خطيب صلاة عيد الأضحى في طهران: فلسطين وغزة اليوم تحملان راية المقاومة

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن حجة الإسلام أبوترابي‌ فرد، خطيب صلاة عيد الأضحى في جامعة طهران، ألقى خطبته مهنئًا بهذه المناسبة الجامعة للأمة، مستعرضًا فلسفة الأضحية ودروس قصة إبراهيم (ع) وإسماعيل (ع).

وأشار إلى مكانة النبي إبراهيم (ع) باعتباره “رمز العقلانية والمعرفة والثبات على الصراط المستقيم”، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل من اختبار الأضحية ميدانًا لظهور شخصيتين استثنائيتين كي يقدّما للبشرية أسمى دروس العبودية والتسليم.

وأوضح أن إبراهيم (ع) وإسماعيل (ع) جسّدا، في ذروة التضحية، نموذج “الإدارة الإلهية”، حيث نقل إبراهيم (ع) مهمة الأضحية لابنه بقوله: «إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ»، فرد إسماعيل (ع) دون تردد: «يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ». وهذا هو مقام العبد الصالح الذي يضمن سعادة الدنيا والآخرة.

ورأى أبوترابي‌ فرد أن التسليم لأمر الله هو مفتاح تربية أجيال صالحة، قائلًا: إن إبراهيم (ع)، الذي حطّم الأصنام، أنشأ من خلال هذا الابتلاء شجرة طيبة من الأولياء؛ من إسماعيل وإسحاق إلى يعقوب ويوسف (ع). واليوم، يجب أن تكون الأمة الإسلامية حاملةً لراية هذا الطريق.

واختتم الخطبة الأولى بالدعاء لهداية البشرية وبالتعجيل في ظهور الإمام المهدي (عج)، وختمها بتلاوة سورة “قل هو الله أحد” والصلاة على النبي (ص) وآله الأطهار (ع).

وفي الخطبة الثانية، أشار أبوترابي‌ فرد إلى شخصية الإمام الخميني (رض) بوصفه “تجسيدًا لمن تربى في مدرسة التوحيد لأهل البيت (ع)”، مؤكدًا أن الإمام الراحل، بإحيائه للفكر السياسي الإبراهيمي، أسّس نظامًا أصبح اليوم نموذجًا فريدًا في مواجهة الاستكبار العالمي.

وأوضح أبعاد شخصية الإمام الخميني (رض)، مبينًا أن قوة الإيمان، والمعرفة التوحيدية النقية، والقيام لله، كانت أبرز سماته الإبراهيمية، والتي أحدثت تحولًا كبيرًا في البنى السياسية والاجتماعية للعالم الإسلامي. وأكد أن القوة الناشئة للجمهورية الإسلامية، والتي هي ثمرة هذا الانقلاب، قد غيّرت المعادلات الإقليمية والدولية.

وأشار خطيب صلاة عيد الأضحى إلى صمود الثورة الإسلامية على مدى 45 عامًا في وجه الاستكبار العالمي، مشبّهًا الأمة الإسلامية بالنبي إبراهيم (ع) في ثباته أثناء أصعب الابتلاءات الإلهية، وقال: بفضل نهج الإمام الخميني (قده)، صمدت الأمة الإسلامية في وجه الإجماع الشيطاني لعالم الاستكبار، واليوم، فإن فلسطين وغزة في طليعة هذه المقاومة.

وختم أبوترابي‌ فرد خطبته بالدعاء للشهداء من الدفاع المقدس، ومدافعي العتبات، ومجاهدي المقاومة، وقال: اللهم ثبّت شعب إيران على طريق الولاية وقيادة قائد الثورة، واجعل دماء الشهداء سندًا للنصر النهائي للأمة الإسلامية.