محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة. وعمرو بن الحجاج وقال ما يمنعهاني بن عروة من إتياننا. فقالوا:
ما ندري وقد قيل إنه يشتكي، فقال: قد بلغني ذلك وبلغني إنه قد برء وإنه يجلس على باب داره ولو أعلم أنه شاك لعدته فألقوه ومروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقنا فإني لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب.
فأتوه ووقفوا عليه عشية على بابه، فقالوا: ما يمنعك من لقاء الأمير فإنه قد ذكرك، وقال، لو أعلم إنه شرك لعدته فقال، لهم الشكوى تمنعني فقالوا له: قد بلغه إنك تجلس كل عشية على باب دارك وقد استبطاك والابطاء والجفاء لا يتحمله السلطان من مثلك لأنك سيد في قومك ونحن نقسم عليك إلا ما ركبت معنا فدعا بثيابه فلبسها، ثم دعا ببغلته فركبها حتى إذا دنا من القصر كأن نفسه أحست ببعض الذي كان، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة: يا ابن أخي إني والله لهذا الرجل الأمير لخائف فما ترى! قال: والله يا عم ما أتخوف عليك شيئا ولا تجعل على نفسك سبيلا، ولم يكن حسان يعلم في أي شئ، بعث إليه عبيد الله فجاء هاني والقوم معه حتى دخلوا جميعا على عبيد الله فلما رأى هانيا قال: أتتك بخائن لك رجلا ثم التفت إلى شريح القاضي وكان جالسا عنده وأشار إلى هاني وأشد بيت
(٣٠)
عمرو بن معدى كرب الزبيدي:
أريد حياته ويريد قتلى * عذيرك من خليلك من مراد فقال له هاني: وما ذاك أيها الأمير؟ فقال أيه يا هاني ما هذه الأمور التي تربص في دورك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين، جئت بمسلم بن عقيل وأدخلته في دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك وظننت إن ذلك يخفى على! فقال: ما فعلت؟ فقال ابن زياد:
بلى قد فعلت، فقال: ما فعلت أصلح الله الأمير فقال ابن زياد: على بمعقل مولاي وكان معقل عينه على اخبارهم وقد عرف كثيرا من أسرارهم فجاء معقل حتى وقف بين يديه فلما رآه هاني عرف إنه كان عينا عليه فقال: أصلح الله الأمير والله ما بعثت إلى مسلم بن عقيل ولا دعوته ولكن جائني مستجيرا فأجرته، فاستحيت من رده ودخلني من ذلك ذمام، فضيفته فلما إذ قد علمت فخل سبيلي حتى أرجع إليه.
وآمره بالخروج من دارى إلى حيث شاء من الأرض لأخرج بذلك من ذمامه وجواره فقال له ابن زياد: لا تفارقني أبدا حتى تأتيني به، فقال: لا والله لا أجيئك به أبدا، أجيئك بضيفي حتى تقتله! قال: والله لتأتيني به. قال: لا والله لا آتيك به. فلما كثر الكلام بينهما