلى فضيلة الشيخ الدكتور علي قره داغي، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين العالمي، أشاد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ “محمد جواد حاج علي أكبري”، رئيس مجلس سياسات أئمة الجمعة في إيران، بالفتوى الجهادية التي أصدرها الاتحاد، والتي تدعو إلى الجهاد المسلح ضد الكيان الصهيوني وقطع أي دعم عنه.
وجاءت الرسالة في أعقاب القصف الإسرائيلي لمدرسة “دار الأرقم” في غزة، والذي أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين، حيث أكد حاج علي أكبري أن “هذه الفتوى التاريخية تبعث الأمل في نفوس المسلمين وتسرع بمسيرة الأمة نحو الوحدة لمواجهة الكيان الصهيوني الغاشم”.
كما أشار إلى ضرورة تشكيل تحالف عسكري إسلامي لدعم القضية الفلسطينية ومراجعة جميع الاتفاقيات العربية مع إسرائيل، معتبرًا أن “زوال الكيان الصهيوني بات قريبًا بإذن الله”.
واختتم رسالته بالدعاء لشهداء غزة والصلاة في المسجد الأقصى بعد تحريره، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.
اقرأ أيضاً:
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يصدر فتوى بوجوب الجهاد على كل مسلم مستطيع وحمل السلاح لردع إسرائيل
وفيما يلي نص الرسالة كما وردت باللغة العربية من مكتب سماحة الشيخ “حاج علي أكبري”:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
فضيلة الشيخ الدكتور علي قره داغي
الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين العالمي
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يحتفظ التاريخ المعاصر للعالم الإسلامي في ذاكرته بفتاوى الجهاد التي شكلت سدًّا منيعًا في وجه مسار الاحتلال والاستعمار في ديار المسلمين. لقد سجّل تاريخ نضالات الشعوب المسلمة في المنطقة والعالم الإسلامي فتاوى عظيمة ضد المستعمرين والمحتلين. وإن إصدار الفتاوى الجهادية والمناهضة للاستعمار من قِبَل علماء كبار من أهل السنة والشيعة له سابقة عريقة، لا سيما في مواجهة الاحتلال والاستعمار خلال القرنين الماضيين، حيث تبرز هذه الحركات المصيرية بوضوح.
في ذروة المظلومية والغُربة التي يعيشها أبطال غزة الأبية وأهلها الصامدون، وفي ليلةٍ أضحت فيها مدرسة “دار الأرقم” في غزة رمادًا بقصف الصهاينة، أصدر اتحاد علماء المسلمين العالمي تحت توجيهاتكم، يوم الجمعة فتوى ردًّا على استمرار عدوان الكيان الصهيوني على غزة وانتهاك الهدنة، أعلن فيها وجوب الجهاد المسلح ضد المحتلين على كل مسلم قادر في ربوع العالم الإسلامي. كما حرَّمت الفتوى توفير أي موارد كالنفط والغاز والغذاء والسلاح للكيان المحتل، وأكدت ضرورة مراجعة اتفاقيات السلام العربية مع هذا الكيان المغتصب، وتشكيل تحالف عسكري إسلامي لدعم العالم الإسلامي ومواجهة التهديدات الخارجية.
إن هذه الخطوة المباركة جهاديةٌ ثوريةٌ تبعث الأمل والحَراك في قلوب المسلمين، وتسرع بمسيرة الأمة نحو الوحدة لمواجهة الكيان الصهيوني اللاإنساني وداعميه المستكبرين.
أرجو أن يمتد هذا الإنجاز العظيم بتأييد جمهور علماء العالم الإسلامي، وأن تستجيب له الحكومات الإسلامية، خصوصًا الأمة المسلمة ونواة المقاومة المكونة من شباب الأمة الغيورين المؤمنين.
أرى لزامًا عليّ نيابة عن أئمة الجمعة في جمهورية إيران الإسلامية، أن أعبر عن امتناني للروح المناهضة للاستكبار والصهيونية التي تحملونها فضيلتكم وأعضاء الاتحاد، وأسأل الله العلي القدير أن يمنَّ عليكم بتوفيقات متزايدة في خدمة الإسلام العظيم ونبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
أحيي همتكم السامية، وأدعو لشهداء المقاومة الفلسطينية العظام، ولا سيما قادة وشهداء غزة الأبية، أن يرفع الله درجاتهم في عليين.
وعلينا أن نأمل أن نصلّي جميعًا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بعد زوال الغدة السرطانية الصهيونية وانتصار شعب فلسطين البطل. {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد جواد حاج علي أكبري
رئيس مجلس سياسات أئمة الجمعة
السابع عشر من فروَردين سنة ١٤٠٤ (هـ.ش)
السابع من شوّال المُكَرَّم سنة ١٤٤٦ (هـ)
السادس من أبريل سنة ٢٠٢٥م
المصدر: وكالة أنباء الحوزة.
إقرأ المزيد

