الرئيسية / مقالات متنوعة / في الظاهر قوات أمريكية قادمة إلى الشرق والخفي القوات تنسحب ما الخطب

في الظاهر قوات أمريكية قادمة إلى الشرق والخفي القوات تنسحب ما الخطب

حيدري نظر

سؤال يحمل طابعًا غامضًا وذكيًا، ويبدو أنه يشير إلى تباين بين ما يُعلن وما يحدث على أرض الواقع بخصوص التحركات العسكرية الأمريكية — مثل أن هناك أخبارًا عن وصول قوات إلى الشرق الأوسط، بينما فعليًا هناك انسحاب أو تقليص للقوات.

تحليل محتمل للعبارة:

  • “في الظاهر”: هناك رواية إعلامية أو سياسية عن تعزيز وجود القوات الأمريكية في المنطقة.

  • “في الخفي”: الواقع ربما يُظهر انسحابًا تدريجيًا أو إعادة تموضع للقوات.

  • “ما الخطب؟”: تساؤل استنكاري أو محاولة لفهم التناقض أو التضليل الظاهر.

تفسيرات محتملة:

  1. حرب نفسية أو تضليل إعلامي: قد تُظهر أمريكا وجودًا متزايدًا لتوجيه رسائل ردع (لإيران، مثلاً)، بينما تخفض بالفعل تواجدها العسكري.

  2. إعادة تموضع وليس انسحابًا تامًا: يمكن أن تُنقل القوات من قواعد في دولة إلى أخرى، مما يبدو انسحابًا من جهة وانتشارًا في جهة أخرى.

  3. خداع استراتيجي: أحيانًا تُعلن تحركات وهمية لتضليل الخصوم.

  4. تغيير في الاستراتيجية الأمريكية: إدارة بايدن مثلاً تميل إلى تقليص التواجد المباشر واعتماد أدوات أخرى مثل الطائرات المسيّرة والقوات الخاصة.

    في مشهدٍ غير مسبوق، تتسارع عمليات إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق، والبحرين، والكويت، بينما البنتاغون في حالة استنفار قصوى، يضع كل ثقله خلف احتمالية إخلاء عاجل لسفارته في بغداد. فـ”رويترز” و”أسوشيتد برس” و”أكسيوس” و”بوليتيكو” و”فوكس نيوز” تتحدث بلغة الطوارئ ذاتها: السفارات الأمريكية تغلق أبوابها، والموظفون يغادرون، والأهبة العسكرية تستنفر.

     

    أما القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، فتُرجئ شهادة قائدها أمام الكونغرس بسبب ما وصف بأنه “تطور خطير في الوضع الإقليمي”؛ فأي تهديدٍ داهمٍ هذا الذي أجّل الشهادات وأطلق قرارات الإجلاء المتتالية؟

     

    مؤشرات الحرب لا لبس فيها.. وجبهات الاشتعال تتعدد

    الإشارات المتلاحقة تُجمع كلها على أن شيئًا ضخمًا يُحضّر. فالإدارة الأمريكية، على لسان مسؤوليها، تقول إنها “تراقب احتمالية اندلاع اضطرابات إقليمية” وتُصرّ على أن سلامة الجنود والدبلوماسيين في الشرق الأوسط باتت “أولوية قصوى”.

     

    مصدر حكومي عراقي حاول التقليل من الحدث بالقول إن “الأوضاع في بغداد مستقرة”، لكن التحركات الأمريكية تشمل أكثر من سفارة، وأكثر من دولة، وأكثر من ميدان. إذن، فالأمر لا يتعلق بالعراق وحده، بل بما هو أوسع وأخطر: المنطقة كلها على حافة الانفجار.

     

    إيران تتقدم سياسيًا.. وترفض الإملاءات الأمريكية

    بالتوازي مع الانسحابات الأمريكية، يعلو الصوت الإيراني بثبات وثقة. فبعثة طهران في الأمم المتحدة تصف السلوك الأمريكي بأنه “نزعة عسكرية تؤجج عدم الاستقرار”، وتؤكد أن “الدبلوماسية، لا القوة، هي السبيل الوحيد”.

    أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فذهب أبعد من ذلك. في خطاب ناري، رفض الهيمنة الأمريكية صراحة، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عن برامجها النووية “لتتفرّد إسرائيل بالقنابل”. وقالها بوضوح: “لا علاقة لأمريكا وبريطانيا بالقضايا الداخلية لبلدنا، وبوحدتنا سنُفشل مساعيهم”.

    المشهد من الأعلى: هل تتجه المنطقة إلى مواجهة شاملة؟ وفقًا للمعطيات الميدانية وفي تحليل منطقي للموقف الأمني والسياسي الناشئ والذي يشير إلى ثلاثة محاور تترابط بقوة:

    1. عمليات المقاومة في غزة واليمن أربكت الكيان الصهيوني وأظهرت هشاشته، ما دفع الولايات المتحدة إلى رفع مستوى الاستنفار.

     

    1. الإحباط الأمريكي من فشل الضغط على إيران، خصوصاً في الملف النووي، وغياب آفاق التفاوض في ظل تمسك طهران بحقوقها.

     

    1. الارتباك الأمريكي في التعامل مع تعدد الجبهات، من البحر الأحمر إلى مضيق هرمز، ومن غزة إلى جنوب لبنان، ما يشير إلى عجز واشنطن عن تحمل حرب طويلة الأمد.

     

     

    فوهة البركان.. هل نكون على بعد أيام من الانفجار الكبير؟

    ومن خلال قراءة متأنية لما بين السطور؛ يتبين أنها تكشف شيئاً أبعد من مجرد “احتياطات أمنية”؛ فقرارات الإجلاء، تأجيل الشهادات أمام الكونغرس، الإذن بمغادرة عائلات الجنود، والاستنفار العسكري، كلها ليست مجرد “سحابة صيف”؛ إنها مقدمات كلاسيكية للحرب، وفق تقاليد القرار العسكري الأمريكي.

    وفي الوقت الذي يبدو فيه الكيان الصهيوني مختنقاً، والولايات المتحدة تُقلّص وجودها وتتهيأ للأسوأ.

    إقرأ المزيد

شاهد أيضاً

الإمام الخامنئي: على الكيان الصهيوني أن ينتظر عقاباً شديداً

قال قائد الثورة الإسلامية في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران: “لقد أعدّ الكيان الصهيوني بهذا ...