أكد خطيب صلاة الجمعة في طهران أن المواجهة الأساسية في زمننا ليست «حرباً تقليدية»، بل «حرباً معرفية وإدراكية».
وأفادت وكالة تسنيم بأن حجّة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري، إمام الجمعة المؤقّت في طهران، قال في خطبتي صلاة الجمعة لهذا الأسبوع، إن التيارات المنحرفة تسعى لنشر مظاهر الانحلال الأخلاقي في المجتمع، موضحاً أن الهدف المركزي لهذه التحركات هو ضرب مؤسسة الأسرة، بوصفها الخلية الأساسية والأكثر حيوية في البناء الإنساني.
وفي جانب آخر من خطبته، دعا حاج علي أكبري المواطنين، في ظل الهطولات المطرية الأخيرة، إلى إظهار شكر هذه النعمة عبر الترشيد وتجنّب الإسراف.
وتطرّق خطيب جمعة طهران إلى لقاء المنشدين الدينيين مع قائد الثورة الإسلامية، قائلاً إن التوجيهات الفاطمية للقيادة الحكيمة قدّمت صورة واضحة عن اصطفاف «جبهة الشيطان» في مواجهة الجبهة الإلهية. وأشار إلى قول قائد الثورة بأن التساؤلات حول احتمال الحرب لا ينبغي أن تزرع القلق في المجتمع، لأن أعداء الجمهورية الإسلامية تلقّوا خلال حرب الـ12 يوماً ضربة قاسية، ولا يملكون القدرة على مواجهة مباشرة.
وأضاف أن سماحة القائد حذّر من أن المعركة الأساسية اليوم ليست «حرباً صلبة»، بل «حرب معرفية وإدراكية»، وهي ساحة تعمل فيها أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الحكومات الأوروبية بكامل إمكاناتها. وتهدف هذه الجبهة، على المدى القصير، إلى إحداث اضطراب ذهني داخل المجتمع الإيراني، وعلى المدى الطويل إلى إحداث تحوّل هويّاتي وتغيير في الأسس الفكرية للشعب. وأكد أن الوعي بهذه الساحة والتنبّه لتحركات الحرب الناعمة هو واجب المرحلة بالنسبة للمجتمع المؤمن والثوري، لأن اصطفاف «جبهة الشيطان» مستمر بقوة، ولا يحصّن المجتمع أمام هذه الحرب إلا التقوى والبصيرة.
وشدّد خطيب جمعة طهران على أن النخب وأصحاب المنابر والإعلاميون والكتّاب يجب أن يحذروا من أن تتحول أدواتهم وخطاباتهم إلى وسائل بيد أعداء الأمة، داعياً إلى تجنّب الانشغال بالقضايا الجانبية التي يخلقها الخصوم.
كما دعا المسؤولين إلى الابتعاد عن افتعال الهامشيات، وإلى عدم الخوف أو الارتهان للضغوط، وتوجيه كل الجهود نحو خدمة الناس وحلّ مشكلات المجتمع. وأشار إلى أن خصوم البلاد يوظفون في المدى القريب كل أدواتهم لبثّ الفوضى الذهنية والنفسية، لكن هدفهم العميق والبعيد هو استهداف الهوية لدى الجيل الشاب.