الرئيسية / الاسلام والحياة / أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

* وهنا.. كان هاشم يملأ مكة والجزيرة برا ومجدا وكرما، فهو الذي يطعم الحجيج، ويحمي الذمار، ويرسل قوافله إلى الشام وإلى اليمن لتعود موقرة بالخير والرزق للناس، حتى قال فيه شعراء قريش يومئذ:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما * سفر الشتاء ورحلة الأصياف بينما عبد شمس مزمع أسفار دائما لا يحمل تجاه قومه ما يجب من تبعات..
* وهنا… شهدت مكة ذات يوم أروع منجزاتها الأخلاقية والسياسية يوم أقرت كل قبائلها (حلف الفضول).. ذلك الحلف كان مضمونه وفحواه أن ترد الحقوق إلى أهلها، وألا ينتصر ظالم على مظلوم، وأن يضحي المشتركون فيه بحياتهم إذا تعرضت العدالة لخطر..!!!
ومن عجب أن كل قبائل قريش وبطونها، اشتركت يومئذ في هذا الحلف ما عدا بنو عبد نوفل.. وبنو عبد شمس آباء الأمويين..!!
* وهنا يستطيع (الحسين) أن يمد بصره فيرى الدار التي عاش فيها وبزغ منها جده العظيم (محمد رسول الله) هاتفا بكلمة الله، حاملا معوله الرشيد في وجه وثنية الحجر.. ووثنية البشر..!!
ويستطيع أن يمد بصره، فيرى (زمزم) التي حفرها جده (المطلب) امتثالا لرؤيا صادقة، والتي كانت لقريش حياة وريا، وصارت للمسلمين تراثا ومنسكا..
ويستطيع أن يمد بصره فيرى الدور التي خرج منها مهديون أبرار، آمنوا بالرسول وآزروه في دعوته ووحدته، وفي مقدماتها دار أبي بكر.. ثم يرى الدور التي خرج منها أولئك الذين سخروا من دعوته، واضطهدوا أهله وصحبه، وفي مقدمتها دار أبي سفيان..!

(٧٥)

* وهنا.. يستطيع أن يرى ويسمع الأصداء الصادقة الباهرة لصوت جده (أبي طالب) وهو يقول للرسول:
(يا ابن أخي، ادع إلى سبيل ربك ما شئت، فوالله لا أسلمك إليهم أبدا..).
ثم يقف إلى جواره كالطود مضحيا براحته، وأمنه ومكانته بين قومه..
كما يسمع الأصداء الصادقة الباهرة لصوت جدته (خديجة) وهي تقول للرسول:
” والله لا يخزيك الله أبدا)…
ثم تنهض إلى جواره في وجه قريش واضعة كل ثرواتها وجاهها في خدمة الدين الحق الجديد..
* وهنا.. يسمع الحسين بكل سمعه وقلبه كلمات جده الرسول الكريم التي تركها للتاريخ الإنساني بأسره قدوة ونبراسا وهدى:
(.. والله، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يقضيه الله، أو أهلك دونه)..!!
أجل.. هنا سيسمع الحسين صداها.. ويتراءى له المشهد، فيفجر في نفسه بأسها، ونضالها، وتقاها..!!
ولسوف يسأل نفسه: ما هذا الأمر الذي رفض جده النبي أن يتخلى عنه ولو أوتى الشمس والقمر وما بينهما..؟؟
ويجيبه قلبه: إنه كلمة الله ودينه.
ويعود يسأل نفسه: وأين دين الله اليوم، ومن الذي يحمل لواءه..؟؟

(٧٦)

ويجيبه الواقع: إن دين الله اليوم في محنة، إنه يتحول إلى ملك عضوض.. وإن الذي يحمل لواءه اليوم طاغية عربيد اسمه، يزيد..!!
يعود يسأل نفسه: وما المصير..؟؟
ويجيبه وعيه ورشده: المصير عودة الجاهلية وسيادة الوثنية، ودنو ساعة هذه الأمة حيث يرجع كل ما بنت وشادت ترابا في تراب..!!
ألم يقل جدك الرسول عليه السلام:
(إذا وسد الأمر لغير أهله، فانتظر الساعة).
فها هو ذا قد وسد لغير أهله.. بل لشر أهله!!
ويعود سائلا نفسه: وما واجبي الآن؟..
ويجيبه ضميره: المقاومة، الآن، وأبدا.. حتى يفوز الحق، أو تهلك دونه،..!!
على هذا النحو، لا بد أن يكون (الحسين) قد أدار خواطره وتفكيره..
وفي رأينا أن كل حوافز الثورة على هذا الضلال كانت كامنة في وعيه ووجدانه، وكانت وليدة إدراكه السديد لحق الدين عليه واستعداده للتضحية في سبيله.
وليست نتيجة لموقف أهل الكوفة الذين أرسلوا إليه كتبهم ووفودهم يدعونه إليها ليبايعوه، وليسيروا تحت لوائه إلى مقاومة يزيد.
أجل.. ما كان (الحسين) ليدع دين الله ودنيا الناس ألعوبة في يد يزيد..
بل كان سيبشر بالمقاومة، ويخلق ظروفها المواتية، ثم يضرب ضربته العادلة.

(٧٧)

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

……

……

 

قادتنا كيف نعرفهم (١)

١٣ جمادي الأوّل – شهادة الصديقة السيدة الزهراء(عليها السلام)

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 7

نفحات من القران

الوجيز في علوم القرآن

علوم القرآن محاضرات القاها حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره

في رحاب الملحمة الحسينية 14 عبد الستار الجابري

أعرف علاقاتك – Ali Jaafar

منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد

موسوعة طبقات الفقهاء

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

كتاب نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي

فاسألوا أهل الذكر – الدكتور محمد التيجاني

شبهات وردود – السيد سامي البدري -7

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

الروض الفسيح في بيان الفوارق بين المهديّ و المسيح

الأذان بين الأصالة والتحريف – للسّيّد علي الشهرستاني

مأساة الزهراء عليها السلام

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 19

ثواب الأعمال – الشيخ الصدوق

“ثلاثة يُدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمامٌ عادل، وتاجرٌ صدوق، وشيخٌ أفنى عمره في طاعة الله”-8

الكبائر من الذنوب

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي

المرأة مع النبي (صلى الله عليه واله) في حياته وشريعته – الشهيدة بنت الهدى

صدام يا عار العروبة يالئيم

قصيدة فيلسوف الشرق محمد إقبال اللاهوري الشهيرة في مدح الزهراء (سلام الله عليها).. هي بنت من؟

خمسة أقمارٍ من الســماء أنزلها الله إلى الكــــــــساء

إن مات محمد (صلى الله عليه وآله)

المبعث الشريف

كامل الزيارات :الباب (1) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين

قضاء حقوق المؤمنين

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

شاهد أيضاً

جامع السعادات – محمد مهدي النراقي – ج ١

وأفكارك (16) وسيظهر لك من كل حركة فكرية أو قولية أو عملية صورة روحانية، فإن ...