الرئيسية / مقالات متنوعة / الشيعة في سجون الحاكم من زمن معاوية إلى زمن صدام،بالتواريخ

الشيعة في سجون الحاكم من زمن معاوية إلى زمن صدام،بالتواريخ

حيدري نظر

الشيعة في سجون الحاكم من زمن معاوية إلى زمن صدام،بالتواريخ

تاريخ الشيعة في السجون العراقية يمتد على مدار قرون من القمع السياسي والطائفي، بدءًا من العهد العثماني مرورًا بالملكية والجمهورية ثم وصولًا إلى نظام صدام حسين. فيما يلي عرض زمني لأبرز المحطات المرتبطة باعتقال وقمع الشيعة في العراق، مركزًا على الحقبة من بداية القرن العشرين وحتى سقوط نظام صدام حسين عام 2003:

 العهد العثماني (حتى 1917)

قبل 1917:

كانت الدولة العثمانية تنظر إلى المرجعيات الشيعية في النجف وكربلاء بعين الريبة، خاصةً مع تنامي المدّ القومي والفكري.

اعتقالات محدودة ومحاصرة لنشاط علماء الشيعة وخاصة المرتبطين بالثورات ضد الدولة العثمانية.

 الاحتلال البريطاني وبدايات الدولة الملكية (1917–1958)

1920: ثورة العشرين بقيادة علماء الشيعة، وردّت بريطانيا بحملة قمع واسعة، سجن خلالها عدد من رجال الدين والمجاهدين.

1921–1958 (العهد الملكي):

استُبعد الشيعة إلى حد كبير من مراكز القرار.

اعتقالات لعدد من النشطاء الإسلاميين الشيعة، خصوصًا في الخمسينيات مع تصاعد حركة حزب الدعوة والنشاط الإسلامي.

 

الجمهورية الأولى (1958–1968)

1958: انقلاب عبد الكريم قاسم، وشهد بداية انفتاح جزئي.

لم تشهد هذه الفترة قمعًا طائفيًا منظمًا، لكن الحزب الشيوعي كان هو المسيطر.

1963: انقلاب البعث الأول (انقلاب رمضان) بقيادة عبد السلام عارف:

قمع واسع لحزب الدعوة وتنظيماته الشيعية.

سجن وإعدام العديد من الكوادر الإسلامية الشيعية.

 نظام البعث (1968–2003) وخاصة في عهد صدام حسين

1970s:

تأسيس حزب الدعوة الإسلامية علنيًا أدى إلى صدام مباشر مع النظام.

1974–1979: حملة اعتقالات موسعة ضد كوادر الحزب، شملت:

اعتقال مفكرين إسلاميين مثل الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

إعدامات واسعة لأعضاء الحزب.

1980:

إعدام السيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى (9 نيسان 1980).

حظر حزب الدعوة رسميًا.

الآلاف من الشيعة اتُهِموا بالانتماء لحزب الدعوة وأُعدموا أو سُجنوا.

1980–1988 (خلال الحرب العراقية الإيرانية):

حملة “تطهير طائفي” غير معلنة.

اعتقال مئات الآلاف من الشيعة بتهم “الولاء لإيران”.

ترحيل عشرات الآلاف من العراقيين الشيعة من أصول إيرانية إلى إيران.

اعتقال رجال دين وأساتذة وطلاب من الحوزات.

1991 (انتفاضة شعبان / الانتفاضة الشعبانية):

بعد حرب الخليج الثانية، انتفضت المحافظات الشيعية.

رد النظام:

قمع دموي، عشرات الآلاف قُتلوا، عشرات الآلاف سُجنوا.

معتقلات مثل “أبو غريب”، “نقرة السلمان”، و”سجن الرضوانية” كانت مليئة بالمعتقلين الشيعة.

دفن جماعي للمعتقلين الذين تم تصفيتهم، وما زالت المقابر الجماعية تُكتشف حتى اليوم.

1991–2003:

استمرار سياسة الإذلال والقمع الطائفي.

اعتقال رجال الدين، منع الشعائر الدينية، وملاحقة من يحيي مناسبات عاشوراء أو الأربعين.

اعتقال وسجن المئات بسبب مجرد زيارة كربلاء مشيًا على الأقدام.

بعد 2003 (سقوط نظام صدام):

اكتُشفت مقابر جماعية قرب النجف وكربلاء والديوانية والسماوة تضم جثث آلاف المعتقلين الشيعة الذين أُعدموا سرًا.

أبرز السجون المستخدمة ضد الشيعة في عهد صدام:

سجن أبو غريب

سجن الرضوانية

سجن نقرة السلمان (في السماوة)

سجون سرية داخل وزارة الداخلية وأجهزة الأمن العام

الشيعة في السجون من زمن حكومة معاوية بن أبي سفيان

نعم، يُعتبر زمن معاوية بن أبي سفيان (ت 60 هـ) من الفترات التي شهدت بدايات التضييق والاضطهاد السياسي والديني على أتباع علي بن أبي طالب، الذين يُعرفون لاحقاً بالشيعة.

أبرز ملامح التضييق على الشيعة في عهد معاوية:

1. القمع السياسي والمعنوي:

بعد صلح الإمام الحسن مع معاوية سنة 41 هـ (ما يُعرف ببداية “عام الجماعة”)، بدأ معاوية بإحكام قبضته على الحكم، وكان من أهم ما سعى إليه هو إخماد أي معارضة، خاصة من شيعة علي.

كثير من الشخصيات المعروفة بتشيعها لعلي، مثل حُجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي، تعرضوا للاضطهاد، وبلغ ذلك حد القتل، حتى بدون محاكمة عادلة.

2. إدخال سياسة سبّ عليّ على المنابر:

معاوية أمر بأن يُلعن الإمام علي على المنابر، وهو أمر وثقته مصادر عديدة سنية وشيعية (مثل: مسلم في صحيحه – باب فضائل علي، والطبري في تاريخه)، وكان هذا شكلاً من أشكال القمع النفسي والمعنوي لشيعة علي.

هذه السياسة زادت من استهداف كل من يُظهر الولاء لعلي.

3. الرقابة والاعتقال:

استخدم معاوية جهازاً استخباراتياً واسعاً لرصد أي نشاط معارض.

كثير من أتباع علي تعرضوا للاعتقال أو الإبعاد أو المراقبة.

4. تهميش الكوفة:

الكوفة كانت مركزاً للشيعة، ولذلك تم التضييق على أهلها بشكل خاص، خصوصاً بعد تعيين ولاة مثل زياد بن أبيه الذي عرف بقسوته تجاه الشيعة.

مصادر تاريخية تؤيد هذا:

الطبري – تاريخ الأمم والملوك

ابن الأثير – الكامل في التاريخ

اليعقوبي – تاريخ اليعقوبي

نهج البلاغة (رغم أنه ليس تاريخياً بالمفهوم الحديث، إلا أنه يعكس الخطاب السياسي لعلي وأثره لاحقاً)

الأحاديث في صحيح مسلم ومسند أحمد التي تشير إلى قضية لعن علي

نعم، يمكن القول إن عهد معاوية بن أبي سفيان شكّل بداية منظمة للاضطهاد السياسي والديني ضد شيعة علي، وقد شمل ذلك الاعتقالات، القتل، النفي، والتضييق الإعلامي والديني، مما ترك أثراً عميقاً في ذاكرة وتاريخ التشيع.

الشيعة في زمن مسلم بن عقيل في السجون لذلك لم ينصروه

نعم، يمكن القول إن بعض الشيعة في زمن مسلم بن عقيل كانوا في السجون أو مضطهدين، لكن الصورة أكثر تعقيدًا من مجرد حصرهم جميعًا في السجون.

الخلفية التاريخية:

عندما أرسل الحسين بن علي مسلم بن عقيل إلى الكوفة عام 60 هـ لجمع البيعة من أهلها، وجد في البداية تأييدًا واسعًا من شيعة الكوفة، ويُقال إن عشرات الآلاف بايعوه.

إلا أن الأوضاع انقلبت بعد أن عيّن يزيد بن معاوية عبيد الله بن زياد واليًا على الكوفة. بدأ الأخير بحملة قمع شديدة:

استخدم الترهيب والاعتقالات.

وزّع الجواسيس.

سجن عددًا من وجهاء الشيعة وأنصار الحسين.

هدد الناس وقطع صلاتهم بمسلم بن عقيل.

النتيجة:

كثير من شيعة الكوفة في سجون الطواغيت حجبوا عن نصرة مسلم، بعد أن كان معه آلاف، لم يبقَ معه في النهاية إلا عدد قليل.

فشل مسلم في ثورته وقُتل، ثم قُتل هانئ بن عروة وغيره من الداعمين له.

لم يكن كل الشيعة في السجون، لكن الكثير من القادة والناشطين منهم سُجنوا أو قُتلوا أو أخفوا ولاءهم لأجل نصرت الإمام الحسين عليه السلام.

 المصادر التاريخية توثّق هذا بتفصيل، يمكن الرجوع إلى كتب مثل:

تاريخ الطبري.

أنساب الأشراف للبلاذري.

الإرشاد للشيخ المفيد.

شاهد أيضاً

الإمام الخامنئي يحذر من التدخل العسكري الأمريكي في الحرب

أكد قائد الثورة الإسلامية، في بيان تلفزيوني موجه إلى الشعب الإيراني أنه على الأمريكيين أن ...