أقدم العدو الصهيوني الليلة على تنفيذ عملية توغل في الأراضي اللبنانية، في مؤشر خطير ينذر بسعيه لتصعيد واسع، مستغلاً الصمت الدولي والجمود الداخلي الرسمي إزاء انتهاكاته المستمرة بحق لبنان أرضاً وإنساناً.
ووفق مصادر لبنانية، فقد توغلت اليوم قوة صهيونية من موقع الراهب باتجاه تلة شواط عند أطراف بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان.
وعقب عملية التوغل، شنّت القوات الصهيونية سلسلة غارات جوية على منطقة صافي في مرتفعات إقليم التفاح جنوب البلاد، واستهدفت لاحقاً منطقة وادي عزة، وفق ما أفادت به مصادر لبنانية.
ويأتي هذا التوغل المصحوب بغارات عدوانية بعد سلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ضمن خروقات مستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقت يواصل المجتمع الدولي صمته المريب، فيما يظهر الموقف الرسمي اللبناني ضعيفاً ومتخاذلاً، منغمساً في محاولات نزع سلاح المقاومة بدلاً من حماية الأمن القومي اللبناني والتصدي للتهديدات الحقيقية.
المؤشرات تؤكد أن هذا الانتهاك الصهيوني الخطير يأتي كخطوة محسوبة تهدف إلى فرض واقع ميداني جديد وزيادة الضغط على لبنان ومقاومته.
هذا التصعيد يعكس استراتيجية إسرائيلية ممنهجة تستغل الجمود الرسمي اللبناني والصمت الدولي لتحقيق أهدافها دون رادع، حيث يأتي هذا التطور بعد صمت مريب للمجتمع الدولي والوسيط الأممي والحكومة اللبنانية أمام الاعتداءات السابقة، ما أتاح للعدو فرصة لتعزيز موقفه العدواني.
هذا النمط يجعل الأمر واضحاً أن العدو الإسرائيلي، بدعم مباشر وغير مباشر من القوى الغربية، يحاول استغلال أي ضعف داخلي لإعادة رسم الواقع على الأرض، عبر خروقات متكررة للسيادة وفرض معادلات جديدة تهدد استقرار لبنان والمنطقة.
ويرى خبراء أن هذا التوغل يمثل جزءاً من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد، تهدف إلى رفع مستوى التصعيد إذا استمر الموقف الدولي واللبناني الرسمي كما هو عليه.
وفي السياق ذاته، فإن إصرار الحكومة اللبنانية على تمسّكها بموقفها الواهم بالسلام ومضيّها قدماً في مخطط نزع السلاح، يعطي العدو فرصة أكبر للتصرف بحرية، ويغذي اعتقاده بأنه يستطيع فرض إرادته بالقوة دون مواجهة حقيقية، ما قد يؤدي إلى تراكم الأزمات وارتفاع احتمال التصعيد العسكري الشامل.
وتحذّر التحليلات من أن استمرار تجاهل العربدة الصهيونية، قد يدفع الكيان إلى تنفيذ عمليات أوسع تشمل توغلات برية أكبر، مصحوبة بغارات جوية واعتداءات مكثفة، سيما بعد إقدامه على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القائد الطبطبائي، ما قد يشكّل مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار في لبنان، وتأثيرات إنسانية بالغة على المدنيين الذين قد يجدون أنفسهم عرضة لخطر التصعيد المستمر.
المعطيات السابقة والراهنة تجعل من هذا التوغل مؤشراً على استراتيجية إسرائيلية ممتدة لفرض واقع جديد على الجبهة اللبنانية، ما يجعل الصمت الدولي والخنوع الحكومي اللبناني مدانين بالتواطؤ وإعانة العدو لتمرير مخططاته، ما لم يكن هناك تحرك فوري لممارسة ردع حقيقي يمنع العربدة الصهيونية.