ما هي لوازم معرفة التوكّل في القرآن؟
وتم التوضيح مسبقاً، إن التوكّل يتوقّف على المعرفة والوعي، وبعد هذه المرحلة يأتي دور العمل والإجراء؛ لذا فإن التوكّل بشكل عام له نوعان من لوازم المعرفة ولوازم العمل.
كما أشار أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في رواية إلى البُعد المعرفي للتوكّل حيث قال: “التَّوكُّلُ مِن قُوَّةِ اليَقينِ”.
فيما يلي، سيتم الإشارة بإيجاز إلى بعض مصاديق اليقين ولوازم معرفة التوكّل من آيات القرآن الكريم؛
المعتقد الأول هو الإيمان برحمة الله الواسعة؛ كما جاء في سورة الملك المباركة: الآية 29 “قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا”.
المعتقد الآخر هو علم الله بخير وصلاح عباده؛ إذ يقول القرآن الكريم: “وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا” (الأعراف: 89).
وقد يكون أهم معتقد في التوكّل هو الإيمان بأن الله تعالى يريد لنا الخير، كما قال الله تعالى في الآية الـ51 من سورة “التوبة” المباركة “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.
إن المؤمن يعتبر نفسه تحت ولاية الله، ولأن المولى لا يكتب لعبده إلا الخير، فإن ما قدّره الله للمؤمن هو خير.
والمعتقد الآخر هو أن الله قادر وهادٍ وقد قادنا نحو السعادة والنجاح، كما جاء في الآية الـ12 من سورة “ابراهيم” المباركة “وَ مَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَ قَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ”.