- حيدري نظر
الحديث يشير إلى سيناريو خطير يرتبط بتدخل الولايات المتحدة في حرب—خصوصاً إذا كانت في منطقة الخليج—وما قد يترتب عليه من دمار شامل للطرفين: أمريكا ودول الخليج.
لفهم هذا التحليل جيداً، يمكن النظر في عدة أبعاد:
1. النتائج المحتملة لتدخل عسكري أمريكي في حرب واسعة النطاق:
الدمار الاقتصادي والسياسي:
أي صراع كبير في الخليج سيؤثر بشكل مباشر على أسواق الطاقة، وقد يؤدي إلى انهيارات في البورصات العالمية، لا سيما إذا تعرضت البنية التحتية النفطية لهجمات أو تعطيل.
أمن دول الخليج:
دول الخليج تعتمد بشكل كبير على التحالفات الغربية وخصوصاً أمريكا لحمايتها. لكن في حال نشوب حرب واسعة، فإنها ستصبح أهدافاً مباشرة، مما يجعل احتمالات الدمار كبيرة، خصوصاً للبنية التحتية المدنية والعسكرية.
المجتمع الأمريكي نفسه:
إذا كانت الحرب ضد خصم قوي ومدعوم من أطراف عالمية، فقد تنجر أمريكا إلى حرب استنزاف، وتتعرض لهجمات سيبرانية أو حتى تهديدات مباشرة على أراضيها أو مصالحها.
2. فكرة “لا توجد تعويضات”:
في الحروب الكبرى، خاصة إذا خرجت الأمور عن السيطرة، لا يمكن الحديث عن تعويضات كما في النزاعات التجارية أو الأزمات الاقتصادية. الدمار قد يكون:
شاملاً وغير قابل للتعويض (مثل فقدان الأرواح أو البنية التحتية الحيوية).
سياسياً وجيوسياسياً، حيث قد تُعاد صياغة التحالفات والحدود والنفوذ.
3. التحذير الضمني:
ربما الرسالة تتضمن تحذيراً أو تلميحاً بأن الحل العسكري سيؤدي إلى خسارة جماعية، وليس إلى نصر حاسم. وهذه رؤية يتفق معها الكثير من المحللين الذين يرون أن الحروب الحديثة، خاصة في الخليج، ستكون “خاسرة للجميع”.
وهل يرتدع الرئيس الأميركي من تنبيهات الامام الخامنئي
يحمل طابعًا ساخرًا أو استنكاريًا، ويُطرح في سياق سياسي معقّد، لذا دعني أجيب عليه بوضوح وحيادية:
هل يرتدع الرئيس الأمريكي من تنبيه الإمام الخامنئي؟
غالبًا لا. في العلاقات الدولية، وخاصة بين الولايات المتحدة وإيران، لا يُتوقع أن يكون “تنبيه” أو “تحذير” من طرف أحد الزعماء الدينيين أو السياسيين الإيرانيين – بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي – كافيًا لردع رئيس أمريكي عن سياسات تعتبرها واشنطن من صميم مصالحها الاستراتيجية.
الرئيس الأمريكي، أياً كان، يتخذ قراراته بناءً على اعتبارات داخلية (الرأي العام، الكونغرس، الأمن القومي) وخارجية (التحالفات الدولية، الردع، المصالح في الشرق الأوسط). أما التصريحات أو “التنبيهات” الصادرة من إيران، فهي تُقرأ عادةً في واشنطن ضمن سياق “الحرب الكلامية” أو التصعيد الإعلامي، وليس كتهديد فعلي مباشر يُغير من مسار السياسات.
ومع ذلك، إذا اقترن “التنبيه” بخطوات فعلية، كتصعيد عسكري أو تحرك نووي أو تهديد مصالح أمريكية في المنطقة، قد يؤدي ذلك إلى تغيير في التكتيك الأمريكي، لا بالضرورة “ارتداع”، بل “حسابات جديدة” للرد أو التهدئة.
“ستين بالمائة من الشعب الأمريكي يرفضون الحرب مع إيران، هذا لا يغير المسار”
توحي بفكرة أن الرأي العام الأمريكي المعارض للحرب لا يؤثر في قرارات السياسة الخارجية أو التوجهات العسكرية. إليك بعض النقاط التي يمكن توسيع الحديث فيها:
1. الرأي العام والسياسة الخارجية:
في الديمقراطيات مثل الولايات المتحدة، يُفترض أن للرأي العام وزنًا في صنع القرار، خاصة في القضايا الكبرى كالحروب. ومع ذلك، فإن السياسة الخارجية غالبًا ما تُدار من قِبل النخب السياسية والأمنية، وليس بالضرورة وفقًا لتوجهات الرأي العام.
2. الكونغرس والسلطة التنفيذية:
حتى لو كان هناك رفض شعبي واسع، فإن السلطة بيد الرئيس والكونغرس. وقد تتخذ الإدارة قرارات استراتيجية بناءً على “مصالح الأمن القومي” أو ضغوط من لوبيات معينة، حتى لو عارضتها الأغلبية الشعبية.
3. تجارب سابقة:
مثال واضح هو الحرب على العراق عام 2003، والتي كانت مثار جدل كبير ومعارضة شعبية، لكنها مضت قدمًا.
4. “لا يغير المسار”:
هذه الجملة تعكس نوعًا من التشاؤم أو الواقعية السياسية، أي أن القرار بالحرب أو عدمها لا يُبنى فقط على رأي الناس، بل على حسابات أعمق تتعلق بالنفوذ، والردع، والتحالفات، والمصالح الاستراتيجية.
هل يكون ترامب آخر رئيس لأمريكا كما يشاع وسوف يخربها.
لا يوجد أي دليل موثوق يشير إلى أن دونالد ترامب سيكون “آخر رئيس لأمريكا” أو أنه “سيخربها” بطريقة تدمّر الدولة بالكامل. هذه الأفكار تنتشر غالباً في نظريات المؤامرة، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الموثوقة، لكنها لا تستند إلى مصادر رسمية أو تحليل سياسي جاد.
إليك بعض النقاط لتوضيح الصورة:
1. الولايات المتحدة دولة مؤسسات
أمريكا ليست محكومة بشخص واحد فقط، بل لديها نظام متكامل من السلطات الثلاث (التنفيذية، التشريعية، القضائية) وطبقة إدارية ومجتمع مدني قوي. حتى لو فاز ترامب مجددًا، فإن صلاحياته تظل محدودة بالقانون والدستور.
2. الحديث عن “آخر رئيس” هو من الخيال السياسي
فكرة أن ترامب سيكون “آخر رئيس” ترتبط غالباً بنظريات نهاية العالم أو انهيار النظام الأمريكي، وهي ليست مدعومة بأي تحليل منطقي أو تقارير استخباراتية أو حتى دلائل سياسية واقعية.
3. الرأي العام منقسم، لكنه فعّال
رغم الانقسام السياسي العميق، تبقى الديمقراطية الأمريكية قائمة، والانتخابات تُجرى، والسلطة تُتناقل بطريقة سلمية (مع بعض الاستثناءات الجدلية كما في أحداث 6 يناير 2021، لكنها لم تنه النظام).
ترامب شخصية مثيرة للجدل، و يُحدث تغييرات سياسية واقتصادية كبيرة.
يتبع