مسلم بن عقيل وأمر الحسين عليه السلام وشدد عليه في تحصيل مسلم وقتله رضوان الله عليه فتأهب عبيد الله للمسير إلى الكوفة وكان الحسين عليه السلام قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبا رزين يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته منهم يزيد بن مسعود النهشلي والمنذر بن الجارود العبدي، فجمع يزيد بن مسعود بنى تميم وبنى حنظلة وبنى سعد فلما حضروا قال:
يا بنى تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ فقالوا: بخ بخ أنت الله فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا، قال، فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه فقالوا: إنا والله نمنحك النصيحة نجهد لك الرأي، فقل حتى نسمع فقال: إن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا الا وإنه قد انكسر باب أحد بيعة عقد بها أمرا ظن أنه قد أحكمه وهيهات والذي أراد اجتهد والله ففشل وشاور فخذل وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدعى الخلافة على المسلمين ويتأخر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلة علم لا يعرف من الحق موطئ قدميه، فاقسم بالله قسما مبرورا لجهاده
(٢٦)
على الدين أفضل من جهاد المشركين وهذا الحسين بن عليابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذو الشرف الأصيل، والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف وهو أولى بهذا الأمر لسابقته، وسنه، وقدمه، وقرابته، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، فأكرم به راعى رعية وإمام قوم وحببت لله به الحجة وبلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهذا الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست للحرب في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها وأدرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت فاحسنوا رحمكم الله رد الجواب فتكلمت بنو حنظلة فقالوا: أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا فتحت لا تخوض والله غمرة إلا خضناها ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها ننصرك والله بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت فافعل وتكلمت بنو سعد بن يزيد، فقالوا: يا أبا خالد، إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا أمرنا وبقى عزنا فينا فأمهلنا نراجع المشهورة ونأتيك