تقرير | هاني أحمد علي: قال الكاتب والإعلامي خليل نصر الله، إن خطة ترامب الجديدة تمثل محاولة أمريكية صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية تحت شعار السلام، بينما الهدف الحقيقي هو خنق المقاومة الفلسطينية وفرض السيطرة على الأرض والمقدسات.
وأوضح نصر الله في لقاء مع قناة المسيرة، مساء الأحد، ضمن برنامج ملفات، أن الخطة تستهدف بشكل مباشر حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة، وتربط أي تسوية أو وقف للعدوان بموافقة هذه الفصائل على شروط لا تعكس مصالح الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه الخطوة ليست هدفها إنهاء العدوان، بل إبقاء الفلسطينيين تحت ضغط دائم، وإعادة توزيع النفوذ في المنطقة بما يخدم الاحتلال الصهيوني.
وأشار إلى أن الرؤية الأمريكية الصهيونية تمتد إلى الضفة الغربية، وتسعى لتقييد أي مقاومة مستقبلية، وفرض سيطرة جزئية على الأراضي الفلسطينية، بينما تُصاغ المفاوضات والمبادرات بشكل يضمن استمرار الاحتلال دون أي التزام حقيقي بحقوق الفلسطينيين.
ولفت الكاتب والإعلامي إلى أن الإدارة الأمريكية والغربية تتبنى سياسات مزدوجة، إذ تدين أحيانًا الاعتداءات الصهيونية بشكل شكلي، لكنها في الوقت نفسه توفر الغطاء السياسي والاقتصادي والاعلامي للاحتلال، مع دعم مشاريع التوسع الاستيطاني وفرض السيطرة على غزة.
وأضاف أن بعض الدول العربية والإسلامية تشارك ضمنيًا أو بصمت في هذه السياسة، فيما يُستخدم خطاب السلام وحقوق الإنسان كواجهة لتغطية أهداف تصفية القضية الفلسطينية.
وتطرق نصرالله إلى المراحل المزعومة للخطة، مبينًا أن المرحلة الأولى تركز على تبادل الأسرى، حيث يطالب الجانب الأمريكي الصهيوني بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل خطوات محدودة من الاحتلال، بينما المرحلة الثانية تتعلق بالسيطرة على الحكم في غزة ونزع سلاح المقاومة، وهو ما تعتبره الفصائل الفلسطينية خط أحمر، مبيناً أن أي محاولة لفرض المرحلة الثانية بالقوة ستؤدي إلى تجدد العمليات العسكرية وعودة الحرب مجددًا.
واعتبر أن الخطة الحالية تشبه إلى حد كبير صفقات القرن السابقة، لكنها تأتي هذه المرة بغطاء أمريكي مباشر، في محاولة لإعادة إنتاج اتفاقات جزئية تفكك ملف المقاومة وتضع الفلسطينيين في موقف ضعيف أمام الاحتلال، مشدداً على أن هذه السياسات لن تمر دون مقاومة، وأن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ملتزمون بمواصلة الدفاع عن حقوقهم وأرضهم ومقدساتهم، مهما كانت الضغوط الدولية والإقليمية.
ولفت الكاتب والإعلامي إلى أن التوازن في المفاوضات قائم على قوة المقاومة ورصيدها التفاوضي، وأن أي مشروع أمريكي صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية سيصطدم بعزيمة الفلسطينيين وصمودهم، مشيرًا إلى أن المقاومة تمثل الضمان الأساسي لعدم نجاح أي خطة تهدف إلى تجزئة فلسطين أو تصفية الحقوق الوطنية.