الرئيسية / أضواء اليمن / السيد الحوثي: السياديّون الحقيقيون هم من يحمون الأوطان ويقفون بوجه المعتدي

السيد الحوثي: السياديّون الحقيقيون هم من يحمون الأوطان ويقفون بوجه المعتدي

قائد أنصار الله لرئيس الحكومة اللبنانية: تخضع للإملاءات “الإسرائيلية” ثم تواجه أيّ مواقف متضامنة مع بلدك كأنك سيادي!

أكّد قائد حركة أنصار الله؛ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ “العدو “الإسرائيلي” يواصل انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أيّ اعتبار للضامنين الدوليين. والخروقات الصهيونية في لبنان هي عدوان بكل ما تعنيه الكلمة”.

وأضاف السيد الحوثي، في كلمته الأسبوعية حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، الخميس 14 آب/أغسطس 2025: “كان الشيء الطبيعي جدًّا والفطري في نطاق المسؤولية أنْ يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسَّساتها هو السعي إلى إيقاف العدوان “الإسرائيلي” الذي يشكِّل خطرًا على لبنان”، مؤكّدًا أنّ “إعلان الحكومة اللبنانية خضوعها وتبنّيها للورقة الأميركية المتضمِّنة للإملاءات “الإسرائيلية” خيانة للبنان وتفريط بسيادته وإساءة للشعب اللبناني، وهذه مسألة واضحة وعلنية”.

“لا قرار لبنانيًّا رسميًّا بمواجهة العدو”

كما أكّد أنّ “الورقة الأميركية ليست في مصلحة لبنان، وإنَّما هي خطر عليه وتهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية، وأنْ يتحول دور الحكومة اللبنانية كشرطي “للإسرائيلي””، مشيرًا إلى أنّ “تبنّي الورقة الأميركية ليس قرارًا لبنانيًّا وليس حرًّا ولا مسؤولًا، ويجب النظر إليه دائمًا على أنّه قرار “إسرائيلي” – أميركي”.
 

وأردف السيد الحوثي قائلًا: “لا يجوز أبدًا الخنوع للقرار “الإسرائيلي” الأميركي لمجرد أنّ الحكومة اللبنانية تبنَّته بحجَّة الضغوط. العدو “الإسرائيلي” يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه. ومن الواضح لكل الناس أنّ الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو “الإسرائيلي””.

وفي حين رأى أنّه “لن يصدر أيّ قرار سياسي من الجهات الرسمية في لبنان يقضي بمواجهة العدو “الإسرائيلي”، والواقع يثبت ذلك”، ذكَّر السيد الحوثي أنّه “لأكثر من 40 عامًا والعدو “الإسرائيلي” في حال اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه. ومحطات التحرير كانت على أيدي المجاهدين والمقاومة اللبنانية”.

وأوضح أنّه “من الآن فصاعدًا، الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أنْ يُوجَّه له قرار سياسي رسمي بمواجهة “إسرائيل””، معتبرًا أنّ “المصلحة للبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عامًا”.

وقال السيد الحوثي: “من الخير للبنان أنْ تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي لا أنْ تُحارَب من قوى ومكوِّنات موالية للعدو “الإسرائيلي”. التوجُّهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو “الإسرائيلي” ومُلَبِّية لإملاءاته، وهذا شيء مُخْزٍ بكل ما تعنيه الكلمة”.

وواصل قوله: “العدو “الإسرائيلي” يسعى إلى تجريد لبنان من سلاحه الذي يحميه؛ لأنّه يريد أنْ يبقى لبنان مستباحًا له، وأنْ يتخلَّص من العائق الحقيقي أمامه. والشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس في ما يتعلَّق بالحكومة اللبنانية أنّها تُظهِر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان. فالحكومة اللبنانية تطلق على من يساند لبنان عسكريًّا وسياسيًّا تدخُّلًا في شؤون اللبنانيين، وتردُّ بنبرة عالية وصوت جريء. في المقابل، نرى الحكومة اللبنانية في حال خضوع مُسيء وذل أمام ما يفعله العدو “الإسرائيلي” من جرائم واعتداءات”.

وبيّن أنّ “ما يفعله الأميركي و”الإسرائيلي” في لبنان أكثر من مسألة تَدخُّل، فهو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامَّة للسيادة اللبنانية”.

وخاطب قائد أنصار الله شعوب الأمة والشعب اللبناني بقوله: “المشكلة ليست سلاح المقاومة؛ هذا سلاح يحميكم ويدافع عنكم، عن حريتكم، عن شرفكم، عن استقلالكم. مشكلة أمتنا هي في السلاح الذي بِيَد العدو “الإسرائيلي” الذي يقتل الأطفال والمدنيين ويدمِّر منازلكم ويحتل أوطانكم وينهب ثرواتكم”.

“نواف سلام يتبنَّى المنطق “الإسرائيلي””

وتوجّه إلى رئيس الحكومة اللبنانية؛ نواف سلام قائلًا: “من اللؤم أنْ تتبنَّى المنطق “الإسرائيلي”، وأنْ تخضع للإملاءات “الإسرائيلية”، ثم تواجه أيّ مواقف للتضامن مع بلدك كأنك سيادي! يا من تخضع للإملاءات “الإسرائيلية” وتتبنّاها ضد شعبك وضد أحرار شعبك أنت لست سياديًّا”.

وأضاف: “الموقف العام على مستوى شعوب أمتنا وعلى المستوى الرسمي في بلداننا ينبغي أنْ يكون تجاه السلاح “الإسرائيلي” والتسليح للعدو “الإسرائيلي”، وينبغي أنْ نصرخ في وجه كل الدول التي تزود العدو “الإسرائيلي” بالسلاح، وهذا له أثره لدى بعض الدول الغربية”.

ورأى أنّ “خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات “الإسرائيلية” والأميركية دليل كاف وبرهان قاطع على أنّ الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان”، جازمًا بأنّ “نواف سلام شاهد زور على الإبادة”.

وتساءل: “إذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأميركي و”الإسرائيلي” فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟”.

ونبّه إلى أنّ “العدو يسعى إلى أنْ يتقبَّل اللبنانيون المؤامرة؛ لأنّها أمر أميركي ومطلب “إسرائيلي”، ولا بد من تنفيذه ولا تجوز مخالفته”.

“العدو يخادع العالم بإلقاء المساعدات”

وتناول السيد الحوثي “جريمة التجويع” الصهيونية لأهل قطاع غزة، واصفًا إياها بأنّها “من أقبح وأسوأ جرائم العدو “الإسرائيلي” في غزة”، مشيرًا إلى أنّ العدو “الإسرائيلي” يحاول أنْ يخادع العالم ويوهمه “بأنّه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدفه”.

وجزم بأنّه “لو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة من إلقاء المساعدات جوًا لما توافر منها خلال 8 أشهر ما يقابل يومًا واحدًا ممّا يدخل عبر المعابر المغلقة”، مذكِّرًا بأنّ “العدو “الإسرائيلي” احتجز الشاحنات على أبواب المنافذ حتى انتهت صلاحيتها ثم يسمح بدخول القليل منها؛ بما لها من أضرار على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف: “لا يزال هناك شهداء يوميًّا من التجويع، وهناك كلّ يوم ارتقاء المزيد من الشهداء ولا سيَّما من الأطفال الأكثر تضرُّرًا والأقل تحمُّلًا. مصائد الموت الأميركية “الإسرائيلية” لا تزال تُقدِّم وجبات القتل باستمرار في كل يوم”، فـ”العدو “الإسرائيلي” قتل حشودًا بأكملها بالرصاص في أثناء تجمُّعات المواطنين في نقاط التوزيع”، بحسب السيد الحوثي.

ولفت الانتباه إلى أنّ “حقيقة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو “الإسرائيلي” في قطاع غزة فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية”، مبيّنًا أنّ “جرائم العدو “الإسرائيلي” شاهد على أنّه قد بلغ حد التجرُّد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية، وأنّه لا يعترف بشرع إلهي ولا بقوانين ولا بمواثيق ولا بحقوق ولا بأعراف”.

وأكّد أنّ “العدو “الإسرائيلي” يستهدف جيلًا كاملًا من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهذا يتم توصيف الجرائم بالإبادة الجماعية”.

وتحدّث السيد الحوثي عن “الضجة القائمة تجاه الجرائم “الإسرائيلية” في قطاع غزة”، فبينما قال، إنّ “بعض الدول ومنها ألمانيا أعلن عن تعليق إمداد العدو بالأسلحة”، تساءل: “ماذا لو كان التَحرُّك كبيرًا في واقع أمتنا رسميًّا وشعبيًّا ومعه قرارات سياسية واقتصادية؟ لكانت ستشكل ضغطًا على المجتمعات الغربية”.

وحذّر من أنّ “امتلاك العدو “الإسرائيلي” للسلاح خطر على المجتمعات البشرية وخطر على الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي”.

وفيما نبّه إلى أنّ “العدو “الإسرائيلي” حين يستهدف الإعلاميين فهو لا يريد للحقيقة أنْ تصل إلى الناس في مختلف أنحاء العالم”، أشار إلى أنّ “العدو “الإسرائيلي” لم يُبْقِ شيئًا من الجرائم بأشكالها وأصنافها إلّا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وتابع قوله: “الأعداء الصهاينة يريدون أنْ يقتلوا أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة بكل أشكال ووسائل الإبادة. قادة الصهاينة وزعاماتهم “الدينية والروحية” جميعهم في حال رهيبة جدًّا من النزعة الإجرامية التي هي بالنسبة إليهم فكر ومعتقد وثقافة. جرائم الصهاينة تُجسِّد حقيقة ما هم عليه من الفكر والثقافة، وبالتالي هم خطر حقيقي على شعوب أمتنا”.

وحذّر السيد الحوثي من أنّ “الخطر الأكبر على أمتنا هو في التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو وفي التقبُّل للصورة “الإيجابية” التي يقدِّمها الموالون له”، قائلًا: “يجب على أمتنا وبالذات العلماء والمثقفون والمعلمون والخطباء أنْ يرسِّخوا في أوساط أمتنا قدسية المسجد الأقصى”.

كما ذكَر أنّ “العدو “الإسرائيلي” يشتغل في اتجاه معاكس لفصل ارتباط الأمة بكل ما هو مهم لها من مبادئ إسلامية، والأعداء الصهاينة يستمرّون في اقتحام المسجد الأقصى في مساعي التهويد، ويركزون على رفع الأعلام “الإسرائيلية” في باحاته”.

وتطرّق قائد أنصار الله إلى “الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، وما يفعله العدو بالمخيمات الكبرى وبتهجير أهلها”، مضيفًا أنّ “العدو “الإسرائيلي” في حال استهداف مستمر للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ويُنشِئ المزيد من البؤر الاستيطانية على أراض مغتصَبة”.

واعتبر أنّ “شعار “الموت للعرب” شعار “إسرائيلي” منذ بداية الاحتلال، وهم يهتفون به في مناسباتهم وتجمُّعاتهم، وهذا توجُّههم العملي والسياسي ومشروعهم الصهيوني”، موضحًا أنّ “الأعداء يريدون أنْ تكون الأمة ذليلة خانعة لهم، وأنْ يستعبدوها بكل ما تعنيه كلمة استعباد”.

وتابع: “السعي إلى تجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر “الإسرائيلي” هو أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا. ولا بأس عند “الإسرائيلي” والأميركي أنْ يقتني بعضٌ من أبناء أمتنا السلاح على أساس خدمتهم ولقتال من يعاديهم”.

“عملاء يُصوِّرون للناس “مشكلة السلاح””

وإذ أكّد أنّ “من يسعى إلى إثارة الفتن تحت العناوين الطائفية والمناطقية وغيرها إنما يخدم العدو “الإسرائيلي””، لفت الانتباه إلى أنّ “المغفَّلين والجاحدين والعملاء يُصوِّرون للناس أنّ المشكلة هي في السلاح الذي بِيَد أحرار الأمة وشرفائها”، مشدّدًا على أنّ “السياديّين الحقيقيين هم من يحمون الأوطان ويقفون بوجه المعتدي”.

وأضاف أنّ “الأميركي و”الإسرائيلي” والبريطاني يسعون إلى تحويل دور حكومات وجيوش وأجهزة أمن بلداننا إلى تنفيذ الأوامر والتوجيهات الأميركية و”الإسرائيلية”. وقال: “تثبيت السيطرة الأميركية و”الإسرائيلية” على أمتنا ينتج عنها أنْ تخسر الأمة حريتها واستقلالها ومصالحها الكبرى”.

وفيما أشار إلى أنّ “السلطة الفلسطينية تعاونت مع العدو “الإسرائيلي” في قتل المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني وفي اختطافهم”، حذَّر السيد الحوثي من أنّ “الانسياق وراء المخطط الصهيوني كارثة رهيبة على شعوبنا في الدين والدنيا وخسارة مطلقة شاملة”.  
 

وتوقّف عند تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو حول “”إسرائيل” الكبرى”، فوصفها بأنّها “استهانة بكل الأمة والصهاينة”، موضحًا أنّ الصهاينة “يتحرَّكون في مشروعهم انطلاقًا من ثقافتهم وسياستهم”، مبيّنًا أنّ “المخطط الصهيوني يهدف إلى إقامة “إسرائيل الكبرى” في مقابل تفكيك الأمة وإذلالها وإخضاعها بالمطلق لهم”.

وتساءل السيد الحوثي: “خطوة النرويج في المقاطعة الاقتصادية (للكيان الصهيوني)؛ ما الذي يقابلها عند العرب؟”، معتبرًا أنّ “هذه مفارقات عجيبة ومحزنة ومؤسفة”، قائلًا: “صندوق الثروة النرويجي يقاطع العدو “الإسرائيلي” اقتصاديًّا فيما تتجه مصر العربية لعقد أكبر صفقة في تاريخها مع العدو في الغاز. وفي مقابل مقاطعة النرويج للعدو يحرّك النظام السعودي سفينته “بحري ينبع” لتنقل السلاح للعدو “الإسرائيلي””، متسائلًا: “أين مواقف الجامعة العربية مقابل مواقف بعض الدول الأجنبية في مقاطعة العدو؟”.

ولفت الانتباه إلى أنّ “الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تمنع هتاف “الموت لـ”إسرائيل”” للتعبير عن العداء للكيان الصهيوني الذي بدأ بالعداء والحقد والظلم والإجرام، واستهدف أمتنا ودينها ومقدَّساتها”.

وختم السيد الحوثي كلمته بالقول: “هناك أهمية كبرى لدى شعوب أمتنا للتصدّي لكل أبواق الصهيونية وأقلامها وعملائها الذين يحاولون أنْ يخضعوا الأمة وأنْ يشوهوا كل موقف صحيح”. كما دعا اليمنيين إلى “الخروج المليوني العظيم يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات”.

شاهد أيضاً

ما هي أنواع الفيتامينات

فيتامينات تذوب في الدهون فيتامين (أ): يبني العظام، ويحافظ على سلامة الأسنان، والأغشية المخاطية، ويحمي ...