– مقدمة:
ورد في رواية عنوان البصري عن الإمام الصادق عليه السلام حول رياضة النفس:
أَمَّا اللَوَاتِي فِي الرِّيَاضَةِ: فَإيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مَا لاَ تَشْتَهِيهِ، فَإنَّهُ يُورِثُ الحَمَاقَةَ وَالبَلَهَ. وَلاَ تَأْكُلْ إلاَّ عِنْدَ الجُوعِ. وَإذَا أَكَلْتَ فَكُلْ حَلاَلاً وَسَمِّ اللَهَ، وَاذْكُرْ حَدِيثَ الرَّسُولِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: مَا مَلاَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرَّاً مِنْ بَطْنِهِ. فَإنْ كَانَ وَلاَبُدَّ فَثُلْثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلْثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلْثٌ لِنَفَسِهِ.
لاحظ أن الإمام عليه السلام يعتبر ضوابط الأكل مفتاحاً لرياضة النفس، ولم يذكر شيئاً آخر فما هو السر؟ هذا ما سنعرفه بعد قليل.
#دورة_معرفة_النفس
• الدرس الثالث : رياضة النفس – الفصل الثاني : الأكل عند الجوع
قوله عليه السلام: “وَلاَ تَأْكُلْ إلاَّ عِنْدَ الجُوع”.
إليكم القصة التالية ليتضح المطلب جيداً: “أحس الشيخ -العارف رجب علي الخياط- بضعف في بدنه وهو في مجلس كان يُعقد في دار أحد أصدقائه قبل أن يبدأ بالحديث، فطلب رغيفاً، فجاءه صاحب الدار بنصف رغيف فتناوله وبدأ بعد ذلك بالحديث في ذلك المجلس وفي الليلة التالية قال: “سلمت الليلة الماضية على الأئمة لكني لم أرَهُم فتوسلت إلى الله لمعرفة سبب عدم رؤيتي لهم فقيل لي في عالم المعنى: لقد أكلت نصف ذلك الرغيف فزال ضعفك فلماذا أكلت النصف الثاني؟!”
نفهم من ذلك أنه لا ينبغي الأكل بين الوجبات إلا مع الشعور بالضعف والوهن.
• بوارق الملكوت – السير إلى الله •
المصائب والآفات تنبيه رباني وجرس إلهيّ لتذكير الغافلين
كما أنّ وجودّ الألم في جسم الإنسانٍ يُعتَِبرْ طبياً موشراً على الإصابة بمرض ما ، فيجب المبادرة إلى العلاج قبل استشراء المرض. كذلك المصائبٌ والآفات. فإنها تنبيه ربانيّ للإنسان. وتذكير للغافلين لما في البلاءات من العبر والمَواعظٍ. قال اللّه تعالى : ولقد أَحَذْنَا آل فِرْعَوْنَ بِالسَنِينَ وَنَقْص مّنَ التْمرَاتِ لَعَلَهُمْ يَذَكرُون
وقال الإمامٌ الصادقٌ عليه السلام : مِا مـن مُوْمِن إلا وَ هُوَ يُذَّكرُ في كُلَ أربعِينَ يَؤْما ببلاء أما في مَالِه أوْ في وَلدِهِ اوْ في نفسِه فَيُوْجَرَ عَلَيْهِ اؤْ هم لا يَدرِي مِنْ أين هوّ»’.
آية الله السيد محسن الجلالـي
إن المؤمن الكيّس الفطن ينبغي له إذا أراد أن يعمل عملاً أن لا ينوي به إلا وجه الله تبارك وتعالى ونفع الناس حتى أنه إذا وفق له وأمكنه العمل حاز ثواب الدارين؛ وإن لم يمكنه العمل لم يفته ثواب الله العظيم . وقد صح عن النبي وآلـﷺـه أنه قال :من نوى الخير ولم يفعله فله حسنة ومن نوى الخير وعمله فله عشر حسنات
وعن أبي ذر عن رسول الله وآلـﷺـه وصيته له قال :((يا أبا ذر ليكن لك في كل شيء نية حتى في النوم والأكل))
السيد جعفر شبر الحسيني