کل فصل دراسي في الحوزة “خندق للدفاع عن العقائد”

وكالة أنباء الحوزة – في حفل تدشين البرنامج الإلكتروني لمجموعة مؤلفات آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني (الإصدار الرابع) – الذي أنتجه مركز أبحاث الحاسوب للعلوم الإسلامية (نور) – وبدء العام الدراسي للمركز المتخصص في علم الكلام بمؤسسة الإمام الصادق (ع) في قم، حدد آية الله عليرضا الأعرافي مدير الحوزات العلمية أضلاعاً ثلاثة رئيسية لرسالة الحوزات العلمية وهي: “تهذيب النفس والعبودية”، و”العلم والتوعية”، و”إبلاغ الرسالة بأساليب حكيمة”، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بهذه الأسس في مواجهة التيارات الفكرية والثقافية.

وبالإشارة إلى المسؤوليات المستقبلية الجسيمة، دعا الطلاب إلى السير في طريق إرشاد المجتمع بـ”المبادرة الذاتية”، واصفًا كل فصل دراسي بأنه “خندق للدفاع عن المعتقدات”.

المجالات الكلامية الخمس

وأوضح آية الله الأعرافي أن على علم الكلام أن يلعب دوراً فاعلاً في خمس مجالات للتنافس الفكري هي:

١. المجال المذهبي: لتصفية الفكر والرد على الانحرافات العقدية.

٢. مجال العالم الإسلامي: لتقديم فكر أهل البيت (ع).

٣. مجال الأديان الإبراهيمية: وهو ساحة للحوار العميق وطرح القضايا الأساسية.

٤. مجال الأديان والمذاهب الشرقية.

٥. المجال ما وراء الديني: وفيه مواجهة تيارات الإلحاد المعاصر.

المنهج الكلامي في العلوم الإنسانية والتعامل مع التكنولوجيا

وأشار مدير الحوزات العلمية إلى أن بعض القضايا المطروحة في العلوم الأساسية غالبًا ما تكون “مُثيرة للشبهات”، مما يستدعي تطبيق المنهج الكلامي في العلوم الإنسانية الإسلامية. وأضاف أن “الأنظمة الفلسفية والفلسفة المضافة” هما روح العلوم الإنسانية الإسلامية، ويجب على الفقيه اتخاذ موقف دفاعي وتوضيحي من الفكر الفقهي، كما يجب دراسة العلوم البشرية من منظور فلسفي لتوضيح مدى انسجامها مع أصول الإسلام.

وانتقل آية الله الأعرافي إلى التطور السريع للذكاء الاصطناعي وما يثيره من إشكاليات، مؤكدًا أن على الحوزات ألّا تتخلف في هذا المجال، بل يجب أن تنشط فيه على المستويين البحثي والتطبيقي.

التخطيط للكوادر المستقبلية

كما أكد على ضرورة تخطيط الحوزات العلمية لتأمين الكوادر البشرية النوعية والكمية المستقبلية (من مبلغين، وباحثين، وأساتذة).

المناعة الفکریة بالعبودیة والعلم والحکمة

وشدد على أن إضعاف الأسس العلمية وغياب الرؤية الكلامية المواكبة للتطورات العلمية يؤديان إلى اختراق الشبهات والانحرافات، لذا يجب أن يكون الجمع بين “العبودية، والعلم، والحكمة” في مقدمة أولويات الأنشطة التعليمية والبحثية والدعوية في الحوزات.

تقدیر الجهود التقنیة

وفي الختام، قدّر آية الله الأعرافي الجهود القيمة التي يبذلها مركز أبحاث الحاسوب للعلوم الإسلامية (نور) في مجال الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في خدمة العلوم الإسلامية والإنسانية.